( بقلم : عقيل النصار )
النكبات والازمات التي مر بها هذا الشعب المظلوم طيلة ثلاث عقود كان وقعها مرا ثقيلا على النفوس ونتائجها كبيرة في تدميرها لبنية المجتمع وسلوكيات افراده وتفكيرهم, فأبسط ما تمخض عن ذلك العسر هو فقداننا للثقة بل الريبة والتشكيك في كل شئ من حولنا ولم نعد قادرين على التعرف أو تشخيص الواقع بصورة دقيقة تساعدنا على اتخاذ الموقف المناسب فيما يواجهنا من احداث .
هنالك نفوس كلت وتعبت ولاتعرف سوى الشكوى والانتقاد تعيش على الهامش ولاتقدم سوى الكلمة السلبية وهم كثيرون , ونفوس تفجر الغضب بداخلها لاتعرف كيف توجهه فتخبط خبط عشواء ضارة بكل شئ لاتملك بصرا ولابصيرة سهلة الانقياد لكل ناعق,ونفوس لاتعرف الا ذواتها كمثل ذلك الذي قال أن الصلاة خلف علي أثوب والاكل مع معاوية أدسم والجلوس على التل أسلم ! ونفوس تريد الخير لكن بصرها مشوش فلاترى طريقا واضحا تسلكه تقنع نفسها بفلسفة الانتظار السلبي لمخلص البشرية وهم مع الاسف كثيرون ايضا.وأناس قد فقدوا عقولهم !.فالشعب العراقي اليوم هو مزيج في الاعم الاغلب من هذه التصنيفات يوجه بعضه بعضا !.
فعلي ع ومالك الاشتر ومن تبعهم باخلاص كادوا ان يقضوا على جرثومة التاريخ الانساني ويحققوا اعظم نصر عرفته البشرية , لكن كما قالها علي ( لارأي لمن لا طاعة له ) وبتنا الى اليوم نتحسر باشد ما تكون الحسرة كلما مررنا بانظارنا على ذلك النصر الذي ضيعناه في صفحات التاريخ ! فعندما يهزم الموقف تتلوه الهزائم ولايظفر أهل الباطل الا بتخاذل أهل الحق . بل اننا لو كنا مطلعين على كل التاريخ الانساني ومنعطفاته الخطيرة لادركنا وفي العين قذى وفي الحلق شجى كم فوت علينا الهمج الرعاع من فرص الحياة السعيدة .
اللعبة لازالت قائمة لليوم مع معاوية وشياطينه , فبدل عمرو واحد هناك الكثير يصطف معهم حكومات وشعوب قومجية تمتد من الخليج الى المحيط قد شخصت جيدا خلال السنوات المنصرمة , أما أنتم فلكم الله يا شيعة العراق وأنفسكم ومن لايبغي ذبحكم على الهوية والمذهب, وأستطيع أن أشبه بكل ثقة أن ما يحدث اليوم هو نفسه ما حدث ايام خلافة علي ع , فلم يهدأ للقوم بال حتى عادت الدنيا لأحضانهم , وأعترف بذلك معاوية لع بقوله (( أني ما قاتلتكم لتصلوا او تصوموا ولكن لاتأمر عليكم )), فدين القوم هو دين معاوية وكل ما وصلهم من الاسلام هو الصفحة الاموية المنمقة ,افلاترون أن كل مقدس عندهم هو من قاتل عليا ع وأغتصب حق أهل البيت ع وقد بشروهم بالجنة ! وللرسول ص الكثير من الزوجات ولكن لاتذكر الا صاحبة الجمل حتى أن ثلث أحاديث البخاري عنها !
أما الخوض في واقع شيعة الجنوب هو كالسير على حبل مشدود بل أن واقعهم اليوم هو سير على حبل مشدود .وصدق رسول الله ص عندما يصف زماننا هذا بزمان ذهاب العقول .نرى اليوم الكثير من الناس قد فقدوا عقولهم وتاهوا في فوضى لاحدود لها , وهذا وحده مايفسر ظهور مهدي الزرقة ويماني البصرة ونائب الامام الذي خطب كريمته أو أخته لاأدري فقد نسيت وأستميحه عذرا وميليشيات فلان وعلان التي أصبحت مقدسة والموت بأنتظار من ينتقد هذه الذوات المؤلهة , والكثير من الاحزاب التي تتخذ من السبحة والتربة غطاءا لسرقاتها وفسادها المقدسين وهي تصول وتجول في بنايات المحافظات والاقضية والنواحي ودوائر الدولة ومراكز الشرطة , وشيوخ العشائر الذين تكاثروا وتناسلوا بشكل رهيب وبتمدد أفقي عريض حتى بات كل شيخ موقر يدفع بدلات اشتراك اعضاء مشيخته لا بل وصل الحال بأستئجارهم من أي مقهى !.
وسط هذه الفوضى هنالك السيستاني العظيم وقد تعرض له كل أفاك زنيم, وهنالك الحكيم الحليم الذي يسب( مبني للمجهول ) يوميا جهارا نهارا وفي كل مكان دون خوف أو وجل وهو الرجل الاقوى في عراق اليوم لكنه ليس بدموي ولايحمل الحقد بل الحب والخير للعراق والعراقيين ,يحمله الجهلة والمغرضون تردي وضع العراق وكأنه يملك خاتم سليمان ليصلح لهم ما أفسده صدام في عقود ومايفعله أزلامه اليوم مع قطعان الوهابية وماتكيده قوى البغي العالمي على أرض العراق, والله أن هذه الاشارة وحدها لكافية لمن يملك عقلا .كان الله في عونك أيها السيستاني العظيم وأيها الحكيم الحليم وأيها المالكي الصبور .وكان الله بعون كل عراقي شريف .
https://telegram.me/buratha