( بقلم : اسعد راشد )
هل هي الغيرة التي تدفع بقناة مثل الجزيرة في ان تمارس دور الدعاية والتهويل لـ"عشائر" في جنوب العراق تطالب بالحفاظ على "هوية" الجنوب العربية و"وحدة البلاد" وتدعوا الى "المقاومة الشريفة" وجدولة "الانسحاب لقوات الاحتلال"؟ وهل حقا "عربية" الجنوب مهددة ووحدة البلاد في مهب الريح حتى تنتفض الجزيرة القطرية في اعلامها وتعمل على رفع راية تلك "العشائر" التي ما مسمعنا لها لا من قبل و لامن بعد جولات تذكر او صولات ترفع ؟!كاميرات الجزيرة استفردت بنشر تقرير مفصل عن "مؤتمرعشائر الجنوب" يعقد في مكان معزول في احدى قرى او بلدات مدن العراق وقد تجنب المؤتمرون بوضع يافطات وشعارات المؤتمر خارج جدران المكان حيث اظهر التصوير اليافطات التي كتبت عليها مفردات "المقاومة الشريفة" من داخل الموقع تفاديا لردود افعال قد تحدثها تلك الشعارات التي تتخفى خلفها ايادي بعثية واجندة عربية تسعى للايقاع بين ابناء الجنوب واثارة الفتنة في تلك المنطقة المهمة من العراق .
القراءة الاولية للحدث تفيد ان الدول العربية وخاصة السعودية والامارات وقطر واطراف في دولة الكويت تمارس دورا تخريبيا في الجنوب فهي بموازات النشاطات الارهابية لتنظيم القاعدة تسعى ومن خلال الاموال التي تغدقها على بعض العملاء شراء بعض زعماء العشائر الصغيرة والضعيفة وبتنسيق مع البعثيين الجدد الذين يقودهم العلاوي لخلق فوضى في مناطق الجنوب الشيعية وايهام بعض المغرر بهم والمخدوعين بشعارات مضللة ووهمية لا اساس لها من الصحة في جنوب الحسين وعلي (ع) لمنع شيعة الجنوب من الوصول الى حقوقهم وتحقيق فيدراليتهم التي يناصبها الاعراب العداء ويسعون لافشالها .
عروبة الجنوب يحفظها ابناء العشائر الاصيلة التي ناضلت وقاتلت البعث المجرم ووقفت بحزم ابان انتفاضة الجنوب في عام 1991 في وجه الهجمة العنصرية والطائفية والوحشية التي قادها البعثيون بدعم مباشر من قبل انظمة العهر العربية التي غاصت في دماء شيعة العراق ورفعت شعار "لاشيعة بعد اليوم" عبر الطائفيين من زمر البعث والاعراب المرتزقة الوافدين الذين اقتحموا معاقل ابناء الاهوار المناضلين بدباباتهم الحاقدة وهم رافعين تلك الشعارات الطائفية .
فهل ينسى ابناء الجنوب جرائم "ال مجيد" و"ال سعود" ابان الانتفاضة الشعبانية والمذابح التي ارتكبت بحقهم عندما رفعت القوات الامريكية الحظر عن المقاتلات الصدامية بامر من دولة ال سعود وال صباح بحجة مواجهة "الخطر الايراني" فكانت النتيجة تحويل الجنوب الى "مقابر جماعية" لابناء الشيعة واجهاض انتفاضتهم التي كادت ان تطيح برءوس البغي والطغيان في بغداد وكانت قاب قوسين او اقرب للانتصار ؟ألم يقل وزير خارجية ال سعود "فيصل" انه "لو لا الرياض لسقط العراق في عام 1991 في احضان الايرانيين " واعترف بجرائم دولته في انتفاضة الجنوب وقتل ابناءه في تصريح الشهير وهو في العاصمة الامريكية عندما اعلن "ان امريكا قدمت العراق على طبق من ذهب لايران" ؟!
واليوم وبعد ان يأس الاعراب من زعزعة الموقف الشيعي الموحد وفزعوا من التوافق الشيعي حول الفيدرالية وحق شيعة العراق بالتمتع بثرواتهم وقطع يد العابثين والمجرمين يسعون وعبر ايجاد جيوب عميلة وفلول البعث وايتام صدام رفع "رايات عشائرية" مصطنعة لا تمت بصلة لعشائر الجنوب الاصيلة المظلومة التي قاتلت البعث والطغاة وقدمت ابناءها قربانا من اجل عراق ديمقراطي تعددي وفيدرالي يتمتع فيه الاغلبية بحقوقها كاملة .
ان التهويل لما يحدث في جنوب العراق والدعاية السلبية التي يطلقها الاعلام العربي بحق شيعة الجنوب وضد ابناءهم يأتي في خضم فشل الارهاب العربي في اعادة البعث الى الحكم واخفاق اجندة المخابرات العربية التي كانت تتامر مع قوى الشر والعدوان الوهابية والطائفية لترويض شيعة العراق واليوم وبعد ذلك الفشل بدأت اموالهم تضخ بسخاء لشراء ضمائر ميتة ونفوس ضعيفة بغية نشر الفوضى وزرع الفتن في الجنوب وخاصة في بصرة الفيحاء وبكلمة واضحة هم يرويدون "عشائر عربية " صنيعة مخابرات اقليمية لدول الجوار الطائفية تعمل على تنفيذ اجندتها وتتجرد من وطنيتها وشيعيتها فيما هي اي تلك الدول في الوقت الذي ترفع شعار "وحدة العراق" و "عروبة الجنوب" في الوقت نفسه تمارس ابشع انواع التفريق ضد ابناء العراق وخاصة شيعته وتنفق الملياراد من الدولار لدعم النزعة الطائفية ولاعادة الطائفيين الى الحكم وهي مازالت تقف بقوة خلف دعاة تطهير العراق لما يسمونه "الصفويين" اي كل شيعة العراق وهي نفسها التي دفعت بذلك المهووس الطائفي والارهابي الزنيم "الدليمي" في مؤتمر استنطول ليعلن بلؤم وخبث انه "طائفي" ويدعوا العرب السنة في الدول العربية الى انقاذ (( عاصمة الرشيد)) من الهيمنة الشيعية !
اذن وفي المحصلة الاولية نرى ان الهدف من كل ذلك التهويل ورفع الرايات العشائرية المشبوهة هو ضرب المارد الشيعي الذي خرج من القمقم ولوقف اي محاولة شيعية لاقامة الكيان المستقل لشيعة العراق وفيدراليتهم التي هي من اهم اهداف التي يسعى اليها ابنائهم لضمان عدم عودة عهود الاذلال والطائفية والحكم الديكتاتوري القذر .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha