( بقلم : المهندس محمد علي الاعرجي )
استوقفني برنامج عرض من على شاشة قناة (الجزيرة مباشر) يوم الاثنين المصادف 21/5/2007 ظهر فيه( الدكتور) عزمي بشارة أو النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي أو الرئيس الفلسطيني المرتقب على ما يبدو!كان هذا المسمى دكتورا يتحدث إلى جمع من الحاضرين في العاصمة اليمنية صنعاء خلال مهرجان الأيام الفلسطينية التي لا تنتهي ... وكلامه كان مملا ومكررا لمواضيع قديمة أكل الدهر عليها وشرب ولم تعد تحضا بالقبول لدى المتلقي العربي والأجنبي خصوصا بعد معاهدات الاستسلام مع إسرائيل وكثرة اللاهثين وراءها .الا ان ما أثار حفيظتي هو عندما بدأ هذا ألعزمي يتناول الوضع الجديد في العراق أمام ذلك الجمهور النائم بعد ليلة طويلة مع القات.
فبدأ هذا العميل والذي تخلى فجأة عن طاقيته اليهودية ولبس اليشماغ الفلسطيني، بالانتقاص من الحكومة العراقية الجديدة ناعتا إياها بالعمالة للمحتل دون ان ينسى تجريد الأغلبية العربية في العراق من عروبتهم واعتبارهم ميليشيات تابعة للحكومة تذبح المقاومين والشرفاء من أبناء العراق وبضمنهم الأقلية الفلسطينية اللاجئة في العراق طبعا ! والسبب في كل كلامه غير المنضبط هذا هو تفريطنا بالقائد القومي البطل (صدام) على حد تعبيره .لا أريد أن أتطرق هنا إلى موضوع قومية أو بطولة صدام، لان القاصي والداني علم بان صدام جبان ترك ساحة المعركة وأطال لحيته وسكن في جحر تحت الأرض .
وبالنسبة لقومية صدام العروبية فهي موضع سخرية واستهجان لان كل أفعال صدام بما فيها حروبه الخاسرة مع جيرانه العرب وغيرهم أقحمت الأمة العربية في ويلات ونزاعات وهدر للثروات أضرت بالفلسطينيين أولا قبل غيرهم . ولا نريد ان نفصل شخصية هذا الدجال عن غيره من الكثير من قيادات وأفراد المنظمات الفلسطينية، فجميعهم من هذا الطراز وبمستويات مختلفة فهم غالبا ما يتنكرون للآخرين الذين قدموا لهم الدعم والإيواء ويصبحوا في الجهة الأخرى المضادة حسب المبلغ والامتيازات الممنوحة لهم . والأدلة على ذلك كثيرة، فأحداث أيلول الأسود في الأردن خلال السبعينات وموقف الجالية الفلسطينية في الكويت التي أنظَمت إلى مرتزقة صدام بعد احتلال الإمارة عام 1990 وراحت تنهب الممتلكات وتشارك قوات صدام بقتل وملاحقة الكويتيين الرافضين للاحتلال العراقي .
كما شاركت تلك الجماعات الناكرة للجميل فلول صدام الهاربة من الكويت في قمع انتفاضة آذار عام 1991 التي اندلعت في عموم العراق وكادت ان تسقط النظام الفاشي منذ ذلك الوقت لولا الدعم الأمريكي لذلك النظام اللعين وبإيحاء من مملكة البدو السعودية.
ولم يكتفي هؤلاء المرتزقة بذلك بل استغلوا الوضع الأمني المتردي بعد سقوط نظام الطغاة عام 2003 في العراق وراحوا ينظمون إلى الجماعات الإرهابية التي اجتاحت حدودنا من دول الجوار العربي مع الأسف وتحت عنوان مقاومة المحتل لتبدأ حملة عنف واسعة ضد كل ما هو عراقي وبدون استثناء مستفيدين من بعض المناطق التي ينشط فيها ازلام صدام بما فيها المناطق التي تأوي اللاجئين الفلسطينيين في بغداد، حيث ظهرت مؤشرات كثيرة على تورط تلك الجالية بأعمال عنف وأدلى المتورطون باعترافاتهم أمام التلفزيون .
أما موقف أدعياء المقاومة الفلسطينية مثل حماس وآخرين من إعدام الطاغية صدام فكان مثيرا للنقمة العراقية، وقد يكون بعض الأذى الذي تعرضت له الجالية الفلسطينية في العراق جاء على خلفية موقف حركة حماس غير المسئول هذا، وإلا لو كان القيمون على تلك الحركة يمتلكون ذرة من الحياء والإنسانية لما وقفوا مثل ذلك الموقف المشين والمناقض لرأي الأغلبية المقهورة في العراق والتي عانت كثيرا من قمع واضطهاد النظام ألصدامي، إلى حد الحرمان من حق التملك والسكن في العاصمة بغداد في حين يسكن الفلسطيني وسط بغداد !
وأخيرا وليس آخرا هو ما جرى في مخيم نهر البارد في لبنان بعدما قامت مجموعة فلسطينية مسلحة ومجندة من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي وممولة من مملكة البدو كما تشير بعض الأدلة المسرَبة، بأعمال عنف ضد قوات الجيش اللبناني كان الهدف منها هو جر الشارع اللبناني إلى حرب طائفية أهلية لا تبقي ولا تذر وكذلك لعدم إعطاء المقاومة اللبنانية الفرصة للاستفادة من النصر الأسطوري الذي حققته على العدو الإسرائيلي خلال حرب تموز عام 2006 .
بعد كل ما استعرضناه من حقنا أن نسال عن السبب الذي يدعو الشخصية الفلسطينية لمثل تلك التصرفات ونكرانها للجميل، فهل هو الشعور بالغيرة والحسد المصحوب بالمرارة نتيجة التهجير ومعاناة اللجوء أم هو أمر وراثي يطغى على النفوس الفلسطينية، ولعل ما دار من أعمال عنف بين فصائل حماس وفتح على اثر غياب السلطة الفلسطينية وتقاسم المنافع والصلاحيات بين رموز السلطة الفلسطينية القدماء المرتبطين بالحكومة الإسرائيلية كأبو مازن ودحلان وعريقات وبين رموز حماس المندفعين والرافضين لكل المعاهدات السابقة مع اليهود، حيث شاهد العالم كيف يقوم الفلسطينيون بحرق وتخريب الممتلكات العامة والتي قامت ببنائها لهم دول العام المتبرعة !وقد يكون الاحتلال وما تبعه من ممارسات قمعية على مر الفترة الزمنية منذ وعد بلفور المشئوم وحتى الوقت الحاضر هو الذي طبع الشخصية الفلسطينية بطابع العنف هذا واوجد حالة عدم الاستقرار والتأهب للرحيل في أي وقت لدى الفرد الفلسطيني، وهو بهذا الوضع يكون غير مستعد للبناء والإقامة بل وحتى المحافظة على ما يبنيه .وبكل الأحوال فان الشخصية الفلسطينية تحتاج إلى من يدرسها ويقدم لها العلاج عسى أن تشفى مما حل بها من أدران وعقد نفسية لتصبح مسالمة وتتعايش بمحبة ودون انتقام مع محيطها العربي الذي توزعت على مجمل خارطته بفضل معاهدات الاستسلام وتصديق الوعود اليهودية التي هي ليست أكثر من سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء .
وليترك الفلسطينيون الآخرين وشانهم، فاليوم لكل بلد شأن يعنيه ما دام الاحتلال موجود ويرفع رايته في عواصم القرار العربي، ولم تعد شعارات القومية العربية والوحدة من المحيط إلى الخليج تجد من يسمعها اليوم فقد حل محلها التمييز الطائفي والعرقي التي يدعو لها نفس الذين تبنوا الشعارات السابقة ولم يطبقوها على أنفسهم، وكانت النتيجة ضياع فلسطين ومأساة لبنان ... والعراق الذي كاد أن يزول من الخريطة بسبب عنتريات زعيم الفلسطينيين صدام الذي انبثقت عقليته المريضة بفكرة تحرير فلسطين عن طريق احتلال الكويت فكانت النتيجة تحرير الكويت وتدمير العراق واحتلاله ونسيان القضية الفلسطينية .
ولعزمي بشارة نقول (البعير إذا نظر إلى حدبته انكسرت رقبته ) أو إذا لم تفهم نقول كما قال شاعرنا طيب الذكر المتنبي (وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فتلك الشهادة لي باني كامل )، وعليك يانكرة الرجال أن تتخلى عن جنسيتك اليهودية وتعتذر لشعبك قبل أن تتطاول على تاج راسك العراقيين وعندها فقط يمكن أن تجد بعض السذج ممن ينصت لكلام صادر من منافق وعميل مثلك .
وللجالية الفلسطينية في العراق نقول عليكم أن تتحلوا بروح المواطنة وتعيشوا الأخوة مع كل مكونات الشعب العربي وانسوا صدام وشعاراته المريضة فقد تاجر بقضيتكم من اجل إشباع حب العظمة لديه ليس إلا، واتركوا المقاومة لأهل البلد فهم أدرى بطرقها وأساليبها، وسيأتي اليوم الذي يتحرر فيه العراق وترحل عنه قوات الاحتلال التي جاءت بسبب رعونة زعيمكم القومي ومهاتراته وعدم احترامه لتربة هذا البلد التي دنست ومقدساته التي انتهكت من قبل جماعات البربر الوافدة من بلدان العرب التي تفتخر بان لها معاهدة سلام مع اليهود ولا يخجل قادتها من شعوبهم ولا يشعرون بأي حرج وهم يقبلون ويحتضنون أبناء العم سام أمام الشاشات ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
https://telegram.me/buratha