المقالات

التلميذ يقتل معلمه!‎

1753 2017-01-16

محمد الشذر
السياسة الامريكية التوسعية في احتلال الشعوب، ونهب خيراتها، تحتاج الى عوامل ديمومة لتكون غطاءا؛ يوفر لها البقاء في الدول التي سلطت نفسها عليها قسرا، لأكثر فترة ممكنة، لذا تستخدم شتى الاساليب ومهما كان نوعها.
كل الشعوب والبلدان تسعى للنهوض والتطور والسير الى الرقي، سواء على صعيد، الفكر والنظام والانتاج الداخلي او الخارجي، فهذا ما تصبوا اليه، لتصبح في مكانة الدول الاخرى وتغادر مستوى الدول النامية، ولكن لن يحدث هذا ما لم يكن لديها خطى ثابتة، تسير بها وفق خطط مدروسة ومنظمة، تبدأ من الانسان ومتطلباته، وحتى الحيوان وحمايته.
التعليم هو اساس النهوض بالبلدان، وهو القاعدة الاساسية التي يبنى عليها البلد، واذا ما اردت القضاء على بلد ما، فما عليك الا تلويث فكره، والقضاء على مستوى التعليم الذي يملكه، وهذا ما حصل فعلا! 
فبعد الاحتلال الامريكي للعراق، تم توجيه الماكنات الغربية لتصدير الفكر التطرفي وزرع روح التمرد، والهمجية، والقسوة، والاعتداء على الاخر واقصاءه.
سقوط النظام البائد، وتمكن الماكنات الاعلامية من السيطرة على الاجواء المجتمعية في العراق، كشف النقاب عن المستور، ان لم يكن موجودا الا نادرا، او ان ثقافة التصدير الاعلامي قامت بصقله، فالامر سيان فقد ظهر آخرا، الا وهو الاعتداء على الكوادر التربوية والتدريسة!
الاعتداء على الهيئات التربوية؛ ابتدأ قليلا ولكن تصاعد نجمه فيما بعد لعدة اسباب، سنحاول قراءتها لاحقا، بعد ان نورد امثلة بسيطة، فمثلا ماذا اتخذ من اجراء بحق الطالب الذي اعتدى بالطعن على استاذ في الامتحان النهائي للثالث المتوسط في النجف الاشرف،
في(15حزيران-2016)؟
تلا ذلك الاعتداء اعتداء على مدير قسم الامتحانات الاستاذ عماد خضير ومجموعة من الموظفين بالاسلحة! وقبلها اعتداء اخر في مدينة القائم في محافظة الانبار، اصيب على اثرها معلم بطلق ناري من قبل احد تلاميذه! في(27/5/2012)! هذه الاعتاءات على الهيئات التعليمة انما هو انذار خطير؛ ينذر بثقافة العنف المجتمعي، وموت للقيم والمبادئ.
الاحصاءات الماضية نوهت الى ان حالات الاعتداء؛ على الكوادر التربوية، وصلت الى 30 حالة اعتداء للتلاميذ على اساتذتهم، من عام 2011 وحتى منتصف عام 2012! ويمكنك تصور هذا الامر بعد هذه السنين الذي تلته.
ارتفاع حوادث الاعتداء من قبل التلاميذ والطلبة، على الهيئات التدريسية، خصوصا في مناطق الوسط والجنوب من العراق، ويصل الامر الى النساء ايضا "كما حدث في محافظة ذي قار، حين اعتدى احد الاباء على مديرة احدى المدارس نقلت على اثرها للمستشفى"، 
سببه الفشل في ادارة العملية التعليمية هذا اولاً،
وتسلط العرف العشائري في المجتمع ثانيا،
وغياب سلطة الدولة والقانون في حماية منسبيها، ثالثا، 
وغياب الوعي الثقافي لدى الافراد، وشيوع ظواهر العنف والتطرف؛ بسبب الحروب، والتخبط الحاصل في ادارة الدولة لينعكس سلبا على المجتمع، رابعا،
ليكون الخلل في منظومة القيم، وابتعاد العلاقة الحقيقية بين المعلم والطالب، في اجواء هي ايضا لا تناسب اجواء التدريس، وغياب القوانين الرادعة والصارمة، نتائجه مزرية!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك