المقالات

كيف تكون مرجعا شيعيا؟!‎

3316 2017-03-04

محمد الشذر
الشيعة الامامية الاثني عشرية، وهم مذهب يتبع جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام"، واطلقت عليهم هذه التسمية، لانهم يعتقدون بإمامة اثنى عشر اماما، من بعد الرسول محمد" صلى الل.. عليه واله"، يبدأون بعلي بن ابي طالب وينتهون بمحمد بن الحسن العسكري"عليهم السلام".
مذهب التشيع وحسب المعتقد السائد لديه، بأن اولو العلم، والدالين على الدين، واصحاب العلوم الدينية في مختلف جوانب الاسلام، هم اؤلائك الذين تخصصوا بالعلوم الدينية؛ منذ نعومة اضافرهم، وتدرجوا في طلب العلم، حتى وصلوا الى استحصال الملكة الشرعية، الا وهي الاجتهاد؛
والاجتهاد هنا هو الاجتهاد في استنباط الحكم الشرعي، من القرآن والسنة النبوية، واحاديث وروايات اهل البيت عليهم السلام.
طالب العلوم الدينية كغيره من طلبة العلم الاخرين، بعضهم ينجح ويصبح طبيبا، واخر مهندسا، واخر ربما يتعثر في دراسته، ولكنه يصل لمرحلة ويقف، وبعضهم يترك ذلك من البدايات، ولكن تبقى المسميات، تحددها تلك الشهادة الاكاديمية التي يستحصلها ذلك الطالب.
التدرج في النبوغ العلمي، ووصول الطالب الى درجة الاجتهاد، يحددها اساتذته او من هم على مستوى عالي من المكانة العلمية، او الوسط العلمائي في الشارع الحوزوي، فيشهدوا لذلك الشخص، بعد ان يستحصل الملكة العلمية والتي تمكنه من استنباط الحكم الشرعي؛ وفق العرف الديني، والقواعد المنطقية في الاصول والفقه وغيرها، وربما يتعدى ذلك حتى يشهد له المجتهدين-وهم من لديهم رسائل عملية، يتبعها مقلديهم- بأن هذا الشخص هو الاجدر لكي يتصدى لادارة شؤون الطائفة في العالم والواجهة الدينية للتشيع.
السائد والمعروف هذا؛ لكن انقلاب الاحداث، بعد سقوط النظام البائد، ادى الى انقلاب المحددات الشرعية، في اختيار شخص المجتهد، والعالم وحتى في اختيار المرجع الاعلى-وهو المتصدي لادارة شؤون الطائفة كما ذكرنا!
فالاكثار من المؤلفات، حتى لو كانت تزكم الانوف تفاهة، وخسة، وتدس السم لهذا المذهب! او تكون من تلك التي تمتلك الضحالة الفكرية والعلمية والتي تدل على سذاجة مؤلفها، والاكثار من الظهور التلفزيوني او على شبكات الانترنت، او امتلاك القنوات الاذاعية، والترويج للعلمية عن طريق الاموال وكسب المؤيدين بشتى الطرق، حتى لو كان المؤيد لا يعرف ماذا يفعل، او الولوج الى الوسط السياسي وتصدير تلك الجهة، الى الاخرين، فهذه هي محددات المرجع الجديد!!!
اللطيف في الامر ان يصل الامر الى ان بعضهم، يذهب ليمتدح جهة معينة، وما ان يجد معارضة تلك الجهة له، حتى تجده يعارضها ويسقطها بشدة! حتى اصبح بعضهم مجرد طالبي اهواء يلهفون خلف اهوائهم، حتى لو اضطر الامر بهم ان يقبلون احذية البعض اليوم، ويذمونهم غدا!
رسالة اخيرة، ان مذهب التشيع هو مذهب سامي، ينتمي لانسانية علي وعلومه، عليه السلام، وسيبقى راية خفاقة تنأى بنفسها عن تلك الخزعبلات والتفاهات، و ومذهبه مذهب الدليل العلمي والعقلي، ولو كره المغرضون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك