المقالات

الفدرالية مطلب العشائر العراقية

1302 00:04:00 2007-12-08

( بقلم : عمار العامري )

أن للعشائر العراقية دور فعال في رسم معالم الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها في مطلع القرن العشرين مرورا بالتطورات والإحداث التي طرأت على الساحة السياسية إثناء تعاقب الحكومات وصولا للتغيرات الجذرية التي حدثت في العراق مطلع القرن الواحد العشرين ورغم النكسة التي لحقت بالعراق أبان حكم البعث الفاشستي 1968 – 2003 ألا أن العشائر بقت محافظة على نسيجها الاجتماعي متواصلة مع باقي الشرائح الأخرى في صنع المستقبل الذي حاول المجرم صدام التلاعب فيه من خلال محاولاته البائسة بدا بمنع استخدام اللقب الشخصي والذي استهدف فيه ابن العشيرة والقبيلة وأيضا صنع بعض أتباع النظام السابق بمثابة زعماء عشائريين بديلة عن الزعماء الأصليين والذي حاول الطاغية المقبور القضاء عليهم آذ حاربه أبناءهم وتشريدهم وإعدام الكثير منهم وخاصة أحفاد ثورة العشرين ألا أن العشائر ورغم كل هذا أثبتت وقفتها الصارمة بوجه التحديات القاسية.ومع تغيير الذي حدث على اثر سقوط الفاشية الصدامية في نيسان 2003 وما اتبعها من محاولات من قبل مخابرات دول الجوار والتي زجت بعصاباتها الإرهابية وجماعاتها المسلحة وبتمويل منقطع النظير مدعومة بفتاوى التكفير وعلماء الطائفية إذ أريد منها السيطرة على مقدرات وثروات العراق فاكتشفت هذه النوايا وانتفضت العشائر العراقية لدفاع عن الوحدة الوطنية التي تعرضت لخطر الإرهاب والمتآمرين على بناء المشروع العراقي الفدرالي الديمقراطي الموحد فكانت لمجالس الإنقاذ واللجان الشعبية في المدن العراقية الساخنة ونخوة العشائر الدور الجلي في ردع مخططات القاعدة والعصابات التكفيرية وإلحاق الهزيمة فيها خاصة في المناطق المتوترة امنيا وطردها من حواضنها فكانت هذه المواقف صفحات مشرقة في تاريخ العراق الحديث ومساهمة لا يمكن إنكارها بأن للعشائر التأثير الكبير في وضع البصمات الصحيحة على البناء السياسي في البلاد والذي يؤثر في كل مجالات الحياة الأخرى للمواطن.

فكان مؤتمر نخوة العشائر الذي عقد في مدينة السليمانية وبحضور اغلب زعماء ورؤساء العشائر والقبائل العراقية ومن كل محافظات البلاد ألا مهرجان سياسي عشائري يناقش دور العشيرة في الوحدة الوطنية ووقوف أبناءها بوجه المشاريع الرامية لتقسيم العراق من خلال المخططات الخبيثة التي لم تجد من يشاطرها الفكرة فطالب رؤساء العشائر العراقية بإقامة النظام الفدرالي والعمل فيه معتبريه من أولويات الاستحقاقات الدستورية التي يجب أن يتمتع فيها المواطن العراقي الذي خرج متحديا الإرهاب ليصوت على مستقبلا حافل تتضافر فيه الجهود من اجل تطبيقه على الواقع العملي وذلك بإقامة الأقاليم التي لا تنشى على أساس طائفي والتي تضمن بناء دولة اتحادية ديمقراطية بعيدة عن النفوذ الفئوي والإطماع المريضة كما أعلنت العشائر التصدي للبقاء القوات الأجنبية في العراق معتبرين ذلك خرق سافر للسيادة العراقية فيما ساندت العشائر مساعي بعض الأقطاب السياسية العراقية في حشد الجهود السياسية والشعبية والمهنية للوقوف أمام الأصوات الداعية لإخراج متعددة الجنسيات قبل أكمال تسليح القوات الأمنية العراقي والذي يعتبر مطلب جماهيري للحد من تحركات العصابات الخارجة عن القانون وغير المنضبطة العشائر العراقية أكد الوقوف أمام كل التحركات التي يدبرها بعض السياسيين والتيارات المأجورة بهدف إجهاض الحالة الدستورية والبناء المؤسساتي والسطو على القانون والنظام من اجل العودة بالعراق إلى الخانة الأولى من العملية السياسية وشراء بعض ضعفاء النفوس ومرتزقة المحسوبين على الطيف العشائري والذين رفضوا من قبل كبار زعماء العشائر في العراق معتبرين هولاء ليس سوى أذناب لكل نظام يلبي مطامعهم الرخيصة ويحقق مكاسبهم المبتذلة رؤساء العشائر وفي مؤتمرهم هذا طالبوا بانتخابات نزيهة لمجالس المحافظات على أن يكون الأعضاء فيها ولاءهم للوطن والهوية العراقية لا للفئات والجماعات التي ترشحهم ساعين من اجل توفير الخدمات للمواطنين و مساهمين في أعمار مدنهم ومحافظاتهم وفتح وتشجيع الاستثمار الذي تعكس الصورة الباهرة له ما تشهده محافظات إقليم كردستان والسليمانية خاصة.

أن وقفة العشائر العراقية هذه وتلبيتها لعقد هذا المحفل الكبير ما هو ألا إيمانا منها في تحقيق مطالبها التي طالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف معها من اجل نيل المكاسب الإستراتيجية وخاصة التشجيع في تسريع قيام الأقاليم في المناطق الآمنة والسعي بدفع العملية السياسية إلى الأمام بدون وضع العراقيل أمام تطلعات القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك