المقالات

الذين تخصصوا في ركم أسباب الخلاف..!|| قاسم العجرش

2859 2016-10-09

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

مضت على إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، 1377 هجرية سنة بالتمام والكمال، ولم تمض عدة سنوات على واقعة قتله هو وآل بيته وأصحابه، عدة سنوات لا يتجاوزن العشر، إلا وجميع الذين وقفوا بالجبهة المقابلة لسيد الشهداء، قد قُتلوا عن بكرة أبيهم! لكن ومع مرور هذه السنوات الطوال، فإن معركة الطف ماتزال محتدم إوارها، وما يزال طرفاها يقفان متقابلين، صفوفا متراصة، وعلى نفس أرض المعركة كمركز، وإن أتخذت بالإتساع خلال السنوات العشرين الأخيرة؛ لتصل مساحة المعركة الى اليمن جنوبا، والى نيجيريا غربا، والى افغانستان شرقا،؛ أما شمالا فألى قلب اوربأ!

الحسين عليه السلام قُتل سنة 61 هجرية؛ ولكنه ما يزال يقتل كل يوم، والقاتل الذي فنى بعد عشر سنين، من مقتل الحسين عليه السلام، ما يزال ممتشقا حسامه، وهو يقول لا أله إلا الله محمد رسول الله، وهذه راية مملكة الشر السعودي، مصداق حي لما نقول!

حينما قُتل الحسين عليه السلام، تقول الروايات أن فمه كان يقرأ القرآن، برغم أن رأسه الشريف كان مفصولا عن الجسد الطاهر، القاتل الذي قتل الإمام آنذاك، كان قد صلى فجر العاشر من محرم الحرام، وصلى ظهيرته، وفي الركعة الأخيرة من كل صلاة من صلواته، كان يقول: أللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على أبراهيم وآل أبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وما يزال يكرر ذلك الى يومنا هذا، لكنه يعيد أرتكاب جريمته كل يوم، وبذات الدم البارد، الذي أرتكب فيه جريمته، ظهيرة العاشر من محرم قبل 1377 عاما.

في ظهيرة العاشر من محرم قبل 1377 عاما، كانت سنابك الخيل تدوس صدر ابي الأحرار عليه السلام، وكان "الفرسان" يصيحون "الله أكبر" كما يصيحون اليوم، فهم يكبرون بإسمه تعالى، عندما يفجرون أنفسهم بين أتباع الحسين عليه السلام، وهنا يكمن سر بقاء قضية الحسين جذوة متقدة.

مقتل الحسين عليه السلام يتكرر كل يوم، لأن أبناء قاتليه وأحفادهم، ومعتنقو العقيدة المخالفة، لما جاء به رسولنا الأكرم، وما صدع به آل بيت النبوة صلواته تعالى عليهم اجمعين، تفننوا في بناء كثير من الجدران العالية، وقليل من الجسور، وتخصصوا في ركم أسباب الخلاف، وحولوه الى إختلاف عميق، لا سيما أنهم دائبو الإفتخار بما صنع آبائهم!

كلام قبل السلام: الحقيقة أن الإختلاف باق ما بقي الليل والنهار، وأن لا سبيل الى حله، لأنه لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها، تلك العقلية التي تقول : في معركة كربلاء؛ جاء سيدُنا الشمر بن ذي الجوشن (رضيَ الله عنه) فـقطع رأسَ سيدنا الحسين (رضيَ الله عنه) بأمر سيدُنا عمرُ بن سعد بن أبي وقاص (رضيَ الله عنه) الذي كان القائد العسكري لجيش يزيد (رضيَ الله عنه)..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك