المقالات

السوق السياسية والنشالين..!

1977 2017-05-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تنطبق على العمل السياسي توصيفات الحياة: الولادة، الطفولة ، الصبونة، اليفوعية، المراهقة، الشباب، الرجولة أو(النسونة..!)، الكهولة، الشيخوخة..ثم حملا على الآلة الحدباء الى مثوى أخير!

معظم التشكلات السياسية؛ تنشأ من ولادات معقدة أو قيصرية، إذ لم يسجل لنا تاريخ العمل السياسي، أن "بطرانا" أو مجموعة "بطرانين"، شكلوا حزبا أو منظمة سياسية لمجرد "بطرهم"؛ بل أن الحاجة هي التي تستدعي بناء تشكيل سياسي.

الحاجة تعني أن مجموعة أو أفراد، ألتقوا على "فهم" محدد ، ووجدوا أن هذا "الفهم"؛ يمكن أن يشكل "مفهوما،  يؤدي الى بناء قاعدة لحلول لمشكلات يواجهونها سوية، وأن عليهم إذا أرادوا أن يواجهوا تلك المشكلات، وينجحوا بمواجهتهم تلك أن "يتكوموا" على أنفسهم،  لبناء قوة يستطيعون بها؛ مواجهة مالا يستطيعونه أفرادا.

الأحزاب والتشكلات السياسية في العراق، شذت عن هذه القاعدة بشكل أو بآخر، ففيما عدا عدد محدود جدا منها، فإن معظمها الباقي تشكل بإرادات فوقية، أي بإرادات فردية؛ لأشخاص دخلوا المعترك السياسي، كوسيلة"عمل" و"إرتزاق"، لا وسيلة لمواجهة مشكلة بعينها أو مشكلات متعددة.

في ذاكرتنا مشهد أعداد المترشحين الى الأنتخابات الغفير، وكان عنوان شطر أعظم منه يندرج وفق هذا التوصيف، ولقد كان المواطنين يعلمون الحال، ولذلك كانت كثرة المترشحين، واحدة من أسباب تدني نسبة مشاركة المواطنين.

معظم ساستنا يفهمون العمل السياسي؛ على أنه سوق بعناصر السوق الثلاثة: البضاعة والبائع والمشتري، ولا شيء فوق هذا الفهم..لا شيء حتى في مفهوم السوق ذاته!

فمن أبجديات التسويق، إختيار السوق المناسبة للسلعة، أو الخدمة أو الفكرة المراد تسويقها، والسوق نفسه؛ يمكن أن يكون منطقة جغرافية، أو مهن معينة أو فئات عمرية، أو أصولا عرقية أو غير ذلك، لكن الدخول في السوق الخطأ؛ يمكن أن يتحول مع مرور الوقت لمشكلة أو كارثة.

السوق يحتاج الى ذيل طويل من مقومات إنشاءه؛ مجهزين موثوق بمصداقيتهم وبمواعيدهم،  مناشيء للسلعة ومختبرات فحص، عملية توريد بالجملة، إجازات إستيراد وتصدير وشهادات منشأ، جمارك وتخليص جمركي، مخازن، أجهزة نقل وطرق ومواصلات، عتالة ومعدات تحميل وتفريغ، حراسات وأمن، إتصالات وتكنولوجيا معلومات، دكاكين ومحلات بيع المفرد، دعاية وإعلان، بنوك وصرافة.

كلام قبل السلام: لكن من أهم مشاهد السوق المألوفه أنه يعج  بالنشالين واللصوص..!

سلام...                                           

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك