المقالات

هل يمكن أن ينشطر التحالف الوطني الى قسمين؟!

2038 2017-01-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   لدي صديق أكبر مني ببضع سنين، صديقي أسمه ابا ذر؛ وهو رجل تجاوز الخامسة والسبعين، أكتوى هو وأسرته بنار الظلم الصدامي، إذ فقد ثلاثة من أبنائه الأربعة دفعة واحدة؛ في رحلة اللاعودة، حينما تسور بيتهم في حي الحرية بمدينة بغداد، ثلة من (الرفاق) فجر يوم خميس من شهر آذار عام 1979، فأخذوا أولاده الثلاثة؛ لخمس دقائق كما قالوا للوالد، الذي سقط مغشيا عليه: عندنا كم سؤال في الفرقة الحزبية وسيعودون حتما، ولم يعودوا قط.

    بقي عند صديقي ولد واحد فقط؛ لأن عمره كان في تلك الليلة سبع سنوات، أما الثلاثة؛ فقد كانت أعمارهم بين خمس عشرة سنة وأثنين وعشرين، هذا الشيخ المظلوم؛ ألتقيته قبل أيام في مجلس عزاء أحد شهداء الحشد، وهو يعلم أني كاتب وإعلامي، لإاستثمر لقائي به ليطرح مشروعا عمليا، لمعالجة الشأن السياسي.

   قال أبو ذر: أنا وبالرغم من مظلويتي المعلومة، اقدم للتحالف الوطني، الذي أعتقد أنه يمثلني الى حد ما، فكرة عملية ونافعة، أضعها بخدمة التحالف الوطني على طريق البناء والتقدم، مثلما تكتبون في الجرائد!

    الفكرة أن يقسم تحالفنا الوطني العتيد نفسه؛ الى قسمين متساويين عددا ومنزلة!

    قسم تكون مهمته أن يدافع ويتبنى؛ قضايا وهموم المظلومين والمستضعفين والمكلومين، ومن هدرت دماء أبنائهم، ومن بقوا بلا سقف يأوي بناتهم، ومن لم يجدوا متسعا، في مستشفياتنا الخاوية لمرضاهم، ومن يشربون ماءا مليئاً بالجراثيم، ومن ترملن فاقدات أزواج شباب في عمر الربيع، وايتامهم صبية ورضع، لا يجدون علبة حليب؛ بعد أن شحت وزارة التجارة به.

     كذلك أن يهتموا بمن أول الشهر عندهم مثل آخره، إذ لا مورد لهم، لا في أوله ولا في آخره، ومن يخرجون من مساكنهم صباحا، ولا يعودون إلا في المساء، وقد تورمت من الإنتظار وقوفا في مسطر العمال.

   قال صديقي ابو ذر: لهؤلاء أقترح نصف التحالف الوطني يهتم بهم، ولا أريد النصف كله، بل أن يعطي هذا النصف (بعض) وقته، والبعض كما يقول اللغويون لا يصل الى النصف!

    أما النصف الثاني؛ فأقترح أن ينصرف الى المهمة الكبرى، التي يعمل عليها التحالف الوطني، ومعه كل الحكومة الان، والمهمة الكبرى هي ما نشهده من سعي حثيث، لإتمام مهمة إنصاف الإرهابيين والبعثيين، والإنتصار لهم وإعادتهم الى وضع أفضل، من ذاك الذي كانوا يعيشونه وقت سيدهم صدام، كما أقترح الإقتصاص لهم ـ أي للبعثيين ـ  من ضحاياهم الذين( أفتروا عليهم كثيرا).

   ما أقوله يحقق الإنصاف بحق وجدية، فعلى الأقل في هذا المقترح؛ سنجد من يعين المظلومين على تجاوز محنهم، بدلا من بقائهم بلا معين،

   كلام قبل السلام: من الحكمة أن تثير تساؤلات حول الافتراضات الواضحة والمسلم بها...!

 

   سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك