( بقلم : علي حسين علي )
يشعر المواطن العراقي والمراقب السياسي بان الاوضاع الامنية في بلادنا قد تحسنت الى حد لم يكن متوقعاً قبل عام من الزمان، وان هذا التحسن الامني قد انعكس على العملية السياسية التي اتسمت هي الاخرى بالاستقرار اولاً وبالتصاعد ثانياً باتجاه انجاح فرص بناء العراق الجديد الحر الديمقراطي الفيدرالي التعددي.
قبل عام، او اقل من عام كانت ايام شهر تشرين الاول عاصفة ومرعبة ان جاز لنا وصفها بهذا الوصف، فقد وصل عديد التفجيرات في العراق الى اكثر من مئة وخمسين تفجيراً في بغداد وحدها، فيما تعاني المحافظات (الساخنة) من عمليات قتل على الهوية وتهجير وقطع رقاب الناس الابرياء، وقد بلغ اليأس بالعراقيين مبلغاً كبيراً الى حد توقع حدوث حرب اهلية شاملة بين يوم وآخر.
واذا كان الوضع الامني عاصفاً ومضطرباً، فان العملية السياسية كانت هي الاخرى تعاني من شلل تام وتراجعات في المواقف وتخلي عن الاتفاقات ونقض للتوافقات.. وكانت بعض القوى السياسية قد استغلت الظرف الامني ولوحت للحكومة بانها وراء ما يحدث وانها قادرة على تعويق عمل الحكومة، وتصور هذا البعض بانه بذلك قادر على ابتزازها للحصول على مكاسب ذاتية وفئوية.
وحقيقة، قبل عام كان العراق غارقاً في مشاكله، وكان العراقيون يائسين من الفوز بفرصة سلام وامان.. وكان بعض السياسيين في الداخل والخارج واجهزة الاعلام المغرضة تغرق الاجواء العراقية بتنبوءات الحرب الاهلية، وتدفع باتباع القاعدة الارهابية واعوان المقبور صدام الى المزيد من القتل والارهاب والتهجير لاحداث فوضى عامة تؤدي الى الحرب الاهلية.
غير ان المخلصين لوطنهم والطائعين لربهم في خدمة ابناء العراق كانوا يعملون ويواصلون العمل ليل نهار من اجل ان لا تحدث الكارثة - الحرب الاهلية - وقد كان للمرجعية الدينية العليا ولسماحة الإمام السيد السيستاني دور فاصل في اقناع ضحايا الارهاب بالصبر والتماسك بوجه هذه الموجة العاتية ودفع الضر الاكبر بالضر الاصغر.. وكذلك كان موقف مرجعيتنا السياسية المجاهدة التي وقفت مع الشعب وحدت من سورات الغضب ومسكت بزمام الامور وحالت دون انفلات الاوضاع الى الحرب الاهلية.
وبعد تطبيق خطة فرض القانون في شباط من العام الماضي، وما تلى ذلك من اجراءات امنية مشددة ومدروسة، وما بذله المجاهدون الامنيون المضحين بحياتهم من اجل الامن والاستقرار وحماية ابناء شعبهم.. وكذلك ما جرى من حراك سياسي عقلائي ومدرك لخطورة المرحلة.. كل هذا ادى بالنتيجة الى ان تتغير الصورة، وتنسحب شؤم الحرب الاهلية، وتتقلص عمليات القاعدة الارهابية وتهرب من المناطق (الساخنة) وتطاردها عشائر الصحوة المباركة في الانبار وصلاح الدين والموصل وديالى وشمالي الحلة، وبعد ان كانت بغداد تصبح وتمسي على الانفجارات ودويها، ساد بعون الله وبجهود المخلصين الامن والاستقرار، وانكفأ الارهابيون عى اعقابهم.انه عام، او اقل من عام، شهد فيه العراق تحولاً مذهلاً بكل الحسابات، فبعد ان كانت الغلبة والسيطرة والمبادرة بيد الارهابيين، صار الحال غير ما كان فالغلبة والنصر يلوحان اليوم، بينما يشعر المواطن العراقي بالامن والسلام.. وذلك كان حلماً قد تحقق على أرض الواقع.
https://telegram.me/buratha