ونحن نعيش يوماً مباركاً من أيام الله الا وهو الخامس والعشرون من شهر ذي القعدة يوم دحو الارض ويوم ذكرى ولادة نبي الله ابراهيم ونبي الله عيسى عليهما السلام وهو يوم من الايام القلائل في السنة يتميز بخصائص عبادية كثيرة وعلى اعتاب هذا اليوم يفيض العطاء الرحماني على ماضينا القريب برحمة الهية وفلتة من فلاتات الزمان في العصر الحديث وليكون في مثل هذا اليوم من السنة ذكرى ولادته قدس سره الشريف ذاك هو شمس العراق البازغة في ليالي الظلم والعدوان ذاك هو اكبر لا عرفها العراق في تاريخه الحديث انذاك ومن يكون ذاك الشخص الا المفكر والقائد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه .
اشرق صباح اليوم ولا شيء ينساب على لساني سوى كلمات القصيدة الرائعة باقر الصدر منا سلاماً أي باغ سقاك الحماما ولتمتزج الغصة بالكلمات وهي تسأل الشهيد وتعاتبه ( كيف تنأى بعيداً ولما يبلغ المؤمنون المراما ؟!) ولست في هذه المقالة بصدد تعداد مناقب هذا الصرح الشامخ فهي اوضح للمتلقي من الشمس الساطعة في وضح النهار غير انني سأسرد ما مر علي في هذا اليوم .
غادرت منزلي صباحا ولازالت هذه الكلمات يرددها فمي حتى شعرت ان صوتي بدأ يرتفع وخفت اني يشعر بي احد !!! كنت متوجهة الى مجلس تم دعوتي اليه حيث ان المقيمين عليه يحييون الاحتفالات والمناسبات الدينية من اجل نشر ثقافة اهل البيت ع خاصة بين شاباتنا الصغار فلقد تمت توجيه الدعوة الى المراهقات اكثر من الكبار وهذه لفتة رائعة من قبل القائمين .
كنت اول الوافدين هناك وكانت الدعوة عامة جلست وانا اراهم يحضرون القصائد الدينية والمحاضرات الخاصة باهمية هذا اليوم دينياً متطرقين ايضا الى ذكرى ولادة الشهيد الصدر قدس سره الشريف من خلال كلمة تلتها احدى الفاضلات كما وقد تلت زهور من بلادي القصيدة المعروفة وما ان بدئن حتى تعالا البكاء في ارجاء المكان شوقاً والماً لمصاب السيد الجليل واخته العلوية الطاهرة التي ما ان ذُكر الشهيد في محفل الا وقد ذًكرت لدورها الكبير في تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق .
كانت الى جانبي سيدة فاضلة في الاربعينات من عمرها تنهمر من عيناها الدموع مدراراً بينما كانت احدى الفاضلات تلقي الضوء على حياة الشهيدة بنت الهدى رحمها الله وكنت اتأمل الكلمات الصادرة بحق هذه العلوية الفاضلة والتي لم اعرفها الا بعد سقوط الصنم حيث انني لم ادرك قبل ذلك الا جملة واحدة ان صدام قتل سيداً جليلاً مع اخته هذا فقط ما عرفته لم اعرف لهما اسماً ولا صفة ولربما كان السبب هي اسرة تخشى ان تتكلم امام ابنائها !!! وان تكلموا لا يذكروا اسمائهم !.
ادرات السيدة الجالسة بجانبي راسها نحوي وبدأت تتجاذب معي اطراف الحديث وكلامها مبتل بدموعها لقد اخبرتني ان هذا السيد الجليل واخته المكرمة قد جعلا لحياتها معناً ولولاهما لما كان لها كيان ابداً وعندما رأت تأيدي مترجماً الى دموع قالت انتي تبكين لما تسمعين فكيف بي وانا قد جلست معها وسمعتها وهنا مسكت بيد تلك المرأة قائلة هل قابلتها ؟؟ فاجابتني وصوتها تخنقه العبرات حتى انني لم ادرك سوى بعض الحروف والكلمات التي مفادها انها كان تحضر للعلوية الجليلة بعض الدروس وكانت معجبة بها جدا ً .
استقبلت كلماتها ودموعي تمطر من مقلتي الماً لانني لم أكن معهن وان عمري لم يقاطع عمر الشهيدة الا بأشهر معدودة بكيت جيلاً جاهلا بهكذا كواكب منيرة ،اخبرت تلك السيدة ان تحدثني عنها قليلاً وعن افكارها وقد قاطعن كلماتها نسوة جئن يسألن عن بناتهن اللاتي اتشرف بتدريسهن فأدركت السيدة باني أمارس مهنة التعليم فتبسمت وتذكرت مدارس الزهراء فاخبرتها على الفور بان احد احلامي ان نتم مشروع العلوية بنت الهدى لافتتاح تلك المدارس ثانية وبالشكل الذي خططت له وليس مجرد اسم على باب مدرسة .
هنا اخبرتها بافكاري المتواضعة في سحب افكار شابتنا نحو ديننا بطريقة سلسة وتشويقية وباساليب تبدو بسيطة وقد يعتبرها البعض بانها غير مجدية كما يسخر مني البعض عندما اقول بان صلاتنا و نمط حجابنا ثورة في زمن كالذي نعيش اخبرتها انني اترك طالباتي يتصفحن دموعي عندما اذكر اسماء الائمة الاطهار لتتفجر اسئلتهن عن تلك الشموس وبدون ان اجعلهن يهجرن الدنيا بما فيها كما لا اتركهن ينغمسن بها حد الانجراف الى ما يبعدنا عن درب الحق فاعتقادي بل يقيني بأن اعتزازنا بمذهبنا لابد ان يظهر على ملامحنا ملابسنا كلامنا كل شيء في حياتنا .
هنا قالت لي السيدة الفاضلة بأن هذا الامر كان الشغل الشاغل للشهيدة وبطرق لا تنم الا عن موهبة عظيمة خسرها العراق فلقد اخبرتني انها كانت تخبرهن بضرورة لبس السواد في مناسبات استشهاد الائمة فقط ليتسائل الناس عن سبب ارتداء الاسود وبالتالي تطرح العديد من الاسئلة عن اسم الامام وسبب استشهاده ولينتشر الفكر الجعفري في اوساط المجتمع كما وقد اخبرتها العلوية الجليلة هي وزميلاتها بان لا ينسين امر الكلمة واه على هذه الجملة التي لامست شغاف قلبي بعد ان صار هاجس ترك الكتابة الى الابد يطرق ابواب افكاري كثيراً بعد ان لم المس منها ثماراً للتغير فلقد اخبرتني السيدة وعندما اخبرتني كاني بالشهيدة توجه لي الكلام تحديدا فلقد اخبرتهن بان (لا ينتظرن النتائج وان المسؤولية لا تسقط عنهن ان لم تتوافر نتائج ) .
كان الحوار رائعاً مع هذه السيدة فلقد احسست ان الشهيدة لا زالت معنا فلقد كذب البعث نعم والله كذب البعث فما زالوا معنا والدليل جيل كجيلي لم ندركهم ولم نسمع بهم الا بعد السقوط وهمنا بهم هياماً فلقد كانوا في قلوبنا بدون ان يتجسدوا باسماء وها هم يدخلون في قلوب الجيل الصغير فتباً لبعث فاسد فاشل في كل شيء اعتقد انه حرمنا منهم ولم يدرك ان قلوبنا لهم سكنناً ها هو السيد والعلوية الجليلة يعلموننا بان نشير الى الخطا اينما كان وان كان في بيوتات شيعية اصيلة !! قبل غيرهم فلمبدأ واحد وطريق الحق واحد . اسال الله ان يوفق نسائنا الى اتخاذ قدوات على هذا الغرار في زمن صار الفساد ينفذ عبر ابواب ونوافذ بيوتنا وعقولنا وابنائنا ولنا الله في ذلك كذا رجالنا الذين صاروا يعتقدون ان جل مهمتهم هي لقمة العيش دون التوجيه والمتابعة في زمن الفضائيات المريضة !!.
كما اتوجه الى كل من يستفيء تحت اسم السيد الشهيد بأن يكون بقدر هذا الاسم وان لا يكون اسم الشهيد نافذة لدعوة ليست سليمة فالشهيد لا يستحق الا ان يكون اسمه تحت الوية خالصة الولاء العلوي غير انانية تحب الجميع وتعمل من اجل الجميع نسال الله ان يوفقنا في حياتنا بما يجعل العاقبة خيراً لنجتمع مع هذه الاعلام في ديار الخلد ان شاء الله نسالكم الدعاء ايها الاخوة والاخوات واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
اختكم خادمة عشاق اهل البيت المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha