المقالات

الدولة الكوردية..محاولة أنتحار..!

2190 2017-07-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بدأ لإبد من القول؛ أنه ملعون من يقف أمام حق تقرير المصير، لأي إنسان على وجه الكون، لكن البشرية كلها تقف ضد"حق" أي فرد بالإنتحار، ويستحق التمجيد والشكر، كل من يمنع من يحاول الإنتحار!

فهل تُعَدُ محاولة القيادة الكوردية الراهنة، إنشاء دولة للشعب الكوردي، ممارسة لحق طبيعي أم محاولة إنتحار؟!

الدولة وحدة سياسية؛ تمارس السيادة على إقليمها من خلال المؤسسات، وتقيم العلاقات مع مثيلاتها من الدول، وتسعى لنيل الشرعية والشخصية القانونية الدولية.

معلوم أن قيام دولة جديدة؛ يتطلب توافر المقومات الرئيسة للدولة، أي وجود إقليم جغرافي، بحدودٍ واضحة معترف بها من قبل الدول الأخرى، ووجود شعب يقطن هذه الأرض، ويرتبط بها بارتباط الجنسية، التي تعرّفها منظمة العدل الدولية؛ بأنها “رابطة قانونية قائمة أساساً؛ على رابطة إجتماعية وتضامن فعال، في المعيشة والمصالح والمشاعر، مع التلازم بين الحقوق والواجبات”، إضافةً إلى سلطة سياسية، تنظم تفاعل السكان مع الأرض، وعلاقة الدولة بالخارج.

مقومات بناء الدولة مصفوفة متراصة، إن حصل تخلخل فيها، أو غاب أحد مكوناتها، تتراجع إمكانية قيام الدولة، وتبتعد هذه الإمكانية كلما إزداد عدد القمومات المفقودة.

تنظيم داعش أيضا؛ أمتلك بعض مقومات الدولة، ولذلك أعلن عن نفسه كدولة، فقدأمتلك القوة العسكرية، التي مكنة من السيطرة على جغرافيا واسعة، ومع سيطرته على مناطق غنية بالنفط في سوريا والعراق، بات يمتلك مقومات اقتصادية ذاتية، إلى جانب ما يمكن أن يتلقاه من جهات خارجية، والشكوك حول ذلك كثيرة. ولكن من جهة الشعب، فإن البيئة الحاضنة لأفكار “الدولة الداعشية”، لا ترتقي إلى درجة الحديث، عن شعبٍ مشكلٍ لأهم أركان الدولة.

القيادة الكوردية الراهنة، تمتلك البنية العسكرية، التي أعتقدت أنها توفر لها، السيطرة على الجغرافيا بحدودٍ معينة، هي حدود أرض الميعاد الكوردي، أو ما أصطلحوا عليه بالـ"كوردايتي"، والمشكلة أن هذه البنية، هو "كل" ما تمتلكه القيادة الكوردية في الوقت الحاضر.

خطوة “داعش” كان يمكن أن تؤدي؛ إلى فرض أمرٍ واقعٍ على الأرض، ولذلك وجد البارزاني في ذلك فرصته التاريخية لتحقيق حلم الانفصال، وأعتبر أن الوقت قد حان، لإعلان الدولة الكردية المستقلة، لكن تهاوي داعش، وفشلها في توفير حد أدنى من بنية الدولة، برغم توفر كثير من عناصر الدولة لديها نظريا، يجعل إمناني بارزاني بإنشاء دولة في الوقت الحاضر؛ في مهب ريح الرفض الدولي والإقليمي.

كلام قبل السلام: القوة وحدها لا تصنع دولة، نعم يمكنها حماية دولة قائمة؛ ولكن بشكل محدود ايضا، وكثير من الدول أختفت بسبب خسارة حرب، وليس معلوما أن القيادة الكوردية، ستستطيع حماية دولتها القادمة، بقدراتها العسكرية الراهنة، إذا ما واجهت مخاطر الرفض الأقليمية، وهي مخاطر معلنة من قبل اربع دول، تحيط بإقليم كوردستان إحاطة السوار بالمعصم..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك