المقالات

التسوية التأريخية : لا تقل «آه» ..!

2165 2016-11-09

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com       منذ أن تحول البعث الى حطام في 2003؛ لم يتوقف البعث عن دأبه للقيام، وهو قيام يعني إعادة المعادلة القديمة؛ في هيمنة فئة محددة على مقدّرات العراق وطنا وشعبا، والتحكم بمصيره السياسي والاجتماعي.       هذا الدأب المحموم؛ يواجه ومنذ أربعة عشر عاما، بمقاومة باسلة من الشعب العراقي، بيد أن ساسة العراق، وبالأخص أصحاب النوايا الطيبة منهم، يرون أن واقعنا العبثي لا يمكن الخروج منه، إلا بتسوية تأريخية، سيكون البعثيون جزءا منها، وإن لم يسموا صراحة بأسمهم الكريه المعروف.       الحقيقة المرة التي لا يمكن القفز على صحتها وواقعيتها، هي أن طيفا واسعا من “الآخر”، الذي يهتم الذين يتبنون قصة “التسوية التأريخية”، بقضية التفاهم معه، لا يتبنى أو يهتم بهذه التسوية، ويعود ذلك لأسباب تاريخية وقيمية في آن واحد، فهو قد تربى على أن يكون “سيدا” على بقية العراقيين، وهو لا يستطيع مغادرة هذا التفكير قط، لأنه تفكير راسخ في وجدانه، وتبدو محاولة تغيير هذا التفكير ضرب من العبث، ونفخ في قربة مثقوبة.       في ستينيات القرن الفائت؛ وصل البعث الدموي إلى السلطة، مستغلا حالة الفوضى وغياب القانون، التي سادت العراق في أيام تكوّن الجمهورية الفتية، وإستغل في تحقيق ذلك ضغط المحيط العروبي؛ الذي أدى بالعراق إلى انقسام طائفي وقومي، والآن يحاول البعث دفع جهات داخل العملية السياسية، تربطه بها علاقات تواشج، لا يمكن أنكارها أو التغافل عنها، لخلق موجة جديدة من الصراعات الطائفية والعرقية والقومية التفتيتية.       البعث لا يؤمن بمبدأ المشاركة أساسا، لذلك فأن رفض الشّعب، حتى لفكرة فسح المجال لهذا الحزب الإرهابي الإجرامي، بالعودة إلى الحياة السياسية كحزب قانوني معترف به، تحت أي عنوان أو وسيلة، يعد أمرا لا يمكن القفز عليه بأي طريق..      يزداد أمل البعث في الوصول مرة أخرى للحكم، كلما ضعف الحس الوطني العراقي، و أذا كنا قد شخصنا أسلوب البعث لتداول السلطة عبر الآليات التي أشرنا لها، فالرأي العام العراقي يريد لذلك العهد البائس المظلم أن لا يعود، وإذا لم يكن البعث قادرا على الاستيلاء على الحكم، عبر علنية المشاركة في العملية السياسية، فقد ركبها من خلال الجهات المشاركة في العملية السياسية، التي لا حاجة لتسميتها لأنها معروفة ومشخصة تماما.       برغم مضي أربعة عشر عاما على غيابه من واجهة المشهد العراقي، إلا أن البعث ما يزال يشكل الخطر الأساس في هذه المرحلة؛ لأن البعث الدموي يمكن له على الأقل، أن يضع العصي لإرباك الوضع السياسي، وأن يحطم الاقتصاد، ويوقف عجلة التطور، وقد أكدت وقائع الأيام، أن القاعدة وداعش وباقي التشكيلات الأرهابية، كلها صناعته التي أحترفها بأمتياز والتي أعد لها منذ أمد طويل..       كلام قبل السلام: في هذه المرحلة على الأقل، حيث نخوض معارك تحرير الوطن، من البعث وما صنع، فإن التسوية التأريخية التي يجري الترويج لها هذه الأيام، تعني فيما تعني؛ أن يتخلى الضحايا او ممثلوهم؛ عن أن يصيحوا “آه”، لأن هذه “الآه”؛ ستكون حجر عثرة، في طريق تحقيق المصالحة الوطنية، هذا المسمى الهلامي، الذي يفتقد لتوصيف ذي معنى مفهوم.     سلام..  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك