المقالات

ماذا في جعبة بن علي؟؟

1123 2017-01-07

عمار العامري  

   الضيف التركي الزائر؛ صرح قبيل توجهه لبغداد, بان قوات بلاده في بعشيقة "لا تشكل انتهاك للسيادة العراقية" هذا التصريح, يعد مفتاح الاطلاع على كواليس زيارة رئيس وزراء تركيا, الحامل بجعبته المزيد من الملفات؛ محاربة الارهاب, مكافحة حزب العمال, التفاهم حول مستقبل التركمان والسنة العرب, تعزيز التعاون الاقتصادي, صفقات سياسية اخرى.

   ما بعد داعش المرحلة الاهم؛ التي يتحاور فيها بن علي يلدريم مع بغداد واربيل, فتركيا لم تكن ضمن برنامج التفاهم حول مستقبل المنطقة بنظر بغداد, جاءها رئيس الوزراء التركي, لتحديد موقف انقرة من التعاون المستقبلي, كون الاخيرة ترغب أن تكون العنصر المؤثر, لوضع الحلول الاستراتيجية, بما يخص العراق وتركيا معاً, والاتفاق على حلول ناجعة لضمان مصالح الطرفين, بدون تدخلات دولية.   

   بعد توسع منافذ الارهاب داخل تركيا, جعلها تسعى للمزيد من التعاون الامني مع بغداد, لما تراه يصب بمصلحتها, كونها تنظر لدمشق منفذ امناً للجماعات المسلحة نحو العراق سابقاً, ما جعلها تحترق بلهيب جرمها, فأنقرة تريد انقاذ نفسها من ارتداد النار عليها, بعدما كانت ممراً لمسلحي داعش, وبوابة لتهريب النفط عبر اراضيها, فبعد تحرير حلب والموصل, تتوقع تركيا عودة الارهاب لمدنها.

   فيما باتت انقرة بعيدة عن مقعد الاتحاد الاوربي, نتيجة ممارساتها التعسفية ضد المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة, صيف 2016, تحاول مكافحة معارضيها, والاهم بالمرحلة الحالية حزب العمال الكردستاني, المتجذر بالحدود التركية العراقية, الذي يشكل خطراً مستديماً يداهم مدنها الامنة, لذا تسعى انقرة للمزيد من التفاهم مع اربيل, الامر الذي يصطدم بحقيقة ازلية, فعلها هذا يقوض طموحات اكراد تركيا القومية مستقبلاً.

   تعاون انقرة وبغداد في نظر الاتراك, مفتاح لدرء الخطر عن الطرفين, بشرط قبول بغداد ما جاء به بن علي, بقاء القوات التركية في معسكرات بعشيقة, على ضوء الاتفاق مع الحكومة العراقية السابقة, واعتبار أنقرة الام غير الولود للعرب السنة, التفاهم الذي يرسم الخريطة المستقبلية للتركمان والسنة العراقيين, خاصة بعد اطلاعها على نوايا بغداد, في جر البساط من تحت اقدام الرياض.

   فيما ترى تركيا؛ اهمية استمرار التعاون الاقتصادي مع العراق, باعتبارها ممراً استراتيجياً للتجارة العراقية مع اسيا وأوربا, وسعيها زيادة حجم الاستثمار التركي في العراق, وابقاء انابيبها ممراً للنفط العراقي, خاصة من حقول كركوك وكردستان, واغلاق ممرها البري أمام عمليات عناصر داعش لتهريب النفط, وتكثيف الجهد الامني على حدود الجانبين, لإيقاف تدفق الارهابيين للعراق, والضرر الذي يصيب اقتصاد البلدين جراء ذلك.

   بن علي؛ ستكون له لقاءات بشخصيات وقوى سياسية منسجمة مع تطلعات بلده, لعقد المزيد من الصفقات الداعمة لسياسة انقرة بالعراق, بمقابل تعاونها مع الاطراف السنية الموالية لتركيا, بهدف خلق محور اقليمي جديد, فأنقرة كما هي بقية الاطراف الاخرى, لا تقدم دعماً الا لمن ينفذ اجندتها, الاهم أن تكون الفائدة متبادلة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك