المقالات

جريمة تشريع قانون العفو العام..!|| قاسم العجرش

3223 2016-08-28

 

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

وأنا أرقب الحراك السياسي، الذي يدور هذه الأيام بين القوى السياسية، لا أعزو دوافع هذه التناحرات ،إلا الى أن الساسة منشغلين بترتيب أوضاعهم، إذ أنهم لايجدون متسعا من الوقت، للنظر الى مسافات أبعد من أجل الرحيل، أو ما بعده بقليل..

وسواء قربوا أجل انتخابات مجلس النواب، الى ميقات أنتخابات مجالس المحافظات، أو أجلوا أنتخابات مجالس المحافظات، الى مبقات أنتخابات مجلس النواب، أو قربوا الميقاتين بعضهما بعض في منتصف الأجلين، فإن معظم ساسة المشهد الراهن راحلون لا محالة.

   أنا كمتابع وكإعلامي وكسياسي، لا يحتل مكانا بين هؤلاء الراحلين المتناحرين، بل أقف وسط مجموعة مهمتها صناعة الرأي، أحاول أن أنظر الى مسافة أبعد مما ينظرون، ولا أجد بدا؛ً من أن أذكرهم بأن رحيلهم هذه المرة قسري ، وسنشيعهم باللعنات؛ إن لم يتداركوا أمرهم فيما تبقى لهم من وقت، وعليهم أن يعوا حقيقة، أنهم يلعبون في الوقت الضائع، وأن لا أشواط أضافية للعب.

لقد سكتنا عليهم طويلا، وفي سكوتنا ظلم لأنفسنا ولأبنائنا وأحفادنا، وحينما يكون السكوت عن أخطاء المسؤولين، ناتجا عن دوافع إنتمائية، عرقية أو دينية أو طائفية، بل ومناطقية وحزبية، فإنه شراكة مع السيئين لا ريب فيها، ويصبح السكوت أكثر ظلما، في حالة شيوع روحية المحاباة والترضية السياسية، لهذا الطرف او ذاك، وإنه لَلفساد السياسي بعينه.

 لقد تركنا  المخطئين يعمهون بأخطائهم، ومن كافة مواقع المسؤولية، وعلى الأخص المفاصل العليا منها، دون مراجعة او محاسبة سادرين في غيهم، يتبرقعون ببراقع الوطنية، متمترسين بمتاريس صلاحياتهم الإدارية والوزارية، مخفين جرائمهم بحق الشعب، والمتمثلة بإضاعة فرص التقدم، والتلاعب بالمال العام، او التستر المتبادل على الأخطاء. والنتيجة مزيد من الإنهاك للحقوق العامة.

إننا نُدار بالحقيقة؛ في دولة لا تفكر أبعد من أرنبة أنفها، وما قانون العفو العام الأخير، إلا نموذج صارخ على سوء التفكير، ورداءة التدبير، وهو نتيجة طبيعية للفساد السياسي المستشري، في أوصال الطبقة السياسية الراحلة قريبا.

أقرأو فقرات القانون بتمعن، وستدهشون من مساحة الجرائم التي أُعفي عنها، وهي جميعا لا يمكن لأي هيئة تشريعية أو تنفيذية أن تعفوا عنها، لأنها تخص الحق العام أولا، وهو حق تمتلكه الهيئة الأجتماعية برمتها، ويحتاج التنازل عنه الى أستفتاء شعبي، وليس الى قانون طبخ على نار المساومات السياسية.

إن قانون العفو العام؛ يشكل إنحدارة سريعة بالكتل والقوى السياسية، ألى هاوية خيانة الأمانةالتي فشلوا بالمحافظة عليها، بل أنحدار جماعي، نحوة هوة عميقة بلا قرار، حيث لا قيم ولا مباديء تحكم القرار السياسي.

كلام قبل السلام: هذا القانون ـ الجريمة ناتج عن خطأ في التفكير والأدارة، فإن تراكم الأخطاء الإدارية وعدم معالجتها، يعد أكثر خطرا من الإرهاب، لأنه يوفر الأرضية الخصبة لإشاعة الفساد المالي والإداري، وإضاعة فرصا نادرة على البلاد، هي أحوج ما تكون إليها، بمقارعتها للوقت لطي مراحله التي يسببها الإهمال للتراكم والمتعمد لتطويره وبناءه.

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك