المقالات

قرارات ترامب ومستقبل العلاقة مع العراق

2240 2017-02-05

واثق الجابري أثار موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ جملة من التساؤلات والإستهجان؛ في العالم عامة والعراق خاصة، ويبدو أن رجل الإقتصاد لا ينجح بالسياسة دائماً وأن كان الإقتصاد يتأثر بالسياسية والسياسة بالإقتصاد، والسياسة لإقتصاد  والإقتصاد سياسة، وما إنتشار الإرهاب إلا لدوافع سياسية وإقتصادية، وما يثير الغرابة من دولة تدعي الديموقراطية ورعاية حقوق الإنسان؛ بينما تتخذ إجراءات تعسفية مخالفة لقوانينها التي تقول إنها مبنية على الديموقراطية وحقوق الإنسان.
 رفعت الولايات المتحدة الأمركية شعار؛ " لا حرية لأعداء الحرية"؛ منذ أن اعلنت  ديموقراطيتها، وحرية التنقل  من أبسط مضامين الحرية وحقوق الإنسان.
 العراق  واحد من الدول التواقة للديموقراطية، وغالباً ما يتخذ من التجربة الأمريكية مثالاً لدولة المؤسسات، وبإعتقادنا أن الشعب الأمريكي يدرك جيداً كيف يختار رؤوساءه، وفي نفس الوقت الذي يسعى العراقيون للحرية والديموقراطية؛ واجهتهم عقبات كبيرة وأهمها الإرهاب، الذي حاول الإطاحة بتجربتهم،  ودفع أكبر ثمن  من شبابه وثرواته؛ في حين يتدفق الدعم والأسلحة  من جهات عدة؛ منها الولايات المتحدة الأمركية ودول حليفة لها في المنطقة الأقليمية، وبإعتراف هذه الدول إنها دعمت القاعدة لأسباب سياسية، وإتهام ترامب لساليفيه بدعم داعش؛ لإعتقادهم جدوى تفكك الدول وتعزيز النفوذ الأمركي؛ إلاّ أن النتيجة تراجع بسبب وضوح دعم الحلفاء للإرهاب، وإنتقادات عالمية بعدم جديتها بالقضاء عليه.
 جاء قرار  ترامب في الوقت الذي تُعقد فيه اللجنة المشتركة" لإتفاقية الإطار الإستراتيجي"؛ العراقية الأمركية إجتماعاتها، وإتخذ إجراءات عنصرية؛ لا يمكن  لعاقل فعلها مع دولة حليفة فيها أكبر سفارة بالعالم لها ومستشارين بالآلاف، والفعل إخلال واضح بما متفق عليه، وهذا ما ينعكس بالسلب على طبيعة العلاقة بين البلدين، وما له من علاقة بالسلم الدولي والأمن الوطني الأمركي؛ فلماذا يمنع العراقيين؛ في حين لم تسجل حادثة واحدة في أمريكا بفعل عراقي؟!
إن الولايات المتحدة الأمركية؛ أرض هجرة وإستيطان، ومن الغريب منع مواطني دول وصلوها بطرق  رسمية، ولم يعبروا لها تهريباً بالقوارب؛ بل هي من شجع بعض العراقيين على الهجرة وفتحت سفارتها الأبواب لذلك، وتوتر العلاقة سيحد من التعامل العراقي الأمريكي، ويدعو لبحث جدوى الإتفاق الإستراتيجي، ومدى مصداقية العمليات العسكرية وأهدافها، وربما يلجأ العراق  الى دول منافسة، ويعيد النظر بصداقة من طرف واحد، وهو قادر إذا تبنى علاقات دولية وأقليمية متوازنة، والأهم وحدته تجاه سيادة بلده؛ تجاه إعتداء صارخ أثار مواقف عالمية عدة، ومنها وزيرة الخارجية الأمركية السابقة " مادلين اولبرايت"، التي أعلنت أنها ستعنق الإسلام؛ في حال مضي ترامب بإجراءاته العنصرية.
 سيئات داعش مردوداتها إيجابية على  عراقين تقاذفتهم السياسات الخارجية للفرقة وزرع الطائفية والإرهاب، وحتما ستكون المواقف العنصرية مدعاة لتوحيد المواقف العراقية.
يبقى الرد  العراقي مرهون بوحدة صفه السياسي؛ ومضيه في دحر الإرهاب؛ كفيلل بإيقاف جماح الفيل الأحمر الهائج؛ المعجب بنفسه؛ النرجيسي بطبيعته، وستجد قراراته رفض محلي ودولي، والنتيجة تراجع لسياسات أمريكا، وتأثير على مصالحها السياسية والإقتصادية، وفقدان الثقة سيدفعها للتعامل بالمثل، وللعراق خيارات كثيرة للمناورة، وفي الولايات المتحدة  سياسات ولوبيات ومراكز قرار؛ لن تسمح له بإتخاذ قرارات تضر مصالحها الكُبرى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك