المقالات

وطنية طارق الهاشمي!!


( بقلم : احمد علوان )

تعودنا من بعض السياسيين العراقيين الذين تحلوا بالمكر والخداع الصدامي، نجاحهم المفرط باستغلال الفرص خصوصا اذا توفرت لها الاجواء العامة بعض فرص النجاح. كلنا نريد الاستقرار والامان ، ونريد من مؤسسات الدولة والحكومة العمل على تزويد المواطن بالخدمات الصحية والامنية والاجتماعية والماء والكهرباء لانها احد اسباب حياتها. وشعب العراق يساند هذا المسعى ويريد بلدا مستقرا آمنا يسود طوائفة واديانه وقومياته الوئام والسلام .

 ومن هنا كانت فرحة الشعب العراقي وحكومته بما حققه ابطال الكرة من تحقيق النصر الرياضي في دورة امم اسيا ، عندما لعب الجميع بروح الفريق الواحد وعندما وضع نصب عينيه ان الهدف هو ادخال السرور الى قلب مواطنيهم الذين عانوا الظلم من الاضطهاد في الماضي والحاضر ، ويتطلع مع مشجعيه الى يوم يسود فيه الامن والسلام ويحلم الفريق بعودة العراق الى استقلاليته في المواقف والتخطيط والتنفيذ ، ويحلم بغد جديد يبني فيه عراق الحضارة يعود فيه الى موقعه الطبيعي والريادي بين الامم ، عراق القانون والديمقراطية. ولكن ظهر لنا بان هذا الحلم لا يراود الجميع ، ففي يوم الفرحة لابد من ان ينكأ اعداء الشعب الجرح الذي لم يلتئم ، ولابد من ان تعيد المواطن الى واقعه المؤلم فورا ، فما كان الاعلان عن انسحاب جبهة وخروج اخرى واعتكاف ثالثة الا دليلا على مقدار البعد عن آمال وطموحات الشعب والتحلي بضيق الافق ، خصوصا عندما تضع لها اهدافا بمعزل عن الشعب وتفكر في الحصول على مكاسب سريعة وفي اسبوع واحد .

وماحصل حينها من انفجارات في المنصور والكرادة الا رسائل ضاغطة يطلقها الفرقاء عند حضورهم اللقاءات الودية والزيارات الحميمة ، ولابد من اضاحي تذبحها انفجارات دموية ، تتصاعد وتيرتها لغاية ومضمون واضح ، كرساله بان خيوط اللعبة بايدينا ولابد لكم من الرضوخ لمطالبنا والا فالفشل مصيركم ومصير العملية السياسية برمتها .. ولكن من هم المعنيون بالتهديد؟ ، الحكومة ام قوات الاحتلال ام الشعب؟!. القتل اصاب الشعب ولم يفرق بين طوائفه وقومياته واديانه، وبغياب الاعلام الفعال والواعي ، وبغياب صوت الحق الذي علا عليه قوة الارهاب والانانية والاجرام ، لم تتمكن الحكومة او الفرقاء من وضع حد لمساحة حرية الراي الفوضوية العريضة التي تحلى بها الارهابيون والمجرمون ، وكان بالامكان الرد على جميع النقاط الواردة في مطاليب الجبهة بصوت الحق وبصيحات ضمير المواطن ، فهي باطلة ولايغطي عليها الزيارات الودية او اللقاءات الحميمة. فدماء ابنائنا برقابهم وتهجير اخواننا بمسؤولياتهم والاجرام الارهابي ينمو برعايتهم ، في الماضي والحاضر. نعم ان هذا الحضور القوي للباطل ساعد على انتشار الظلم والاجرام والفساد الاداري والمالي ووفر الغطاء لجميع قوى الباطل في الداخل والخارج للعمل على تخريب العراق ، في ظل غياب العقل وضعف سلطة القانون .

نعم اصبح المنطق يقول هجروني فيجب ان اهجرهم ، قتلوني فيجب ان اقتلهم ، وهكذا . كانت البداية في الفلوجة عندما احتضنت البعثيين والقتلة من القاعدة وكان سلخ جلود العمال المساكين وسحلهم في الشوارع باسم الدين والجهاد . كانت البداية عندما سكت الشرفاء ولم يعبروا عن مشاعرهم ومواقفهم . نعم ، على الحكومة وبمساعدة مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية ومنظمات المجتمع المدني بان تهتم جديا بتسلم ملف المعتقلين خصوصا اذا علمنا بان بعض المجرمين يطلق سراحهم عدة مرات ويهرب عدة مرات كالارهابي احمد دباش وهو احد الازلام العاملين في جهاز المخابرات السابق، فلماذا لا يطبق عليه القانون ويعدم بجرائمه التي اقترفها بيديه ، لماذا لا يصبح غيره كاسعد الهاشمي تحت طائلة القانون ، والدليمي وظافر العاني لايحاسبون على قتلهم وتهجيرهم للابرياء في حي العدل فنجد منقذ ابن الدليمي يُهرَب خارج العراق ، وظافر يُسكت على جرائمه . وايهم السامرائي ومحسن شلاش لماذا لا يكشف عن شركاءهما في تعذيب العراقيين لمدة اربع سنوات بدون كهرباء وكانت مكافئتهما الهرب تحت ظل الجنسيات والجوازات المتعددة وبحماية الاصدقاء والخلان. تعدي واضح على القانون ومحاصصة وتوافق وفساد اداري ومالي رفيع المستوى واختراق امني ، يرعاه من يشارك في السلطة والحكم ، فيحق لنا ان نتساءل اذن في ظل هذه الظروف ماذا نريد من حكومة لا هيبة لها ولا سلطان ، فكيف ستحقق العدل والامن ان كان راعي الارهاب منطلق في الغي والعمى ، مستخدما سلطة الدولة وسياراتها واسلحتها . لاحماية لخائن ولا حصانة لمجرم لنرفع هذا الشعار ولنكشف الحقائق ولنعمم هذه الرسالة ! مم تخاف الحكومة او مجلس النواب وهم أتوا بعملية دستورية انتخابية جماهيرية ! اجهروا بما تعلمون وبما تعرفون وليطلع الشعب على الحقائق فمن يمتلكها يمتلك القوة. كفى استهانة بحقوق الشعب ودمه وعواطفه ، فما سيحصل ليس أسوء مما حصل! لقد سمعت عن احدى هذه المطالب ومنها ان تذكر الدول العربية بخير لماذا ؟

لقد وضح لكل ذي عينين ان معسكرات التدريب والاسلحة والاموال تاتي من جميع دول الجوار بدون استثناء ولكنني اعتقد بان الدول التي تريدنا (جبهة البعث الحديث) ان نحترمها وان نذكرها بخير هي السعودية بالدرجة الاولى ومن ثم الامارات العربية وبعدها بالدرجة الثالثة الاردن لان الاولى ضخت الاموال والثانية جندت الاعلام والثالثة رعت المؤتمرات والندوات ، جميع هذه الاصنام ساهمت في كل امر يدعو الى ترسيخ اعادة الحزب الصدامي الى الواجهة السياسية وبذلك فرض علينا الهاشمي وجوب ذكرها بخير . وهي المسؤوله عن سفك الدم العراقي وصرف مئات الملايين من الدولارات التي تغذي الارهاب داخل العراق وتساهم في حرف الشباب والساسة عن جادة الحق والصواب. لقد كشف السيد موفق الربيعي في اخر رحلة له الى السعودية، بكل صراحة ، اعداد الارهابيين والمجرمين الذين يتسللون عبر الحدود السعودية او عبر مطارات الاردن وسوريا او عبر المنطقة الشمالية من ايران وتركيا وديالى. هؤلاء تدربوا وتسلحوا وتسللوا واحتضنوا ونفذوا جرائمهم من قبل هؤلاء وابنائهم ، وإلا فكيف يدخل رجل مفخخ الى بيت محصن وكيف يهرب منقذ من اجرامه في حي العدل والجامعة ، وقوى الظلام سكنت في الاردن تدير المؤامرات وتخطط لها وتحشد الحشود والمؤتمرات ، والاخر يكشف عن نفسه رئيس مؤتمر لمنظمة ارهابية وتحملت مسؤوليتها في قتل الشعب العراقي سنة 1991 ، واخرون كالضباع ينتظرون الفرصة للانقضاض على الفريسة بعد ان يشبع الاسد فيتآمر مع قائد القومية العربية - مصر العروبة. المهاجرون في سوريا والاردن خرجوا من اموالهم وبيوتهم في العراق واليوم يتعرضون الى الاهانة والتشريد والفقر والمرض فبدلا من تقديم الاعانة اليهم طلب الهاشمي ان يدفع العراق هذه الاعانة الى خزينة الاردن وسوريا ، فكان الله في عون هذا الشعب المسكين ، وياللعجب فبدلا من ان يسعى هذا العسكري الصنديد الى تأمين البلد وتحصين حدوده من الارهاب يريد الاستاذ الفاضل مع زبانيته استمرار الظلم والحيف يحيط بالعراقيين امعانا في اذلالهم لانهم نتاج لتربية صدام. ولكن لابد من يوم تنتبه فيه كافة الاطراف الى انها أخطأت بحق العراق والعراقيين وانها ساهمت في استمرار عذاباته وانها مشاركة في سفك دمة ولكن متى يستيقظون؟ فربما يجيبني احدكم بالقول: ان للباطل جولة وللحق جولات ، ويؤكد لي بأن هنالك يوم تشخص فيه الابصار يناديهم المنادي خذوا جوائزكم من الالهة التي عبدتموها - اخسؤوا فيها ولا تكلمون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر التميمي
2007-11-04
لو كان الفريق العراقي مشكل حسب المحاصصة الحزبية والطائفية لما حصل على هذه النتيجة الرائعة. اتسائل لما كانت هذه صفات واخلاق التوافق والرفيق طارق الهاشمي ونحن اهالي ديالى اكثر الناس من انكوا بنار غدرهم لماذا تقاتل الحكومة وقائمة الائتلاف والائتلاف الرباعي لاعادة هؤلاء المجرمين الى الحكومة او للانضمام الحزب الاسلامي الذي يقوده الرفيق طارق الهاشمي الى الاتلاف الرباعي؟.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك