المقالات

اِستفتاءٌ أم فَرضُ عين؟


قال امير المؤمنين علي عليه السلام:" إذا كنت ذا عَقلٍ ولم تك عاقلاً – فأنت كذي رجل ليس له نعلٌ". 

تفتخر الشعوب بانتمائها الوطني, بغض النظر عن القومية أو الدينية, مع اختلاف اللغات فيها, كما في الهند, حيث تتكون الهند, من 28 ولاية وسبعة أقاليم, و180دين إضافة الى347 لغة, وبالرغم من الصراعات الداخلية, إلا أن الهنود, يفتخرون أنهم هنود. 

العراق منذ القدم بلد عربي بأغلبيته, ديانته الإسلام منذ بداية العصر الإسلامي, أما القومية التي تأتي بالمرتبة الثانية, من حيث النفوس, هم الشعب الكردي, وقد حصلوا في العراق, على إقليم أطلق عليه كردستان, إلا أنَّ بعض ساسة الكرد, يتطلعون لقيام دولة مستقلة, تجمع شعبهم تحت راية واحدة, بعيدا عن سيطرة الدول. 

خلال فترة حكومات ما بعد الاحتلال الأمريكي؛ تأخذ كردستان ما نسبته, 17% من موازنة العراق, التي أصل مواردها النفط, الذي يتم تصديره من آبار البصرة, والمناطق الجنوبية وكركوك والموصل, بينما ارتأت الحكومة الاتحادية, إعطاء كردستان 12% من الموازنة, لعدم رفدها الموازنة العامة, بأي مبلع من مواردها للخزينة المركزية, مع ان الإقليم يستوفي رواتب موظفيه, من ميزانية الوزارات, أزمات حول المناطق المختلف على إدارتها؛ هل هي لإقليم كردستان, أم للحكومة الاتحادية؟. 

تراكمت الأزمات وتصاعدت التصريحات, لتصل حد المطالبة بالانفصال, وفرض الوجود بالقوة, فقوات البيشمركة تسيطر على مناطق عدة, لم يتم حسم أمرها, وترفع علم الإقليم على المباني الحكومية, جرت مفاوضات بعد انتخابات 2014, بين الإقليم والحكومة الاتحادية, إلا أن الحرب على داعش, جعلت من الاتفاق بطيء التنفيذ, لتتصاعد تصريحات الكرد, حول المناطق المحررة, في سهل نينوى, أنها أصبحت ضمن الإقليم!, وهي تشبه إلى حَدٍ ما, السيطرة بوضع اليد. 

أزمة أخرى طفت على السطح, ضم محافظة كركوك, إلى إقليم كردستان, تلك المحافظة التي يعتبرها الكرد" قدس الأقداس"؛ دون رجوع مجلس المحافظة, للبرلمان العراقي في بغداد, تَصرُّفٌ في وضع حرج, يرى المطلعون عليه, أنه جاء لإيقاف عجلة التحرير, فقد بات النصر قريباً, وتحرير آخر معقل لداعش في الموصل, قاب قوسين أو أدنى. 

آخر ما توصلت إليه قيادة الإقليم, المطالبة باستفتاء حول انفصال كردستان, إلا انهم وعند معارضة إيران وتركيا, أخذوا يصرحون أنه استفتاء لتقرير المصير, التفافاً على الدستور, الذي يعطي الحق, بتقرير المصير, فهل كان الدستور العراقي, أن تقرير المصير, هو الانفصال أم أنه خيار بين الإقليم, والحكم المركزي؟ 

إعتاد الساسة الكرد, على رفع سقف المطالبات, للحصول على ما يمكن الحصول عليه, من غنيمة يرون أنها من حقهم, مستغلين ضعف إدارة الحكومات السابقة, إضافة للدعم الأمريكي. 

هل سيدعم الأمريكان حكومة الإقليم, في ما يذهبون إليه؟ هل ستقف الحكومة العراقية, مكتوفة الأيدي حيال ذلك؟ هل سنرجعُ لحرب مع الأخوة الكرد؟ 

هذا ما سنكتشفه بعد تحرير الموصل. 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك