المقالات

الوالي والرعية؛ معركة بثلاث مسارات..!

2351 2017-05-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بيننا وبين لحظة زوال صدام أربعة عشر عاما وشهر، تذوقنا خلالها ولأول مرة طعم الحرية، لكنها مع الأسف لم تكن حرية رخاء، بل كانت في أدنى توصيف حرية دماء..

لقد خسرنا كثيرا من أبناء شعبنا، شهداء وجرحة ومعاقين، مهجرين ونازحين ومشردين في الأصقاع، خسرنا أيضا الذين لم يستوعبوا التغيير، وهم أولئك المشدودين الى الماضي الذي تغير، فوقفوا ضد الحرية وناسها وإشتراطاتها، وها نحن نقانلهم كما قاتلنا الماضي الذي مازالوا ينتمون اليه..

بسبب هؤلاء، كنا نخوض في هذه السنوات الأربعة عشر المنصرمة، غمار معركة كبرى في ثلاث مسارات: المسار الأول هو المحافظة على وجودنا، والثاني هو إزالة آثار الماضي، والثالث يعني بأعادة بناء العراق، بعد أن دمره الماضي الذي إليه ينتمون!

 ما كنا بحاجة الى المسار الأول لولاهم، كما أن المسار الثاني؛ كان يمكن أن يكون قصيرا سهلا، بل بوابة للمسار الثالث؛ أي مسار إعادة بناء العراق، لكن هؤلاء وقفوا بقوة بوجه الشعب وتطلعاته.

في المسار الأول؛ وهو المحافظة على وجودنا ووجود العراق، ثمة فهم عند فئة كبيرة من العراقيين، ينتمي أفرادها الى الماضي تكوينيا وعقائديا، هذا الفهم؛ هو الذي أدى في معظم الوقت؛ الى خروج قطارنا عن سكة هذا المسار، لأنهم يعتقدون وبتعال فج؛ أنهم العراق والعراق هم، وأن عراقا لا يحكمونه هم لا يستحق البقاء، أبطال هذا الإعتقاد التعسفي، هم معظم الساسة الذين صادروا قرار المكون السُني الكريم..

في هذا المسار أيضا، ثمة فئة أخرى يعتقد المنتمين اليها، أن وجودهم في العراق، مبني على قاعدة أن على العراق أن يعطي فقط، وأن دورهم يقتصر على أن يأخذون، ولقد كان القادة الكورد في مقدمة هذه الفئة.

 في المسار الثاني؛ أي أزالة آثار الماضي، تعثرنا كثيرا؛ ليس لأننا غير قادرين أو غير راغبين، بل لأن الماضي ذاته؛ مازال حاضرا بيننا بمعظم قوته، فهو حاضر بقوته البشرية، التي لم تستوعب الدرس التغييري جيدا، وهي مازالت مؤمنة بأنها على حق، وأن الماضي ليس أثما..فضلا عن أن المنظومة العقائدية للماضي؛ لا تنمتي الى الماضي القريب فحسب، بل هي تمتد سحيقا في تاريخنا..

في المسار الثالث؛ فإن أدوات معركتنا هي الديمقراطية، ودولة الحق والقانون ومأسسة الحياة السياسية، من خلال الدستور، وسن القوانين المصاحبة لبناء الدولة الحديثة، وتصريف مخرجات هذا البناء بعدالة اجتماعية، وبما يشعر المواطن بدوره بعملية البناء، مع تعزيز نزعة الشعور بكرامة حقيقية، عبر بناء منظومة لصيانة حرية التعبير والمعتقد، و وتنمية روح المواطنة التي تكفل الحقوق والواجبات.

كلام قبل السلام: لقد قطعنا أشواطا مهمة، لكننا مازلنا على أول الطريق؛ لأن معظمنا مازال معتنقا لعقلية الوالي والرعية..!

 

سلام..  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك