بقلم :سامي جواد كاظم
المفكر كلمة لا يمكن لها ان تتصف بشخصية معينة ما لم يكن لهذه الشخصية اثر فكري يهز ما توجد من افكار نقيضة لهذا الاثر . يعد المفكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر مفكر نموذج من النوادر التي انجبتها الساحة الاسلامية عامة والعراقية خاصة ، وجاء اثره فعالا وقويا في حينها ضد الافكار الالحادية وبوجه خاص الاشتراكية والراسمالية فكان كتابيه العملاقين ( فلسفتنا واقتصادنا ) والذي القم فم كل من يتبجح بقصر المفاهيم الاسلامية لضرورات الحياة وتطورها القمها بحجر ولعل عجزها من الرد هو الدليل الاول والدليل الثاني هو ان هذا الكتاب لا تمنعه ولا سوق اسلامية بما فيها الاسواق الوهابية ، يذكر السيد الشهيد قدس سره الشريف انه عندما كان يؤدي الحج في مكة وجد كتابيه فلسفتنا واقتصادنا في المكتبات هنالك وعندما سال عن سعره تعجب غلوه فقال لصاحب المكتبة لماذا هذا الكتاب غالي وعن ماذا يدور؟ فقال صاحب المكتبة انه كتاب زين ومؤلفه زين .اذن السيد محمد باقر الصدر مفكر من الطراز الفريد وطالما انه مفكر فنجد فكره وانامله وقلمه في صراع مع الزمن ، ولايهدر دقيقة من يومه الا ولها حصة من فكره المشغول على الدوام .
وبما ان الانسان هو الشغل الشاغل لكل القوى والافكار الموجودة على ارض المعمورة قهنالك من يبني وهنالك من يهدم ، وفعلا ظهرت افكار هدامة للانسان والانسانية منتقصة التعاليم الاسلامية فكان لفكر السيد الشهيد صولة وجولة مشهود لها في طمر هذه الافكار السلبية .كثيرا ما تتلاطم افكار فلسفية في فكر المسلم القليل الادراك وقد يعتقد ولو لوهلة ان الفلسفة الاسلامية اصبحت قاصرة في ظل ما يعيشه الفرد المسلم من مستجدات العصر ، واذا بالسيد الشهيد يفجر صاروخه الاول وهو كتاب فلسفتنا .
ثم عاد الكرة الملحدون وهذه المرة في المجال الاقتصادي وما ان طفح مستوى الفقر على البشرية تحت مظلة الشيوعية والاشتراكية حتى نزل السيد الشهيد ارض الصراع وكانت له الغلبة بالقاضية ( كتاب اقتصادنا ) .واخر ما كان شغله الشاغل هو كيفية خلق مجتمع فقيه ، فانصب فكره وتركيزه كل ما هو له علاقة بالحياة اليومية للانسان من عادات وتصرفات واخلاقيات .
كثير جدا من الكتاب العرب ومن غير الملة كتبوا عنه واخص بالذكر الكاتب المسيحي شبلي الملاط في كتابه المخصص عن فكر السيد الشهيد ( تجديد الفقه الاسلامي ) والذي ابدى اعجابه في فكر الشهيد وما يحمل من افكار رائعة عن الفكر الاسلامي وكيفية حلول المستعصي على المجتمع اليوم ، ومن ضمن ما ذكره في كتابه قال ( لا تستبعدون ظهور كتب من تاليف السيد محمد باقر الصدر بعد وفاته فله مخطوطات كثيرة تركها ولم تطبع بسبب الظرف المحيط به انذاك قبل اعدامه ) ، وهذا امر ليس بالمستبعد علما ومنطقا وواقعا فهنالك الكثير من الكتب التي صدرت لمؤلفين بعد وفاتهم على سبيل المثال لا الحصر مثلا كتاب معركة الجمل للشيخ المفيد تم طبعه بعد وفاته بقرون كتاب صحيح البخاري للبخاري تم طبعه بعد وفاته بمئتي عام ، تكملة تفسير القران للسيد السبزواري (قدس ) ، وغيرها الكثير الكثير .وكل مفكر يبقى دائم التفكير والكتابة كما اسلفت ، السيد السبزواري كان يكتب حتى على علبة السكائر اذا ما اتته فكرة معينة حول تفسير القران .
والكاتب الاخر الذي كتب عن السيد الشهيد هو المستبصر صائب عبد الحميد حيث اصدر كتاب بعنوان ( محمد باقر الصدر تكامل المشروع الفكري والحضاري ) يقول عنه ( الفقيه المبدع الذي عاش للمجتمع واعطاه دمه وروحه وعاش الشريعة ووعاها وتذوقها سيدخل الفقه افقا جديدا هو في غاية الاهمية اطلق عليه ( الفهم الاجتماعي للنص )). من هذا يريد القول ان لابد للفرد من فهم الاسس والنصوص التي ترتكز عليها المسائل الابتلائية التي يبتلى بها الفرد والتي تحتم عليه معرفتها من غير الانتظار والرجوع الى الفقيه والمسائل الابتلائية هي مثل الوضوء والصلاة والصوم التي تمر على المكلف يوميا هذا بالاضافة الى امور اخرى كانت موجودة ومتغلغلة في العلاقات الاجتماعية ومن هنا انبرى السيد الشهيد الى تكملة مشروعه بكتاب ثالث هو مجتمعنا حيث يقول السيد الشهيد عن ذلك (( ان مجتمعنا لا يسمح يمجتمعنا )) أي ان المستوى العام للمجتمع لا يسع ما يحوي كتابه المخطوط مجتمعنا .اخيرا وصلت الى ما ابغي من هذا يعني ان هذا المشروع كان موجود وولد من فكر السيد الشهيد لكنه لم يرى النور الى فضاء القراءة ، هنا نسال اين ثالثنا لفلسفتنا واقتصادنا ؟!! اعتقد الاجابة موجودة ولندعها الى ظرف يسمح لها بالظهور .
بقلم : سامي جواد كاظم
https://telegram.me/buratha