المقالات

استيراد الثورة الايرانية


كل صاحب تجربة مهما كانت صغيرة او كبيرة يرغب بان تاخذ بين البشرية مداها وفقا للضوابط المعمول بها بين دول العالم ، وكل شيء في العالم يمكن وضع ضوابط منع استيراد وتصدير الا الفكر فهذا يصول ويجول في الافق قد يتمكن الحكام من حبس وقتل العقول التي تؤمن بالافكار لكن الافكار تبقى طليقة قد تختفي لبرهة من الزمن لكن سرعان ما تعاود الظهور . 

منذ ان نجحت الثورة الاسلامية الايرانية في ايران والتي تعتبر نموذجا رائعا للثورة المثالية العقائدية في العالم وبدا القلق الامريكي الصهيوني الوهابي منها ، ومما زاد من قلقهم هي عبارة تصدير الثورة والصحيح هي عبارة تصدير الفكر الامامي وهذا من حقهم مثلما الوهابية من حقها ان تنشر افكارها في افريقيا وجنوب شرق اسيا دول الاتحاد السوفيتي وشمال افريقيا والتي بذلت اموال لو بذلتها على ابناء جلدتها لجعلت متسولهم مليونير. 

نعم تصدر ايران الفكر الامامي وفق المتاح من الوسائل الشرعية والقانونية وترغب الاخرين باعتناق مذهب اهل البيت، وان مسالة انتقاد ايران بتصدير ثورتها دليل قوي على انعدام الثقة بين حكام الخليج وشعوبهم ، لان الشعب الذي من الممكن ان يثور على حاكمه بدعم من الخارج سواء فكريا او ماديا دليل على قبح هذا الحاكم ، والا هنالك بلدان خليجية تربطهم علاقات اخوية مع ايران الشيعية والامور عال العال بين الشعب وحاكمهم ، في الزيارة الاربعينية الاخيرة وجدت عُمانيين يدعون لسلطان قابوس بالصحة والسلامة وطول العمر وهم الوحيدون من بين كل الزائرين يدعون لحاكمهم ، لماذا؟. 

الان السعودية ومن على شاكلتها عندما كانت تدين ايران بسبب تصدير الثورة ، بدات تعاني من الاخرين بسبب استيراد الثورة، وحتى ترمي باللائمة على ايران تقول لمن يثور ضدهم بانهم عملاء لايران كما هو الحال في البحرين ، فكيف لها ان تكمم الافواه ؟ فلا سبيل لها الا ترامب بالرغم من انها صرفت ملايينها على كلنتون املا بدحرها ترامب واخيرا خسرت كلنتون وخسرت السعودية ملايينها . 

ليست قطر اول الغيث ، ولا اخره بل انها مرحلة من مراحل مستقبلية وستربح قطر ان صدقت نواياها اكثر بكثير مما تربح السعودية من ترامب بل اكثر مما ربحته ايام التاريخ الاسود الماضي، والحذر في التعامل موجود لدى قطر ومن تتعامل معه فليس الصحوة تعني منح الثقة من غير ضوابط . 

بدات دول ومؤسسات تتابع سياسة ايران بل الذي لفت انتباه العالم اكثر هو الفكر الشيعي من حيث تعامله مع ازمات العالم فالمرجعية العليا في النجف قلبت موازين كل من يحمل فكر اسود عن الاسلام وجعل الراي العام العالمي يفرق بين الاسلام الحقيقي والاسلام الوهابي ، واما ايران فانها جعلت العالم ينظر الى قوة مبادئها وحسن سياستها على جميع الاصعدة العسكرية والاقتصادية والثقافية والخارجية ، بل ينظر اليها الى انها دولة صاحبة قرار ولا تخضع لاحد وهذا نابع من منهجية مرجعية الشيعة التي لم تخضع لاي حكومة مهما تجبرت وطغت وخير مثال مرجعية النجف في عهد المقبور طاغية العراق الذي حاول ان يشتري فتوة للمجاملة ولم يحصل عليها ، ومرجعية السيد الخميني (قدس) الذي لم يرضخ للشاه المقبور. 

هذه المواقف نابعة من الفكر الامامي الذي يؤرق الوهابي ولهذا ترى السعودية لن تتورع من قذف ايران ومن يميل الى ايران باقدح العبارات واسوء الاتهامات وافضع الجرائم الارهابية خوفا على الفكر الصهيوني في المنطقة . 

استعدوا للمستوردين للثورة الايرانية بل الاصح للفكر الامامي 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك