المقالات

تعالوا نقبل فم الذئب! / قاسم العجرش

1791 2016-08-21

قاسم العجرش    qasim_200@yahoo.com

    يلاقي مشروع قانون حرية الرأي، الذي تحاول الحكومة والقوى السياسية النيابية المتشاطئة، معها تمريره هذه الأيام، معارضة شديدة من قبل حملة الأقلام وأصحاب الرأي، ومعظم الكتاب والمثقفين، فما هو الأس الفكري لهذه المعارضة؟!     في قضية حرية الرأي، ثمة علاقة عضوية بين الفساد والاستبداد، حيث تبني سلطة الفساد، جدرانا عالية لحماية نفسها، كما تنسج شبكات رأي، ووسائل إعلام لقمع الرأي المعارض للفساد، يقابلها أن كل الأشخاص والهيآت غير الفاسدين، يصبحون أعداء للسلطة الفاسدة، ويكونون أهدافا لشبكاتها.

    أي دعوة إصلاح يمكنها أن تهدد مصالح الفاسدين، ستلقى مقاومة شديدة، من أخطبوط سلطة الفساد بأذرعه المتعددة، وهذا ما يحفل به مشروع قانون حرية الرأي، من فقرات قمعية غلفت بدعوات زائفة، كتبت بغباء ظاهر، فكشفت عن نيات منظومة الفساد الحاكمة، وعرت مآربها من طرح مشروع القانون المريب هذا.
    في هذه الأيام، وفي أجواء طرح مشروع القانون سيىء الصيت، وبواسطة وسائل الإعلام التي تهيمن عليها سلطة الفساد، ثمة من يعمل على نشر ثقافة الفساد، وتقديس السلطة التي تحميه، يساعدها في ذلك وسائل الإعلام للأحزاب الشريكة في السلطة، وبعض الأقلام المأجورة التي تسعى جاهدة، لتصوير الوضع الراهن، بكل تفاصيله الأقتصادية والخدمية والأمنية والأجتماعية، على أنه أفضل ما كان يمكن إنتاجه، على ضوء الظروف التي يمر بها العراق.
     مشروع القانون المريض بالعفن السياسي، وهو ليس إلا محاولة إستباقية، لتسطيح العقل الجمعي العراقي، ومقدمة لترويع من يتجرأ على إنتقاد منظومة الفساد الحاكمة، عبر قوننة هذه المنظومة، وإسباغ الشرعية القانونية والدستورية عليها، وسيبرئ هذا المشروع السلطة الفاسدة، من كل آثامها وأمراضها التي أصيبت بها، خلال 14 عاما المنصرمة، وسيفتح الباب على على مصراعيه، لبناء منظومة قمع محصنة قانونيا.
     الحرية والفساد ضدان لا يلتقيان أبدا، والفساد لا يمكنه بناء وطن وتنميته، كما أن الحرية والتنمية والبناء، مفاهيم مترابطة لا يمكن فصلها عن بعضها، وكلها تقف بالجبهة المقابلة لمفاهيم الفساد، وأي محاولة للفصل بين الحرية والتنمية والبناء، ستؤدي الى غياب العدالة، وسيتعزز الفساد وتقوى الإدارات السيئة، وفي غياب الحرية وتكميم الأفواه، ستمنو الفئات الطفيلية، وستتحالف هذه الفئات مع مزارع الفساد، التي تنمو في أحضان السلطة الفاسدة، المتدرعة بقوانين مثل هذا القانون.
    مشروع القانون إذا ما تم تشريعه، سيعزز أيضا من مركزية السلطة، ويقوي شوكتها على حساب شوكة الشعب، وستسود الشخصانية، وينتشر الإرتجال والأستئثار، وتتراجع قوة القوانين التي تحمي الحريات الشخصية، وستتراجع نظم الرقابة، وتتكسر أدواتها، وتتحول الدولة الى هيئة فوق الدستور، وسنشهد محاكمات للرأي، تطيح بكل ما بنيناه في مسيرتنا الديمقراطية..!
    كلام قبل السلام: مشروع القانون سيدفعنا الى أن نبوس الذئب من فمه، كي نحصل على حاجاتنا..!
سلام….

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك