( بقلم : امير الاسدي )
لقد توصل بعض العلماء والباحثين المعاصرين في دراستهم للشخصية السويسرية ولنظام الحكم الثابت في هذه البلاد والمستقر على مدى القرون الى التاكيد على ان الديمقراطية بمعناها العلمي والفلسفي التاريخي تشكل جزءا من طبيعة السويسري .يعيشها باخلاقه وذوقه وميوله .فيعطي بها وينتج .على احسن ما يمكن العطاء والانتاج .فالديمقراطية هنا ليست مبدءا عقائديا فرضته عليه الظروف السياسية او الحاجة الاقتصادية او المعتقد الديني او الايديولوجيات النظرية المستوردة . بل هي جزء من حياة السويسري الفردية والجماعية . عمله عليها مع الزمن وطورها بنفسه تبعا لظروفه المعيشية .
ويمكن ان تشاهد اثارها ومظاهرها بنسبة واحدة لدى راعي القطيع فوق قمم الجبال ولدى مستشار الاتحاد ) الوزير او رئيس الدولة ) في العاصمة بيرن . الاول يستطيع بلجوئه الى حق الاستفتاء الذي يمكنه العمل به متى شاء ان يلغي اي قرار يتخذه الثاني بل يستطيع بالسهولة نفسها ان يمحو من الوجود اي قانون صادقه عليه البرلمان برمته . اما الثاني ولكونه يعلم انه يخضع بكل وجوده الى الحاكم . اي الشعب . فانك لا تراه يتخطى الحدود المعقولة التي رسمت لامثاله على مدى القرون .. ومن هنا لا ازمات وزارية ولا تكتلات برلمانية تسعى لتحقيق مارب شخصية لانها يفتضح امرها بسرعة تجل عن الوصف . ومن هنا ايضا جاء الاستقرار السياسي في البلاد . لذالك اتمنى من احزابنا الوطنية ان تحذوا حذو الاحزاب السويسريه في تكوين عملية ديمقراطية ناجحه في العراق خدمتا الى المواطن العراقي ومن الله التوفيق اللامركزيه في العراق الجديد .. )من كتاب سويسرا الحضارة الصامتة محمود لورساني)
. امير الاسدي . كاتب مقيم في سويسرا
https://telegram.me/buratha