المقالات

من يرسم المشروع السياسي السني في العراق؟!

2238 2017-08-30

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

المشهد السياسي العراقي الراهن، يتشكل بالأساس من ثلاث كتل واضحة، وإستنادا الى واقع مكونات الشعب العراقي، يمكن توصيفها بيسر، على أنها الكتلة الشيعية والكوردية والسنية، وهذا واقع لا يمكن القفز عليه او تجاوزه، فضلا عن انه ليس عيبا سياسيا.

في هذا المشهد؛ تبدو الصفوف متراصة الى حد ما، ومنفصلة بعضها عن بعض بشكل واضح!

الطرف الكوردي؛ الذي حدد أهدافه بوضوح، على أساس قومي، هو أكثر الأطراف تراصا، لأن له هدف واحد ومحدد، وهو التعامل مع العراق الواحد الموحد، كمرحلة  لا هدف دائم، والقيادة الكوردية واضحة في هذا الصدد، وحددت سقف طموحها بوضوح؛ وهو الإستقلال متى ما سمحت الأوضاع الداخلية، والظروف ألأقليمية بذلك، وهم يعملون بلا كلل، على إنضاج تلك  الأوضاع والظروف .

في الصف الشيعي؛ فإن الصورة وإن بدت أقل تراصا، إلا أن الشيعة لهم مرجعيتهم الدينية العليا، ولهم مرجعياتهم السياسية، التي لا يمكنها أن تخرج عن إطارها المرجعي الديني، كما أن لديهم مشروع لبناء دولة، يعيش فيها جميع العراقيين على قدم المساواة، ويتميز الصف الشيعي بالنوايا الطيبة، التي لا يصح التعامل بها سياسيا، لأن الصفين الآخرين لديهما قناعات مسبقة، مبنية على قاعدة الشك هو القاعدة، واليقين إستثناء، وأن لا مكان للنواياالطيبة في عالم السياسة!

 المشكلة تكمن في الصف السني.!.

الصف السني؛ بنى مواقفه من العملية السياسية؛ منذ إنطلاقها عقيب زوال نظام صدام، بالكيفية التي أزيل بها، على أساس طائفي، ولأن الطائفية لا يمكنها أن تنتج مشروعا، فإنها لم تستطع أن تنتج ساسة، يمكنهم أن يمثلوا السنة تمثيلا واقعيا وحقيقيا!

في هذا الشأن؛ إذا جرى الحديث عن أن الساسة السنة، قد أتوا عبر صناديق الإقتراع، فالحقيقة أنهم أتوا وفقا لمبدأ اللديمقراطية " بمن حضر"؛ التي تنتج ممثلين ضعفاء.

لذلك فإن ممثلي السنة بمجلس النواب والحكومة، لا يحملون تفويضا شعبيا واقعيا، وهم ساسة بلا أرض، فضلا عن أنهم وبشكل مؤكد، مجبرين على أن يلعبوا لعبة الإزدواج في المواقف، لأنهم واقعين دوما تحت سطوة وضغط الجماعات المسلحة، التي تعمل في أراضيهم ومناطقهم!

إن وقوع مساحات واسعة؛ من أرض العراق "السني"، تحت سيطرة عصابات داعش، يستلزم من الساسة السنة المنخرطين بالعملية السياسية، والذين خارجها أيضا؛ ولم يحملوا السلاح ضد العراق "الكل"، أن يرتبوا أوضاع بيتهم، ويصلحوا شأنهم، ويحددوا أولوياتهم، ويطلقوا بعد ذلك مشروعا واضح المعالم، محدد الأدوات، بلا عموميات غيمية ولا شعارات براقة.

كلام قبل السلام: المشروع السني الذي نعنيه، يجب أن ينطلق من العراق والى العراق، يرسم في العراق، وينفذ في العراق، بلا إملاءات خارجية، ولا إيحاءات أمريكية أو غربية، لا دور أو رؤية سعودية أو قطرية أو حتى جيبوتية فيه!

سلام....

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك