المقالات

بين الطف والحشد، حكاية ساتر

2419 2016-11-09

محمد الشذر
العشرون من صفر من كل عام هجري، ذكرى اربعينة سبط الرسول الاكرم محمد بن عبد الل..(ص)، الحسين بن علي بن ابي طالب"ع"، وهو اليوم الذي اُعيدت به الرؤس الطاهرة الى الاجساد المطهرة، بعد ان قُطعت عنها في ابشع جريمة حلت على البشرية، في واقعة الطف بين النواويس وكربلاء.

يبدأ العد التنازلي في كل عام قبل خمسة عشر يوما او اكثر، بتوافد الزائرين نحو تلك البقعة الحسينية، لتجديد العهد والوفاء لأصحاب الطف، وهم يرددون "ياليتنا كنا معكم"، 
طبيعة المجتمع البشري المائل لحب الحياة، والتمتع بها، وطلب الزيادة في العمر، ولو زاده الل.. في عمره لقال هلا من مزيد! ترفض هذا التمني فيما لو تجرد الانسان من مشاعره، حين يقع في مقصلة الخوف، وكان البعض يشكل ويكاد يجزم بأن الحسين سيبقى بلا ناصر او معين، لو كان في زماننا هذا، وستعاد الاحداث نفسها.

المذهب الذي ذهب اليه هؤلاء في تفسيراتهم، لم تكاد تتعدى الاهازيج الشعرية، والنظم النثرية من بعض العقول الخاوية، والتي لم تستند في اراءها الى الدليل والمعرفة، والبعد الزمني والمستقبلي في قراءة وتحليل الامور.

خرج الحسين للأصلاح، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا شعاره الذي سطع على طول السنين، ليبقى راية خفاقة، لكل التحرر ونبذ الظلم والعبودية، والعيش السليم، دون تجاوز على الحريات والاعراف والنظم والقوانين الدينية والانسانية، وعدم الخضوع للمفسد الذي يعيث بالارض فسادا وجورا.

2014 وبعد سقوط كبريات مدن العراق، وتكرر الاعتداء على الاقليات، واغتصاب النساء، والقتل والتجريم الذي ساد المدن التي سقطت بيد التنظيم الارهابي داعش، ليقوم التنظيم بأفعال مشينة يندى لها الجبين، من اعتداء سافر على الاديان، والمعتقدات، والحضارة، والعرق، والطائفة، ولم يتوقفوا عن هذا! بل راحوا يشوهون الفكر الاسلامي، من خلال تجنيد الصبية والفتيان، وعمليات ممنهجة لغسل الادمغة والعقول، تحت ذريعة الدين الاسلامي الحنيف!، لتعاد الحقبة الاموية في فترة يزيد، والتشابه في افعاله مع افعالهم.

صرحت النجف بفتوى الجهاد الكفائي، لتهب الجموع الغفيرة وهي تلبي نداء المرجعية، والدين، للدفاع عن الوطن والعرض، والارض والمقداسات، ليذهب اصحاب "ياليتنا كنا معكم" من اقصى مدن الجنوب، الى اقصى شماله، ولا يريد من ذهابه من الحكومة جزاءا ولا شكورا، غير تلبية لنداء العقيدة والدين، ليطالب بالاصلاح، والامر بالمعروف، ليرد الظلم عن المناطق التي اغتصبت، مضحيا بالغالي والنفيس، وبدماء فتية، وبعمر الورود، فهل اثبتوا حقا نداء "ياليتنا"؟

اليوم ومع اقتراب اربعينية الحسين بن علي"ع"، وتوافد الحشود المليونية عليه، فأن هنالك حشد اخر يسطر اروع الملاحم في جهاده، في سوح الوغى والقتال، وهو يدافع عن الارض والمقدسات، ليضاهي اصحاب الحسين "ع" في فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى.

يبقى الحشد المقاتل في الطف، والحشد اليوم على سواتر القتال، حكاية كُتبت حروفها بأسم الحسين، لتطبق في زمانين، وبين هذه وتلك، حكاية ايمان وعقيدة وفداء، رفعتها سواتر القتال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك