المقالات

عن السياسة الإسترضائية للساسة الشيعة و"سوابق" العمل السياسي..!

1642 2017-03-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   عنوان العمود "شوية" طويل، وليكن سابقة في العمل الصحفي، شأنه شأن سوابقنا بالعمل السياسي؛ التي لم يسبقنا إليها أحد، وأشهرها "سبق" الخلاف من أجل الخلاف، فالطرف الفلاني؛ ينتظر موقف الطرف العلاني من قضية ما، فيأتي بموقف مغاير ومناقض، لا لمصلحة أو مسوغ معقول، ولكن من أجل صناعة الخلاف!

   هذه السوابق؛ أحالت التاريخ إلى مدوّنات فضفاضة، لها وللوقائع التي صاحبتها أو نجمت عنها، وبوتيرة سريعة ملائمة؛ لنبض العصر والزمان الراهن، ولكن بلغة أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص!

   الساحة العراقية تعج سياسيا، بحالة من العصبية والتوترات، تطورات تلك الحالة، لها علاقة بالتوازنات الاسترضائية، التي باتت ديدن الساسة الشيعة ، في علاقتهم مع "الآخر"، وكأنهم لا يعرفون سبيلا  لتذليل العقبات غيرها.

   "الآخر" فهم اللعبة جيدا، وعرف مكامن ضعف الساسة الشيعة، وتيقن أنهم مستعدين لتنازلات أخرى، كلما صَعَّد في مطالباته، ورفع الحد الأعلى لسقف نوازعه، لذلك بعد كل جولة إسترضاء و"دهن السير"، يقوم بها الساسة الشيعة، تحت عناوين مختلفة، من قبيل المصالحة وما أولدت من عناوين مستحدثة؛ ندخل في  حالة من الجمود الوطني، التي اصبحت حالة لازمة، تكاد تكون ضرورة.

   صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية؛ إنتهى فور توقيع وثيقته، فقد داسها معاوية تحت قدميه، بلا خوف من أن يدون التاريخ ذلك، وبات ما عمله معاوية "سابقة" في العمل السياسي.

   عادة فإن "السوابق" تُرمى في كتب التاريخ، لأنها سوابق لم يُسجَّل مثيل لها من قبل، واستحقت منزلتها تبعاً لفرادتها، بغضّ النظر عن طبيعتها ومضمونها، حتى لو كان ذلك المضمون يتصل مثلاً؛ بفردٍ تمدّد في السياسة والإعلام، كما يحصل في أيامنا هذه.

    كنتيجة لوقع خطى تلك "السوابق"، لم يمهلنا الوقت المضغوط، فرصة للمعالجة الحقيقيّة، لما يكتنفنا من آلام، يوماً واحدا فقط على الأقل، إذ لم نترجّل ساعة واحدة، عن فرس الحيرة والانزلاق الخطير، نحو الطمأنينة الكاذبة

   أساسيات ام تعقيدات، مناورات ام تغييرات، عنق الزجاجة او الانفراج، مفردات بات يتداولها كبار الساسة وصغارهم، وتحولت الى قوتهم اليومي، الذي يشبه البصل المثروم، لكن برؤوسنأ!..

   كلام قبل السلام: السياسي الناجح؛ هو من يغلق فمه، قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه؛ قبل أن يفتح الناس أفواههم..!

 

سلام... 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك