المقالات

الدولة الكوردية..محاولة أنتحار..!

1984 2017-07-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بدأ لإبد من القول؛ أنه ملعون من يقف أمام حق تقرير المصير، لأي إنسان على وجه الكون، لكن البشرية كلها تقف ضد"حق" أي فرد بالإنتحار، ويستحق التمجيد والشكر، كل من يمنع من يحاول الإنتحار!

فهل تُعَدُ محاولة القيادة الكوردية الراهنة، إنشاء دولة للشعب الكوردي، ممارسة لحق طبيعي أم محاولة إنتحار؟!

الدولة وحدة سياسية؛ تمارس السيادة على إقليمها من خلال المؤسسات، وتقيم العلاقات مع مثيلاتها من الدول، وتسعى لنيل الشرعية والشخصية القانونية الدولية.

معلوم أن قيام دولة جديدة؛ يتطلب توافر المقومات الرئيسة للدولة، أي وجود إقليم جغرافي، بحدودٍ واضحة معترف بها من قبل الدول الأخرى، ووجود شعب يقطن هذه الأرض، ويرتبط بها بارتباط الجنسية، التي تعرّفها منظمة العدل الدولية؛ بأنها “رابطة قانونية قائمة أساساً؛ على رابطة إجتماعية وتضامن فعال، في المعيشة والمصالح والمشاعر، مع التلازم بين الحقوق والواجبات”، إضافةً إلى سلطة سياسية، تنظم تفاعل السكان مع الأرض، وعلاقة الدولة بالخارج.

مقومات بناء الدولة مصفوفة متراصة، إن حصل تخلخل فيها، أو غاب أحد مكوناتها، تتراجع إمكانية قيام الدولة، وتبتعد هذه الإمكانية كلما إزداد عدد القمومات المفقودة.

تنظيم داعش أيضا؛ أمتلك بعض مقومات الدولة، ولذلك أعلن عن نفسه كدولة، فقدأمتلك القوة العسكرية، التي مكنة من السيطرة على جغرافيا واسعة، ومع سيطرته على مناطق غنية بالنفط في سوريا والعراق، بات يمتلك مقومات اقتصادية ذاتية، إلى جانب ما يمكن أن يتلقاه من جهات خارجية، والشكوك حول ذلك كثيرة. ولكن من جهة الشعب، فإن البيئة الحاضنة لأفكار “الدولة الداعشية”، لا ترتقي إلى درجة الحديث، عن شعبٍ مشكلٍ لأهم أركان الدولة.

القيادة الكوردية الراهنة، تمتلك البنية العسكرية، التي أعتقدت أنها توفر لها، السيطرة على الجغرافيا بحدودٍ معينة، هي حدود أرض الميعاد الكوردي، أو ما أصطلحوا عليه بالـ"كوردايتي"، والمشكلة أن هذه البنية، هو "كل" ما تمتلكه القيادة الكوردية في الوقت الحاضر.

خطوة “داعش” كان يمكن أن تؤدي؛ إلى فرض أمرٍ واقعٍ على الأرض، ولذلك وجد البارزاني في ذلك فرصته التاريخية لتحقيق حلم الانفصال، وأعتبر أن الوقت قد حان، لإعلان الدولة الكردية المستقلة، لكن تهاوي داعش، وفشلها في توفير حد أدنى من بنية الدولة، برغم توفر كثير من عناصر الدولة لديها نظريا، يجعل إمناني بارزاني بإنشاء دولة في الوقت الحاضر؛ في مهب ريح الرفض الدولي والإقليمي.

كلام قبل السلام: القوة وحدها لا تصنع دولة، نعم يمكنها حماية دولة قائمة؛ ولكن بشكل محدود ايضا، وكثير من الدول أختفت بسبب خسارة حرب، وليس معلوما أن القيادة الكوردية، ستستطيع حماية دولتها القادمة، بقدراتها العسكرية الراهنة، إذا ما واجهت مخاطر الرفض الأقليمية، وهي مخاطر معلنة من قبل اربع دول، تحيط بإقليم كوردستان إحاطة السوار بالمعصم..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك