بقلم: سامي جواد كاظم
شيء مؤكد الأزمة التركية العراقية فيما يخص مسالة حزب العمال الكردي هو هم أضيف إلى الهموم العراقية والتي ما كان له ان يحصل لولا عبثية الأطراف الثلاثة المعنيين بهذه الأزمة وهم حكومة كردستان والحكومة التركية والادارة الامريكية .المعلوم ان العراق تحت الاحتلال الأمريكي وحسب قرار الامم المتحدة الذي نص على ان العراق دولة محتلة من قبل الولايات المتحدة الامريكية فان ضمن مسؤلياتها الحفاظ على ارض العراق ، اين هو الدور الامريكي في هذه الازمة ؟!الاطراف الثلاثة لهم دور مشترك في هذا ولعل هنالك خفايا قد نستطيع ان نستقرئها ولكن ليس بالدقة العالية ولكن بعض الدقة والشيء المؤكد الوقوع هو ما يقع على كاهل المواطن الكردي من تراكمات سلبية نتيجة منهجية قادتهم العشوائية لم يكن اليوم او الامس هو مولد حزب العمال الكردي بل قبل عشرات السنين اين كانت تركيا من ذلك ؟! ولا احد ينسى ما أقدمت عليه امريكا بتقديم خدمة الى تركيا بتسليمها عبد الله غول الى السلطات التركية عندما القت القبض عليه في افريقيا ، ورددت كثيرا الحكومة التركية انها ستعدم القائد الكردي انتقاما للدم التركي الذي نزف بسبب اعمال اعضائه ولكن طبقا للمغازلة الامريكية هو اطلاق جذوات دون الجمرات في تنفيذ الوعيد ونرى الى اليوم هو قابع في السجون التركية في مصير مجهول قد يظهر الى الافق اذا ما ظهرت لعبة سياسية تستوجب من قائد حزب العمال ان يكون طرف فيها ، فهل هذا يعني ان ما تقوم به تركيا من قصف وتحشيد يستوجب ذلك ؟! .من ينكر ان لكركوك سبب في الازمة الحاصلة مع تركيا فهو واهم وما يطالب به قادة الكرد من ضم كركوك اليها يجعل الموقف متأزم لاسيما بسبب العلاقة الغير حميمة بين التركمان والاكراد .الحكومة التركية كثيرا ما وقفت على عتبة باب الاتحاد الأوربي تستجدي وتتوسل الدخول فكان ثمن الصدقة الأوربية لها هو طمر الهوية الإسلامية في تركيا من جهة ومن جهة ثانية منح حرية او مناصب حكومية للكرد الاتراك وكانت هي تراوغ بين هذا وذاك فبعد اعتقالها احدى النائبات التركيات من اصل كردي بتهمة التحريض على الانفصال ومساندة حزب العمال حيث حكم عليها (15 ) سنة سجن ، سمحت لبعض الشخصيات الموالية لسياسة الحكومة التركية من الاكراد بالترشيح للبرلمان التركي ، وكما انها قامت بكل ما لديها من جهد لاحتواء القادة الإسلاميين من الاحزاب الإسلامية التي دائما تفوز بالانتخابات مرضاة للخبث الاوربي .صحيح ان هنالك الكثير من المتطرفين الاكراد من حزب العمال يقومون بعمليات ارهابية في تركيا يدفع ثمنها المواطن التركي ، لكن هذا لا يستدعي ما تروم ان تقدم عليه القوات التركية من اجتياح لشمال العراق بحجة القضاء على حزب العمال وان كان هذا الاسلوب هو اسلوب امريكي شجع الدول التي لها عداوات مع منظمات معارضة موجودة خارج اراضيها باختلاق الذرائع ومن ثم الاجتياح العسكري مع الاخذ بنظر الاعتبار الوضع المهزوز لهذه الدولة او تلك التي توجد فيها المطلوبين لهذه الدول كما اقدمت عليه الولايات المتحدة الامريكية فبحجة طلبها لاسامة بن لا دن قامت باجتياح افغانستان واخيرا لم تحقق ما كانت تدعيه علنا اما خفية فانها حققت ماربها ونفس المثل ينطبق على العراق ولا ننسى تصريح الرئيس الصومالي عندما اقدمت امريكا على شن غارة جوية على احد معاقل القاعدة في الصومال فقال ان كل ارض فيها قاعدة من حق الولايات المتحدة الامريكية شن هجوم عليها وهذا التصريح جاء متفق مع الاهواء الامريكية اما لانه عميل لهم او تملقا لهم .المهم ان هذا الاسلوب بعينه تريد استخدامه تركيا لا سيما بعد الوضع الامني المضطرب للعراق وضعف القادة الكرد في الشمال ومن جهة اخرى لا يخفى على احد ان هنالك دوافع امريكية لهذا الهجوم تريد ان توضح للقادة الكرد حجمهم الحقيقي ولعلهم يريدون ان يذكروهم بمعاهدة لوزان التي تجاهلت هوية الاكراد في الدول الاربعة .القادة الكرد لا يهمهم مصير الشعب الكردي ولعل الكل يعلم ما دفع من ثمن باهض الشعب الكردي على يد جلاوزة صدام ونخص بالذكر علي كيمياوي وسلطان هاشم ونرى اول من لا يريد رد الاعتبار لابناء حلبجة في تنفيذ العدالة بحق مجرمي الانفال هو رئيسنا المنتخب الكردي الطالباني متبجحا بحجج واهية لا يقبلها العقل قبل الضمير وحتى ان مسعود البرزاني لا يبالي ان نفذت العدالة حكمها ام لا المهم انه يتربع على كرسي الحكم .ناهيكم عن التصريحات الجوفاء لبقية الساسة الكرد فهذا الوزير يستنكر والاخر يندد وثالث يصفه بالامر الخطير والبرلمان الكردي والعراقي يشجب واخر يقول ان عواقب الهجوم ان حصل ستكون وخيمة ، وكان هذه امور لا يعيها المواطن الكردي او انه عاجز عن التصريح بما يصرح به مسؤوليهم ، النتيجة هو المواطن الكردي من يدفع الثمن .هذه عينة من سياسات القادة الكرد الخاطئة والتي نتيجتها القصف التركي البشع لشمالنا الحبيب والتي لا تسقط الا على اقارب واصدقاء شهداء حلبجة اما ما يخص حكومة الاقليم فانها بعيدة عن مدافع الاتراك وحتى ان تركيا طبقا للغزل الامريكي يعلمون ان القادة الكرد معنيين بالغزل شفهيا لا تحريريا . اقول لكم ان القوات التركية سوف لم ولن تجتاح الشمال العراقي اذا ما تحقق المرجو من هذه اللعبة الامريكية واعتقد انها ستتحقق وان مكاتب حزب العمل لا يمكن لها ان تغلق وان اعلن عنها بشكل اعلامي انها ستغلق الا انها تبقى على ارض الواقع موجودة لانها الورقة المهمة للتلاعب بالقرارات السياسية التركية الخارجية التي تهم الاتحاد الاوربي من جهة والادارة الامريكية من جهة اخرى .بقلم : سامي جواد كاظماشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha