المقالات

الشعائر الحسينية عنوان مظلومية الشيعة|| عمار العامري

1356 2016-10-12

  عمار العامري    إن أهم ما يجسد وجود الحق والدفاع عنه بوجه الظلم والظالمين؛ هو وجود الذائدين عنه, وبكل أوجه الدفاع السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية, حتى تصل أحياناً لسفك الدماء وإزهاق الأنفس, وتقديم اعز ما يملك الإنسان, من اجل إحقاق الحق وأعلاه كلمته.
   لذا بات إلزاماً على المؤمنين بالقضية الحسينية, التمسك بإحياء الشعائر وإقامتها في عاشوراء الحسين "ع", ليس كونها تعد ممارسات شكلية لتأدية فروض معينة, بقدر أن الشعائر طقوس سنوية يراد منها إعلان أحقية أهل البيت "ع", والدفاع عن أهداف ثوراتهم حتى تحقيق ذلك: "يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا".
   وأيضا فيها تصديق لمقولة الإمام الحسين بكربلاء "ع": "إلا من ناصر ينصرني" وبما أن أهل البيت "ع" هم حملة الرسالة السماوية في هداية البشر, فإن إحياء الشعائر تظهر فيه النصرة وأعلا الحق, وتنفيذ لشعائره تعالى, التي ورد ذكرها في القران الكريم: "ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".
   وعليه لابد للمؤمنين بقضية الانتظار من الاطمئنان لما نقوم فيه من ممارسة الشعائر الحسينية, على أنها تعظيم للشعائر والطقوس الإلهية, ومن هذا المنطلق يعتقد المنتظرين لظهور الإمام المهدي المنتظر "عج" إن إحياء الشعائر هو تعظيم لأمر الله الوارد في أية التعظيم: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".
   وكذا الإخلاص في نية الإحياء للشعائر يدخل في مورد تقوى القلب, واطمئنان لصحتها, وإظهار للسنن الإلهية في نصرة الحق والدفاع عنه, بوجه الظلم والظالمين, الذين شاعوا الفساد في البر والبحر, لذا كان إلزامناً على من يشعر بأن نصرة الحق لا تكتمل في الأرض, وترفع راية الحق إلا على يد ناصرها.
   لذا وجب تعظيم الشعائر الحسينية وإحيائها, بما يتناسب وحجم الظلم الذي لحق بأهل بيت العصمة "ع", وبقدر ما يستطيع الإنسان تقديمه لنصرة إمام زمانه, والتمهيد لنهضته لإنقاذ الإنسانية من هيمنة أهل الباطل, وسطوة الظلم والظالمين, كون الشعائر الحسينية ليس فقط وسيلة لتحقيق موارد الحق, وإنما اعتبارها هوية بارزة لأهل الانتظار.
   وعليه فأن قضية الإمام الحسين"ع"؛ وثورته لإصلاح الأمة لم تكتمل في تحقيق كل أهدافها, وإنما الإرادة الإلهية جعلت التحقيق والانتصار لا يكتمل إلا على يد الإمام المنتظر, وهكذا تعد الشعائر الحسينية هوية للمنتظرين لنصرة صاحب الأمر"عج", وتحقيق لأهداف الثورة الحسينية.

alsamawacom@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك