( بقلم : امجد الحسيني - اعلامي عراقي )
اعتادت امريكا في السابق ان تتعامل مع المنظومة العربية او كما يحب ان يسميها اقطاب السياسة التطبيعية " الشرق الاوسط " اعتادت دائما ان تستخدم العصى والجزرة او كما هو معر,ف لدينا بالعامية " جر الحبل " وهذه السياسة استمرت ردحا طويلا حتى سلم العرب جميع اوراقهم مما دعى امريكا ان تستخدم العصى فقط من دون جزرة لان امريكا والدول الغربية بدأت تشعر تفاهة الايدلوجية العربية التي سلمت جميع اوراقها في السابق واعطت صكا جديدا يفوض الدول العظمى بالعمل كما تشاء وتمثل هذا الك في مؤتمر انابوليس الذي افرغ العرب جيوبهم فيه من كل ورقة يلعبونها واصبحت الساحة امنة لكل الدول العظمى للعمل على الساحة العربية من دون ان تعطي شيأ وتأخذ كل شيء وما كان ليكون هذا الا بجهود لفاء امريكا في المنطقة منظومة التطبيع " السعودية ، الاردن ، مصر ، دول الخليج العربية "
ولكن اللافت للامر ان امريكا اليوم والدول الغربية لاتحتاج اليوم لاستخدام العصى ايضا لان مجرد النظرة الحادة او التلميح سيردع دول التطبيع العربي الى الخوف اي ان الدول الاستعمارية اليوم لا تحتاج ان ترفع عصاها كي يرتدع العرب عن افكارهم واراءهم بل تكتفي هذه الدول الغربية وعلى راسها امريكا فقط بارسال رسالة صغيرة عن طريق ( التلفزيون ) على شكل تصريح بسيط لتعرف دول التطبيع العربي بان امريكا غير راضية عن هذا لتصرف فتنتهي تلك الدول حتى عن الكلام وينقلب الامر من الصالح الى لطالح ومصداق ذلك ان دول التعاون الخليجي وبعد عقدها مؤتمرها في المنامة الذي توصل الى نتائج مهمة وصالحة واستطاع هذا الاجتماع الى ان يذيب الجليد بين ايران التي تضع نفسها ندا لامريكا وبين دول التطبيع العربي وكان الجمي يعلق امالا على نتائج هذا المؤتمر الذي ان نفذ قراراته سيجعل المنظومة العربية وايران بالاضافة الى روسيا الساعية اليوم الى الرجوع الى ماكانت عليه قبل انتهاء الحرب الباردة والصين التي بدأت تشكل جوا معارضا ليس فقط لامريكا بل للدول الغربية عامة ومن هذا التشكيل الروسي الصيني الايراني سيتشكل فريق معارض يمكن ان يكون محور الوجود للجو العالمي وان انسحاب المنظومة العربية منه يقترب من الخطأ الاستراتيجي العربي او يذكرنا بالتاريخ المنصرم عندما وقفت المنظومة العربية مع الدولة العثمانية وتركت القوى الصاعد انذاك بريطانيا فخسر العرب وكانوا مشروع قتل وتنكيل ولم ينتفع العرب من تجربة الحرب العالمية الاولى عندما دخلوا الحرب مع دول المحور وناصروا المانيا فخسرت المانيا الحرب وصار العرب عبيد للدول العظمى وصارت فلسطين كبش الفداء للخنوع العربي كما التحقت بها الاسكندرونة وغيرها من الاجزاء المقتطعة لاسرائيل واليوم العرب يعيدون التاريخ نفسه عندما يسلمون اوراقهم لامريكا ويغشونها لمجرد شدها لعينيها وتقطبها لحاجبيها فبعد مؤتمر المنامة الذي كان يمكن ان يجعل المنظومة العربية مع القوى الصاعدة او دول الحلفاء القادم ( روسيا ، الصين ، ايران ) تركت المنظومة العربية هذا الحلف لتذهب الى احضان الدول الغربية وتركت مقررات مؤتمر المنامة فاستقبلت وزير الدفاع المريكي روبرت غيس الذي بدأ من المنامة تهديده لايران وكل الظن ان هذا التهديد ليس موجها لايران لان ايران اعلنت حربها المعارضة لامريكا منذ عام 1979 م عندما اسماها الامام الخميني لاستكبار العالمي وعندما استطاع طلاب جامعة طهران اعتقال اعضاء السفارة الامريكية مما عدته امريكا الصفعة العظيمة للدولة العظمى والحشد الاعلامي الذي تحشده امريكا لايرن من قبيل التخويف الذي اعتقد ان ايران لا تخافه حقيقة لانها مؤمنة بان الرئيس بوش فقد جميع اوراقه في الحروب كما انه سيخرج من البيت الابيض بعد عام وان استنفذ من العام القادم الاشهر الست الاولى دون ضربة عسكرية لايران فان الرئيس بوش لن يستطيع ان يقوم باي عمل عسكري ضد ايران لانها يغادر البيت الابيض وان القادم الى البيت الابي لن ياتي طبعا باسم الحروب وان القادم ان كان من الديمقراطيين فانه لن يقوم بحرب على اي دوة باعتبار ان الديمقراطيين ينادون دائما بالحوار ولا يقون على القيام بحرب فضلا عن ان الشعب الامريكي يرفض اليوم اي حرب في العالم ، اذا ايران اليوم مطمئنة وهي لاتخاف التصريحات الامريكية وهي ترى ان تصريحات غيس ما هي الا ( صحوة موت ) كما يقال عندنا وهي موجهة بالتحديد الى منظومة الدول العربية عامة ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة وان امريكا ستفكر جديا في معاقبة هذه الدول في القريب العاجل وذلك لانها استضافت نجاد في مؤتمرها اولا ولانها اتفقت مع ايران ثانيا وثالثا لانها اجتمعت على لقاء ايران مجتمعة وهو ما تعده امريكا سابقة خطيرة تقوم بها هذه الدول العربية لان امريكا اصدرت امرها لدول التطبيع كافة بان تكون اللقاءات منفردة مع ايران او روسيا او الصين ولايجوز ان تجتمع هذه الدول العربية مع الدول المعارضة لامريكا اجتماعا مجتمعة لان اجتماعها يعد اتفاق وانقلاب على الاب المنعم امريكا وهي السياسة التي كان نظام المجرم صدام يحذر منها العراقيين فهو يحضر ان يجتمع شخصان او كثر في اجتماع فكري اذا على دول المنظومة العربية التي اجتمعت بالمنامة اما ان تكون مع دول الحلفاء الجديد والقوة النامية نحو الواجهة وتتخذ قرارها بمعارضة امريكا ودول الغرب واما ان تبقى مع دول المحور الخاسرة قريبا ( امريكا وحلفائها الغرب ) ولتبقى خاسرة بعد كل حرب كونية ، اذا غيتس لايقصد ايران في تهديداته وتحذيراته انما يقصد دول المنظومة العربية وعليها ان تفكر جيدا لان المنامة ستكون نقطة دائرة الضوء وسيقى مؤتمرا المنامة منعطف تأريخيا فالاول كان مع ايران ممثلا بنجاد والثاني كان مع امريكا ممثل بغيتس ، فاي المناحي سيتخذ العرب .
https://telegram.me/buratha