المقالات

كوميديا الواقع المخجل


مرتضى ال مكي
جو تملؤه عتمة الشتاء القارص، ليلة حالكة كظلام سقوط الوطن، وهو يرتدي معطفه الذي جاء به من اجود مناشئ الصناعة، عندما كان هارباً في أوربا؛ عفوا معارضاً لسياسة النظام السابق، يحتسي كوب من المشروبات الساخنة، ويشاهد برنامجاً لماذا سمي الانسان انساناً، بمعية اهله واطفاله، الذين لا يختلفون عنه ترفاً إذا ما زادوا.
يخرج صباحاً بإنتظاره سيارة فارهة لا اعرف نوعها، تقله الى مكان عمله، كتب عليها (حكومي)، وهو في الطريق يرى ومن خلف نافذة سيارته المظللة، رذاذاً من المطر مع حركة سريعة لأشجار المدينة، يلاطف مرافقيه؛ انه لجو جميل يذكرني بأجواء أوربا، اه، أوربا، ليته لم يسقط الصنم؛ حتى لا نعود.
الضفة الأخرى تحتوي بيتاً متهاوياً، سقفه اعواد من القصب الذي طالما استتر به رب ذلك البيت، وهو يقارع الإرهاب العفلقي، فراش هذا البيت من التراب الطبيعي، أٌم تنزوي في ركن من اركان غرفتها الوحيدة؛ التي تخللها هواء الشتاء من كل صوب، بجنبها ايتام، لكنهم ليسوا ايتام.
تنتظر تلك الاسرة صباحاً يأتي اباها، الذي يحارب الإرهاب الذي جلبه صاحبنا متردي المعطف، في الصباح طرق الباب؛ هرعت الام تتعثر بأطفالها فرحاً، أبي أبي، لكنهم تفاجئوا بأن الطارق يحمل جثة اباهم التي تقطعت ارباً فداءاً للوطن.
ما بين الاسرتين دروس إنسانية وايثار بنفس، أي حياة يعيشها ذاك النائب في البرلمان العراقي (صاحب المعطف)، واي جحيم ينتظره "يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون"، واي حياة عاشها هذا الجندي في صفوف الحشد الشعبي هو واسرته، واي نعيم بإنتظاره، انها لدار ابتلاء وامتحان، فاز من ترفع عن ترفها وتحمل مسؤولية فقراءها، وخسر من حمى نفسه وأهله بمعطف الفساد.
خلاصة القول: ارتدي معطف الإنسانية وتجول في شوارع الضمير، ستجد هنالك من يفترشون الأرض، ويسكنون في خربات تركوها اربابها، وسكنوا نعيم الاخرة، عندها ستعرف معنى تسمية الانسان انساناً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك