( بقلم : ناهدة التميمي )
قبل ايام كنت اشاهد قناة العراقية وكان العميد قاسم عطا يسرد انجازات القوات الامنية البطلة وسيطرتها على اغلب الاماكن واستعدادها لدحر الارهاب رغم امكاناتها التسليحية المتواضعة .. مما راح يشيع الفرح في قلوبنا وقلوب العراقيين بعد ان جافاهم لزمن طويل وبسبب الارهاب التكفيري العرباني الطائفي الذي اخذ يذبح العراقيين الابرياء دون ذنب يذكر ... وقد نجح عطا في اشاعة نوع من الطمأنينة والشعور بالامان وهو يعدد منجزات القوات الامنية البطلة سواء من الجيش او الشرطة .. من الشيعة والسنة وكل الطيف العراقي الذي يضاهي طيف الشمس الرائع جمالا وتنوعا والوانا,, خصوصا وانه في ذلك اليوم لم تسجل اية حادثة عنف او اراقة دماء والحمد لله..ولكن ما ان قلبت القناة وبالصدفة المحضة على الشرقية والتي كنت قد قاطعت مشاهدتها منذ زمن طويل هي والمستقلة والعربية وكل اعلام قلب الحقائق العربي الطائفي الشوفيني.. حتى وجدت شرة الاخبار .. ولان الشرقية لم تجد في ذلك اليوم ضحايا او اعمال عنف ... راحت تجتر ارقام قديمة لتفجيرات واغتيالات ووفيات وجثث مجهولة الهوية عثر عليها قبل اشهر او سنة او اكثر .. وبالطبع فالشرقية لم تتطرق الى حقيقة ان هؤلاء هم ضحايا ارهاب القاعدة والبعث والتكفير العرباني السعودي الوهابي.. ولكنها ركزت على الاعداد والارقام بشكل واضح الهدف الا وهو التشويش على المواطنين البسطاء واشاعة الخوف والرعب والتذمر فيهم وتثبيط عزائمهم عن النهوض ومقارعة الارهاب وكسر الخوف والتصميم على البناء..
سؤالي الى الاستاذ سعد البزاز وانا اعرف انه شاعر واديب واعلامي بارز . مالذي يستهويك في المبالغة باخبار الخراب والموت والدماء والدمار والفوضى والخوف والحزن..؟؟؟ لماذا تتلذذ شرقيتكم باخبار الجثث مجهولة الهوية ومقطوعة الرأس وكانها اصبحت طبقها المفضل في نشرتها الجنائزية .. لماذا تركزون على مناظر الدماء والاشلاء وتبقونها طويلا على الشاشة...؟؟؟ وانت شاعر والمعروف ان الشاعر ذو نفس شاعرية انسانية حالمة دافئة تفيض بالحب والوجدان والتسامح والقيم والبناء والنهوض بواقع الناس وانتشالهم من الاضطراب الى جادة الضوء والنور... انت شاعر وانا اعرف ان الشاعر يحب السلام ويكره رؤية الدماء والاشلاء ويحب ان يرى بلاده وقد فرشت بالورود وعبدت بالسلام واضيئت بالمحبة ... فاين انت واعلامك من كل هذا يا استاذ سعد البزاز ... ياشاعر ويااعلامي ويا اديب...!!!!
https://telegram.me/buratha