المقالات

كيف حول الأكراد بغداد الى "جزدان"؟!

2390 2017-07-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com 

من المؤكد أننا نعيش لحظة فارقة في تاريخ العراق، وفيما مضى من وقت، كان ليس بين العراق والإنتهاء، إلا أمل بالنبلاء الذين لبوا نداء المرجعية، للدفاع عن وجوده ومستقبله، وبديهي أن للحظة التأريخ إستحقاقاتها، وللدماء الطاهرة التي تسيل دفاعا عن الوجود إستحقاقاتها أيضا، وهي إستحقاقات لا تنطبق بالضرورة، مع ما يسمى بالإستحقاقات المكوناتية والسياسية.

علاقات مكونات السلطة؛ تحتاج الى ضبط ومراجعة مستمرة، خصوصا أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية، تقتضي منا جميعا دون استثناء؛ النأي بالوطن عن الانزلاق نحو بؤر التأزيم، وتجنيبه ما من شأنه الزج به، في أتون الفتن والمخاطر.

لأربعة عشر عاما؛ كان الأكراد جزءاً من العملية السياسية، وكانوا بالحقيقة حاضرين بكل تفاصيل المشهد السياسي، فهم رؤساء الجمهورية، ونواب رئيس البرلمان، ونواب رئيس الوزراء، وهم نواب و وزراء وزارات سيادية مهمة، وهم وكلاء وزارات ومديرون عامون في السلطة المركزية بل كان منهم رئيس أركان الجيش، مع أنه ليس ضابط ركن، ولم يتخرج من كلية أركان!كل هذا إضافة الى شبه دولتهم في أربيل!

كان الأكراد أهم ركن بالسلطة المركزية بالحقيقة، وكانت وما تزال مفاتيح مهمة بأيديهم، ومنها مفاتيح خزينة الدولة، ومع ذلك كانوا يشكون دوما، من سوء علاقتهم ببغداد، وأن هذه العلاقة يسودها مشهد اللا ثقة، وأن بغداد لا تفي بتعهداتها لهم، مع أن مفاتيح بغداد بأيديهم! وأي فيتو منهم؛ يعطل أي قرار تود السلطة أو البرلمان إتخاذه.

لقد كانوا يحصلون دوما على ما يريدون وأكثر، بإتباع سياسة رفع سقف المطالب، وهي سياسة أثبتت فاعليتها، فأستعارها الساسة السُنة أيضا، ليطبقوها بسقوف أعلى من سقوف الأكراد!

فيما ينشغل العراقيون بالدفاع عن وجودهم، تجاه محاولة الإرهاب التكفيري إستئصالهم، فإن الساسة الأكراد، ومثلهم الساسة السُنة، لاسيما من يطمح منهم بإعتلاء ظهورنا أبدا، يحاولون التشبث بما يطمحون اليه، ولو بمزيد من تمزيقنا!

في ظل هذا الواقع الكاريكاتوري، وبسبب النموذج الديمقراطي الهزيل لبناء السلطة، تحولت «سلطة» بغداد الى «جزدان» مفتوح! يلبي حامله طلبات المبتزين دون أن يرف له جفن!

كلمة الحق يجب أن تقال؛ إذ أن أحد عناصر مشهد اللا ثقة؛ سببه ساسة بغداد أنفسهم، الذين يقفون اليوم على بغالهم متقابلين، دون أن ينزل أي منهم عن بغلته! تنافس لا شريف، إفراط في الخصومة، ذهاب بالخطاب السياسي؛ بعيداً عن ذلك المعهود في جميع الديمقراطيات، وسير باتجاه طريق الاحتقان، ولم يكن كل ذلك؛ إلا بغرض تحقيق أهداف لا تتوافق مع الدستور، أو مع أي مبدأ ديمقراطي، دون النظر إلى تداعيات ذلك، وانعكاساته على مستقبل بقاء العراق.

من لا يمتلك إلا مطرقة، يعتقد أن كل ما حوله مسامير!

كلام قبل السلام: (الجزدان) حافظة النقود الجلدية التي توضع في جيب السترة!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك