المقالات

هل انقلب سحر تركيا عليها؟

2387 2017-01-02

محمد الشذر
تركيا والتي يرأسها رجب طيب اردوغان"الرئيس التركي الثاني عشر والحالي منذ 288 أغسطس 2014م"، والذي حصل عليه انقلاب في السلطة في 16 يوليو من العام 2016، وكانت نهايته الفشل "اي الانقلاب" بعد ان قاده مجموعة من ضباط الجيش، كم صرح اردوغان بعد ذلك، وتم التعامل معهم بحزم وقوة، وفق سياسة التجريم والاقصاء التي يعرفها اردوغان جيدا.

تركيا والتي تحد العراق من جهة، وسوريا من جهة اخرى، جعلها تتدخل بقوة في طرفي الصراع الدائر في الدولتين؛ مستغلة الشقاق والضعف الحاصل بين البلدين، والاراضي التي سقطت بيد  التنظيمات الارهابية المسلحة.

لم تستطع تركيا منع نفسها، والوقوف على طرف الحياد، بل راحت تتدخل في امور البلدين، فبين التصريحات السياسية، التي تصدرها تركيا من هنا وهناك، والتي يقودها مسؤوليها، وبين الامور التي تحصل من وراء الستار، حوادث جمة، لم تستطع تركيا اخفاءها كثيرا، فالمسؤولين العراقيين الذين اتهموا بالفساد ودعم الارهاب، وصدرت بحقهم مذكرات القاء قبض، وجدوا من تركيا الحضن الذي يأوي تصريحاتهم، وهم يقبعون في فنادق انقرة واسطنبول للتحريض، وشق العصا.

المجاميع المسلحة والتي تدور رحى حروبها في العراق، وسوريا، والتي تحصل على الدعم المالي، والفكري للتطرف التكفيري، من دول الخليج كالسعودية وقطر، والاسلحة والمواد العينية والمستشارين على اراضي القتال، من امريكا وحلفاؤها، تحتاج الى من يهتم بجرحاها، لينقلهم خارج اراضي الصراع، ليتم معالجتهم في مستشفيات خاصة، وفق عناية جيدة ليتم اعادتهم بعد ان يتعافوا من جراحهم من جديد، ويجب ان تكون هذه الدولة قريبة كي لا تجذب الانظار، ويتنقلوا بحرية تامة تحت غطاء الليل، وتركيا اقرب!

معالجة جرحى الارهاب التكفيري في مستشفيات انقرة، والمدن التركية لم يكن كافيا، بل راحت الجماعات والعصابات التي ترعاها يد الدولة بخفاء، تقوم بعمليات غسل للأدمغة والعقول، وتجنيد الشباب، من بلدان عدة وتقوم بتهيئة امورهم؛ واعدادهم للجهاد والقتال تحت عناوين زائفة بأسم الدين والعقيدة، وغيرها، وكل ذلك يجري على الاراضي التركية، وعلى مسمع ومرأى من اجهزة الدولة، ليتم نقلهم بعد ذلك الى اراضي البلدين، وكل ذلك مثبت في وثائق كما صرح احد اعضاء البرلمان التركي المعتدلين قبل مدة.

تدخل تركيا السافر في العراق، وانزالها الجنود في مدينة الموصل، وتنقلها ومن تدعمهم على الاراضي السورية، جعل تركيا تعيش الامال في تطبيق سياسة"divide and rule" فرق تسد" لاعادة حلم الدولة العثمانية، والتوسع على الاراضي المجاورة.

لم يدم الامر طويلا، حتى انقلب السحر على ساحره، لتحدث عدة انفجارات في تركيا، ليسقط على اثرها عشرات الاشخاص بين قتيل وجريح، لتعتبرها تركيا رسالة سياسية كما صرح كورتولموش"نائب رئيس الوزراء والناطق الرسمي بأسم الحكومة التركية.

المضحك المبكي؛ ان نعمان كورتولموش، اكد ان انقرة مستعدة للتعامل مع اي دولة لمحاربة الارهاب والقضاء عليه، فهل هذا حماقة ام غباء ام استغباء مقصود من قبل فخامته؟
 هل ستبقى تركيا تدعم الارهاب والفكر المتطرف في الخفاء؟ ام ستسحب يدها لدمل جراحها؟ تساؤل تجيبنا عنه قوادم الايام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك