مرتضى آل مكي
وفق مفهوم الفلسفة، الازدواجية تعني: اجتماع النقيضين في الشيء نفسه، لكن إذا ما تدخلت الازدواجية في مصير البلدان والشعوب، حتماً ستؤدي الى كارثة إنسانية، ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة برمتها.
الثورات العربية او اعلامياً (الربيع العربي)، التي انطلقت بعد احراق (محمد البو عزيزي) نفسه في تونس مطلع 2011، أدت الى احتجاجات عارمة، انتشرت كالنار في الهشيم، يومياً نصبح على سقوط لرؤساء عرب كسقوط قطع (الدومينو)، دون معرفة ما يختبأ خلف تلك التغيرات المفاجئة.
البائن، ان هنالك اجندات حركت تلك الجماهير، وفق خطط معدة للإطاحة بالمنطقة، والا ما تفسير سقوط اغلب حكومات العرب؟، فيما بقيت حكومات الخليج متربعة على عروش الدم والفساد، تقمع كل من يضدها.
بن علي، مبارك، القذافي، صالح، سوريا، ليبيا، داعش، مرسي، مصطلحات اخذت حيزاً اعلامياً واسعاً، لكنها لا تزداد جرماً وارهاباً عن، ال سعود، ال خليفة، السعودية، عاصفة الحزم، لماذا يجرف الربيع الأسماء الأولى فيما بقيت الأخرى حبيسة التسلط والفرعنة المنمقة.
أكثر من (178000) ضحية توزعوا في ليبيا وسوريا ومصر وتونس، وأكثر من (316000) معتقل، دماء سالت وفوضى عارمة تربعت لسنوات في شوارع الامة العربية، وجميعها سميت ربيعاً عربياً!
اما الضفة المقابلة كانت انطلاقة لخريف تساقطت فيه اوراق في اوج خضرتها، شبان البحرين وصراعهم على مبادئ الشرف، تركوا الطائفة وناصروا الوحدة، تقمعهم هراوات فاسدة تحولت بدعم سعودي الى رصاصات اثمة، أطفال في اليمن تجرعوا سموم الطائرات لا لشيء الا لأنهم أطفال اليمن.
نِمرٌ مسجى وسط قطيع الخراف! بسبب تسلط وتجبر الفاسدين والإرهابيين، مرتزقة تدنس ارض الاولياء والشهادة، وتفتك في الأطفال قبل امهاتهم.
حَشْدٌ ينفض غبار الطائفية ويركض ناصراً للأرض والعرض، ويسطر أروع دروس الايثار والتضحية، عراق ينزف عبيراً ويزف شبابه الى مهرجان الشهادة، كل أعلاه تراه عين السياسة العوراء، ارهاباً وطائفية، فيما قتلها واعدامها بوضح النهار، يعد من أقدس مبادئهم التافهة.
خلاصة القول: العرب بحاجة لثورة عارمة، تنفض غبار التدخلات الأجنبية، وتطيح برؤوس الشر ومصدري الفتن، حتى لو سميت شتاءاً قارصاً، لكننا بعدها سنعرف ان القرآن نزل على امة العرب.