المقالات

هل السيستاني اب لكل العراقيين؟

1449 16:01:00 2007-12-03

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

المتتبع للمشهد العراقي الحالي لابد ان يقف على الإنعطافة السياسية لقوانا الدينية والسياسية الوطنية وتحديد بوصلة خيارات الديمقراطية التي أفرزت استتباب الوضع الامني والسياسي بكل شجاعة وحكمة، فقد أحبطت بذلك الرهانات التي حاولت زعزعة القرارات السياسية حيث كانت تلك القوى الرادع السياسي الحصين الذي أحرج التمدد الإرهابي بالقضاء على عناصر نفاذه ومعالجته بشكل أمثل من خلال السير نحو صناعة دولة المؤسسات التي شرعنها الدستور، فضلا عن، حرصها على وقف كل النزعات الطائفية والعرقية والجهوية.

فعندما نقترب من محورية المشاركة في خندق واحد لمواجهة العناصر التي تحاول النيل من ديموقرطية العراق لابد من تبني الخطاب الوطني، اذ ان الايديولوجيات الراديكالية لا تخدم المصالح العليا للبلد كونها من تداعيات الأوضاع غير الطبيعية التي أفرزتها مرحلة التغيير في شكل الخارطة السياسية العراقية، والبدء بالتفكيك السياسي للإرهاب، بدءاً من المنافذ الحكومية التي ترتبط واقعياً ورمزياً مع مصادر العنف السياسية الداخلية منها والخارجية، فلا يمكن أن نتفاعل مع المحيطين الإقليمي والدولي بعيداً عن الخطاب الاستراتيجي الموحد الذي يجب أن يكرس ضد الخطابات الفكرية والثقافات المنحرفة والتحريضية الدخيلة والتسليم بأن معركتنا اليوم ليست في مواجهة عسكرية مع أحد، بل في مواجهة صادقة مع الذات ومدى إيماننا بالتغيير بعد أن بلغ نقطة اللاعودة للمعادلة الظالمة التي حكمت العراق.

فالمواقف التي تبنتها مرجعية الإمام السيستاني (دام ظله الوارف) التي تعد قلب العراق النابض وصمام امانه، ومصدر ثرواته عبر القرون هي لحفظ وحدة العراق، وتدخلها من باب التكليف الشرعي والوطني لتفكيك الأزمات وفق المنظور الوطني وبرؤية واقعية، فالدستور العراقي الذي تعده ـ المرجعية الرشيدة ـ الوثيقة الحيوية التي تنتظم فيها العلاقة بين العراقيين أنفسهم ومع الدولة والعالم، فقد اكدت وعلى الدوام ضرورة البناء الاستراتيجي. فقد حرصت على دور العراقيين انفسهم ليقرروا مستقبلهم ولا يسمحوا باي وصايا خارجيةعليهم للسير ببناء دولة المؤسسات الدستورية وفق المشتركات المبدئية والثوابته المعلنة للوصول الى النتائج التي تعزز الثقة بينم، فلقد اظهرت الحالة العراقية الدروس البليغة في الديمقراطيات التي تبشر بانبلاج الفجر العراقي الرحب لما تركته اللقاءات من تقارب واللغة الايجابية المشتركة، ليتسنى للحكومة ان تكون باعلى دراجات المسؤولية لتبدا صفحات مشروع البناء والاعمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك