المقالات

عام 2008 عام الانتصار الكبير وانطلاق المشاريع العملاقة

1326 18:59:00 2007-12-06

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

تشير كل التوقعات الى ان عام 2008 سيكون عام انتصار العراقيين على الارهاب وعام المصالحة الوطنية وانطلاق المشاريع والبرامج التنموية العملاقة، وهذه التوقعات لم تأت من فراغ وانما جاءت على خلفيات الحراك السياسي للكتل والاحزاب الداخلة في العملية السياسية والمشاركة في السلطتين التشريعية (مجلس النواب) والتنفيذية(حكومة الوحدة الوطنية) والانسجام الكامل بين الرئاسات الثلاث، رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، وهذا الانتصار اصبح او يكاد على مرمى حجر بعد ان توفرت له مناخات توافقية وتصالحية ـ اذا صح التعبير ـ بين مجمل الفرقاء السياسيين العاملين في الساحة السياسية العراقية وعلى ساحة الميدان الأمني والخدمي والاقتصادي. فعلى الصعيد السياسي والتقدم الحاصل والتقارب المنظور بين وجهات النظر ازاء العديد من المشاريع التي كانت محل جدل واختلاف اصبحت اليوم تحظى بأجماع الفرقاء عليها كمشروع قانون النفط والغاز ومشروع مجالس المحافظات والانتخابات القادمة ومبادرة المصالحة الوطنية وعودة السادة الوزراء المنسحبين من الحكومة اليها، كل هذه المؤشرات تدل على ان العملية السياسية قد قطعت اشواطاً كبيرة في تقدمها حيث يجري العمل المتواصل والدؤوب من اجل انجازها بالكامل. ولعل على رأس هذه الانجازات ما حققته زيارة سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد الى واشنطن والتي تمخضت عن دعم الادارة الامريكية لمشروع سماحته في اخراج العراق من طائلة البند السابع لميثاق الأمم المتحدة وتحرير العراق من الوصاية الدولية التي تسببت بها سياسات النظام البائد الطائشة لتعود للعراق والعراقيين السيادة الكاملة على مقدراتهم السياسية والأمنية والاقتصادية، فهذا المشروع لا شك سوف يسقط كل المزايدات والمراهنات التي كان اعداء العراق يتمترسون خلفها وخلف شعاراتها الزائفة التي تحاول اعادة المعادلة الظالمة السابقة او العودة الى النظام الاستبدادي الشمولي. ان الانتصارات التي تحققت على الارض منذ انطلاق خطة فرض القانون التي تنفذها الاجهزة الامنية الوطنية العراقية وباسناد من القوات متعددة الجنسيات بالتعاون المثمر مع ابناء العراق الغيارى (اللجان الشعبية) قد اكملت اشواطاً هامة في تجفيف برك وحواضن الارهاب التكفيري وملاحقة الزمر الضالة من اتباع النظام المقبور والمجاميع الخارجة على القانون. وهذا ما نلمسه اليوم من استقرار كبير على صعيد الملف الأمني فهذا الملف ما زال بحاجة ماسة الى تطور اكبر في اداء الاجهزة الأمنية الحكومية وبنائها على أسس صحيحة في الكم والكيف مما سيعزز اكثر فأكثر بسط الأمن والاستقرار التامين سواء في العاصمة بغداد او باقي المحافظات العراقية الاخرى للوصول الى حافات هذا الانتصار دون اراقة مزيد من الدماء او المواجهات خاصة وان اتباع تنظيم القاعدة بدأوا يفرون من ساحات المواجهة وقد عبر اغلبهم ممن بقي على قيد الحياة الى خارج حدود الوطن وانكسار شوكتهم بعد ان اغلقت العديد من المنافذ التي كانوا يدخلون منها. في الجانب الاخر لا زالت الجهود تتظافر لايجاد الاجواء الملائمة التي ستساهم في رأب الصدع وتأسس لبلورة مشروع المصالحة الوطنية الحقيقية بعد دحر الارهاب الدموي، وهذا المشروع الحيوي والذي من شأنه ان يرسخ ويجذر ويحافظ على الوحدة الوطنية قد حظي بالاجواء الملائمة ومنها المشاركة الفاعلة لكل مكونات واطياف الشعب العراقي في مجمل العملية السياسية وعلى مستوى الرئاسات الثلاث الى جانب التعاطي المثمر في كل المفاصل الحيوية السياسية والأمنية والاقتصادية والخدمية والتربوية والثقافية وغيرها مما يساهم في بناء الدولة الحديثة على أسس الديمقراطية والتعددية والتبادل السلمي للسلطة في ظل دستور دائم وفي ظل سلطة القانون وبناء المؤسسات التي تضمن هذا الهدف وتساهم في تحقيقه.

ان الانجازات التي تحققت لمصلحة الشعب العراقي بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية رغم انها لا زالت دون مستوى الطموح كما يقول سماحة السيد الحكيم إلا ان المنظور منها قد تحقق على صعيد البطالة فقد انخفضت نسبتها من 50% الى 20% والعمل متواصل لخفض هذه النسبة بحيث تصل الى استقدام العمالة من دول اخرى الى جانب تحسن اداء الخدمات في الماء والكهرباء وشبكات الصرف الصحي وغيرها وعلى وجه الخصوص تدني مستويات التضخم من 65% الى 16% حسب احصاءات البنك الدولي. في المستقبل المنظور سوف تشهد المحافظات العراقية انجاز المشاريع العملاقة والتي بدأت الحكومة في تنفيذها وهي بحدود(500) مشروع كبير في كل محافظة وهذا ما يدعو العراقيين الى الفخر والاعتزاز عندما يعلنون عن هذه الارقام الكبيرة التي ستحسن الى مستوى مهم جداً في عملية بناء العراق الجديد واعادة الاعمار الى البنى التحتية المدمرة.

 هذه المعطيات وهذه الانجازات الباهرة وعلى اكثر من صعيد هي في حقيقتها زبدة الحراك السياسي الذي يساهم فيه الجميع للاقتراب من حافات الانتصار النهائي للشعب العراقي والتي ـ المعطيات ـ ستذلل حجم الصعوبات التي واجهت العملية السياسية طيلة الفترة التي تلت سقوط النظام البائد.

 ولعلنا لا نغالي اذا قلنا ان عام 2008 هو عام الانتصار الكبير وخاصة بعد عودة العلاقات الطيبة مع دول العالم ودول الجوار العراقي وتحسن الاداء الحكومي في محاربة الفساد المالي والاداري والاستفادة القصوى من التقدم العلمي والتقني الحاصل في العالم في هذا القرن ليدخل العراقيون عاماً جديداً تتحقق فيه كل أماني وطموحات الشعب العراقي بعد ان دفع ازاء تحقيقها الكثير من الدماء الزكية، فهذه الانجازات الكبيرة لابد من المحافظة عليها بالعمل المتواصل دون الركون الى محطات استراحة فهذه المحطات من العوامل الهدامة التي تؤخر النمو الاقتصادي والعلمي وحتى السياسي والخدمي ولا يريد العراقيون ان يجدوا من يحاول ان يتسبب في تأخير هذا النمو تحت أية ذريعة فهذا الامر غر مقبول على الاطلاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك