المقالات

الله الله في كربلاء لا يسبقنكم بالعمل فيها غيركم

1442 14:01:00 2007-11-10

( بقلم : حسين السلامي )

كربلاء المقدسة قرة عين الناظرين..هي عروس الشيعة .. استقرار العراق من استقرارها .. مدينة يزورها الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين.. تهوى إليها قلوب عشاق الشهادة والحياة الكريمة من كل بلدان العالم ...تزدهر المدن المقدسة في كل بقاع الأرض بسبب اهتمام تلك الدول بالسياحة والحضارة وهناك دول قوية باقتصادها وهي لا تملك إلا السياحة وعندها مراكز تجارية ومنتجعات سياحية تستقطب السائحين لها وعلى مدار السنة، فكيف بك يا كربلاء المقدسة وقد جمعت كل شيء والكل يعرف قداستك وأهميتك؟! لله درك يا كربلاء وأنت تنجبين القادة وتفتقدين إلى أبسط مقومات الحضارة!! درسوا بمدارسك ورأوا بأعينهم كيف تهوى إليك أفئدة الملايين من المسلمين.

ارض كربلاء المقدسة تفاخرت على ارض الكعبة والمدينة المنورة بالأفضلية والشرفية، فاليوم نرى مكة المكرمة والمدينة المنورة مدن مقدسة في دولة نفطية وحكامها وهابيون ولكنها تعتني بإعمارهما باعتبارهما من الروافد الاقتصادية والسياحية المهمة، كذلك مصر تعتني بالأهرامات وتعتبرها مصدرا سياحيا وغيرها من البلدان العربية والدول الغربية جل اهتمامهم بتطوير المدن السياحية أيضا. فما بالكم بكربلاء لله درك يا كربلاء..ألا تعلمون يا أبناء كربلاء إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام لولاها لما صار لنا تاريخ ناصع.. ولو كربلاء لما تألق نجم دعبل والفرزدق وابن الحسن الهيثم والرازي وجابر بن حيان وغيرهم من فحول التاريخ، ولم تنجح العديد من الثورات في العالم الاسلامي ولما اطيح بالكثير من الطغاة وكان أولهم آل أبي سفيان بعد انتصار الدم على السيف في معركة الطف، ولم يكن آخرهم تزلزل عرش المقبور صدام في انتفاضة شعبان 1411هـ وهكذا انتصار ثورة الهنود على البريطانيين وغيرهم الكثير.

إذن لهذه المدينة فضل على العالم بأسره،الم يعلموا بان الإمام الحسين (عليه السلام) مدرسة الحياة الكريمة وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق، فاقتدت به عليه السلام أمم وأشخاص، وتناول الكثير من العلماء والباحثين في رسائلهم العلمية تحليل ثورته المباركة، وهكذا أصبحت كربلاء عالمية، فثورته عليه السلام هي التي جعلتها تدوم إلى الآن في ضمائر الناس ومشاعرهم وعقولهم، تغذيه بالقيم التي تنقل الإنسان من صنم الذات إلى محراب العمل العام من أجل الجماعة، من أجل سلامتها، وكرامتها، ومستقبلها على هدي ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله وسلم) (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) .

هناك مسالة أخرى نطرحها أمام المسؤولين من أبناء كربلاء بصورة خاصة والحكومة بصورة عامة، إن النفط العراقي يصدر إلى الخارج من خلال أنابيب نقل النفط من المنافذ السعودية والتركية والسورية وهذه الدول في أية لحظة ممكن أن تمنع تتدفق نفطنا من خلال حدودها فما موقفكم حينئذ؟! بينما المراكز الدينية والسياحية أمرها بيد الدولة وممكن أن نستفيد منها كنفط دائم لا ينضب.

لو تمعن هؤلاء المسؤولون بفكر وحضارة الإمام الحسين عليه السلام لأقاموا معاهد وجامعات لتدريس فكر الإمام الحسين عليه السلام، ولأضحت كربلاء مركزا للإشعاع الفكري والعقائدي في العالم، إضافة إلى أن الإهتمام بها عمرانيا يدر علينا خبرات علمية وسيولة نقدية، فان الدكتور النفساني إذا أراد شهادة دكتوراه بعلم النفس فإنه يستطيع إن يأخذ أي نموذج من شهداء الطف ليقدم به أرقى رسالة علمية باختصاصه، وهكذا إذا أقامت الحكومة مراكز دراسات استراتيجية في كربلاء المقدسة في كل فروع الحياة سيرقى العراق إلى مصاف الدول المتطورة وسينتعش الإقتصاد ويرفل الشعب في بحبوحة من العيش الرغيد.

تخضع كربلاء دائما لجور السلاطين الظلمة بسبب وجود قاهر جبروتهم الإمام الحسين عليه السلام فيها ولكنها تنتصر عليهم دائماً ويذهبون إلى مزبلة التاريخ وتبقى كربلاء المقدسة شامخة بشموخ ثورة الإمام. يا أبناء كربلاء الشرفاء من المسؤولين هذا نداءها لكم.. عمروا كربلاء فسيأتي عليكم يوم تعضون على أصابعكم ندما وحين لات مندم، الم تطرق مسامعكم قصة رسول قيصر عندما سمع باستشهاد الإمام الحسين على يد الطاغية يزيد وهو في مجلسه عند دخول سبايا آل محمد قصره وعرف ان هولاء السبايا هم من بيت الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم عندئذ قال رسول قيصر الروم: سود الله وجهك يا يزيد أتقتل ابن بنت نبيك، لو كان لعيسى عليه السلام ولدا لجعلناه في حدقات عيوننا، فعندنا اثر لحافر بغلة عيسى فأقمنا عليه ديرا ونتبرك به ونزوره!!! وانتم يا أبناء كربلاء يا من تصدرتم مركز القرار متى تنتبهوا لمدينتكم المقدسة؟!!! وهي تحمل بين ثناياها أغلى درة في الوجود!!! فمتى تنتبهون يا من تنتسبون إلى الإمام وانتم عنه مقصرون وعن ثورته وأهدافه متقاعسون.في القريب العاجل ستطل علينا الشخصيات المتأثرة والمهتدية بشخص الإمام الحسين عليه السلام وبثورته لتزور ثرى هذا القائد الثائر الذي بدمه خط أحلى ترنيمة لعشاق الثورة والتحررية وجعل الألباب تنبهر من ديمومة تاريخ هذه المعركة بالرغم من قصرها وقلة شهدائها... لقد بقت منهلا يغترف منه كل عطشان ليتعلم كيف يكون حرا وسيجدوا المدينة التي احتضنت هذا السبط ابن بنت النبي صلى الله عليه واله وسلم بهذه الحالة المزرية، وعتبنا أيضا على كل الوفود الرسمية العراقية الشيعية والسنية والكردية التي تأتي لزيارتها لِمَ لمْ تنتبه وتشمر سواعدها لتعمير هذه المدينة المقدسة وغيرها؟!!!

فضلاً عن أنكم لم تذهبوا لزيارة بقية محافظات العراق بل فقط تزورون كربلاء المقدسة بالرغم من أن لتلك المحافظات حقا عليكم، لم نسمع يوما أن رئيس الجمهورية قام بزيارة تفقدية للناصرية والاهوار وميسان وغيرها من محافظات العراق الحبيب من جنوبه لشماله، ولولا أبناء الناصرية لما صرت رئيسا للجمهورية وبنفس الوقت لولا أهل الشمال لما أصبح دولة رئيس الوزراء المالكي رئيساً للوزراء، ولولا أهالي الشمال والجنوب لما أصبح محمود المشهداني رئيس النواب والدكتور الدليمي متحدثاً باسم السنة!!

إن زيارتكم يا سادتي الوزراء المخلصين الذين يودون العمل فعلا لخدمة المواطن ستؤدي لتقليل استشراء الفساد الإداري والمالي في وزاراتكم لأنكم ستعرفون الحقائق عن كثب دون المرور بفلتر مستشاريكم وابتعادكم يفعل العكس. ان مدن العراق تناديك يا مام جلال ويا رئيس الوزراء وبقية الوزراء... زورها وتفقدوا أحوال مواطنيها فسيأتي اليوم الذي يلعنكم فيه التاريخ لو أنكم لم تؤدوا ما وجب عليكم تأديته كلا من موقعه، فهذا الكلام موجه بصورة أولى لكم يا حكومة كربلاء المقدسة المحلية فانتم من انتخبكم أهاليها ولكن نرى أن مجلس محافظتها هو الوحيد من مجالس المحافظات الذي خرج من أعضاءه إرهابيون عاثوا فسادا بها وانتهكوا حرمة المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ومن أعضاء هذا المجلس الموقر من زور شهادته ليجلس في موقع هو ليس كفؤا له، وكل من تبوأ مركزا قياديا ولم يؤدي حقه فإذا أهين فلا يلومن إلا نفسه. نريدها مثل ما إرادتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف حكومة سيادة القانون وتنفيذ الخدمات، لله درك يا كربلاء.

إن ما حصل في كربلاء المقدسة في شعبان هذا العام 1428هـ أقرح قلوب المؤمنين وعكر صفو الزيارة المباركة التي ينتظرها الشيعة من العام إلى العام، إن ما حصل بعد الإحداث كان خيرا لأهل كربلاء (رب ضارة نافعة) بعد أن تصدرت بقية المحافظات في عمليات الاغتيال حيث بلغت عملياتهم الإجرامية أكثر من 200 عملية قتل عبثي بحق الأبرياء، بيد أن المحافظة وبعيد الأحداث الشعبانية لحد الآن لم تشهد أية عملية اغتيال، ويرجع الفضل إلى تحرك القوى الأمنية ويقظة الجماهير وعملهما الدؤوب بكل حرفية لاجتثاث جذور الإرهاب من المدينة المقدسة، وأيضا أصبحت المشتقات النفطية في متناول يد المواطن بعدما كانوا يقفون طوابيرا طويلة، حتى الفقراء بدأوا يحصلون على مساعدات الهلال الأحمر بعد تلك الإحداث بسبب إن بعض أعضاء المجلس الموقر يحصل كلا منهم على مئات الحصص من هذه المساعدات لتوزيعها على من سينتخبونهم لاحقاً!!!.

يا حكومتنا المركزية والمحلية اتعضوا فان الإمام الحسين عليه السلام سفينة النجاة، فعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ( مكتوب في ساق العرش الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ) و ( حسين مني وإنا من حسين ).يا حكومتنا المركزية والمحلية فليكن هدفكم وشعاركم لمدينة الإمام الحسين عليه السلام قبلة الشهادة ومحراب العبادة ومنهاج العمل.قري عينا يا مدينة الحسين فنحن عيون ساهرة على أهدافك ورسالتك وثورتك الإسلامية العملاقة، ونحن يا أبا عبد الله على دربك سائرون نأخذ منك الدروس والعبر، ونغترف من معينك الذي لا ينضب دروس الجهاد والكفاح والإباء والشموخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك