المقالات

الساسة السُنة وإدمان الإستقواء بالخارج..!

1834 2017-02-24

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    في الأخبار؛ أن التحالف السني سيذهب الى البرلمان الأوربي، للقاء قادته لشرح "مظلومية" السُنة في العراق، كما أن جهينة قالت لنا، أن هذا التحالف يسعى لترتيب لقاء مع أبو كذيلة، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الجديد السيد"ترامب"..دعونا نفكك هذه الأخبار، لنتوصل الى خلفيتها..!

   معظم المشكلات العويصة التي تواجهها الأمم، لا سيما تلك التي من نمط مشكلاتنا، تحتاج الى وقت كي يتم حلها، وثمة علاقة طردية بين أمد هذا الوقت، وبين التوصل الى حلول أو نتائج للحوار، فكلما طال الأمد بات التوصل الى حلول صعبا، والعكس صحيح.

     طول أمد المشكلات؛ يسهل دخول عناصر جديدة على أصل المشكلة، الأمر الذي يتسبب بتعقدها، كما أن طول الأمد؛ يفتح الأبواب لتدخلات أخرى من غير ألأطراف المتنازعة، ويتم ذلك بإستقواء المتخاصمين بقوى إسنادية ،وبنائها تحالفات بغية تقوية موقفها في النزاع، ما يمكننا أن نسميه إتساع الفتق، حيث يتبعه صعوبة الرتق.

    في حالتنا؛ نكون كمن يخادع نفسه، إذا أنكرنا وجود مثل هذا الواقع، لكن يتعين أن نكون شجعان، لنحدد من هو الطرف؛ الذي يسعى للأستقواء بآخرين بغية تقوية موقفه، ذلك لأن تحديده يمثل نصف الطريق الى الحل، فإذا أستطعنا تشخيص الحالة، بمسؤولية وروح وطنية، أمكننا كسر الأقفال المغلقة وأختصار الزمن، والتوصل الى نتائج على الأقل، يمكننا أن نصفها بالمشجعة، على التوصل الى طريق للحوار المفضي الى حل.

    طمأنة الأطراف المتنازعة بعضها بعض، برغبتها الصادقة بالتوصل الى حل، هو طريق آخر لأختصار الوقت، لكن بعض أطراف النزاع، تعمد الى إستقطاب داعمين خارجيين لتقوية، موقفهم في النزاع.

    الغريب في الأمر؛ أن "رمتني بدائها وأنسلت" ينطبق أيما انطباق، على الطرف الذي يستقطب الدعم الخارجي، فهو يجعجع دوما، باتهامات الإقصاء والتهميش تارة، وتارة أخرى بالعمالة والتخوين، للطرف الذي لا يسعى الى دعم خارجي، لأنه ليس بحاجة أليه أصلا، بسبب كونه يمثل أغلبية الشعب العراقي.

    تاريخ النزاعات الداخلية؛ التي شهدتها شعوب غيرنا، يثبت أن الأقليات؛ هي التي تسعى الى مواقف خارجية داعمة، وهي أيضا التي تبني علاقات "خاصة"، حتى مع القوى المحتلة لبلادها.

    هذا ليس رجما بالغيب، أو عملية تخوين جائرة للساسة السُنة، كما يفعلوا اليوم تجاه رسلائهم من الساسة الشيعة، فهو واقع جرى في بلادنا، إبان الأحتلال البريطاني للعراق، في أوائل القرن الماضي، وكانت نتيجته أن بنيت دولة عراقية، وفقا لمعادة مقلوبة، حيث أقلية سُنية تحكم وتتحكم برقاب الأغلبية الشيعية.

    كلام قبل السلام: آنذاك لم يستقو الشيعة بأي طرف خارجي، ولم يبنوا علاقة "خاصة" مع المحتل، وقاوموه بضراوة، وكان قرارهم الذي أتخذوه، بعدم التعاون مع المحتل، أو المشاركة في السلطة التي صنعها، وإن كان قرارا خاطئا بمقاييس الحاضر، لكنه صفحة بيضاء في سجلهم الخالد..!

   سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك