المقالات

من ملفات عدنان الدليمي وطارق الهاشمي


( بقلم : منصور المنصور )

كانت الصحفية الأميركية جيل كارول من جريدة - كريستيان ساينس مونيتور- على موعد فى بغداد يوم 2006-1-7 مع عدنان الدليمى رئيس تنظيم طفا على سطح العراق بعد سقوط صدام باسم تجمّع أهل العراق , وكان موعدها معه فى مكتبه بحىّ العدل غرب بغداد حيث تتحرك بحريّة نسبية مجاميع من المكاومه المجرمه والارهاب السلفى والوهابى الى جانب عصابات من اللصوص وقطّاع الطريق .

ولدى وصول كارول الى مكتب الدليمى الواقع فى شارع فرعى تملأه المطبات الصناعية والمتاريس ورجال الحماية قيل لها أنه غادر مكتبه لأمر طارىء وأنه سيتم الاتصال بها لاحقا لتحديد موعد آخر , وبمجرّد أن خرجت من الشارع الفرعى الى الطريق الرئيس اعترضت سيارتها شاحنة صغيرة مغلقة لينزل من فيها ويطلق النار على مترجمها - وهو السائق بذات الوقت - فيقتل ويسحبون الصحفية بعنف ويرمون بها على أرضية شاحنتهم ومن ثم كمموا فاها وعصبوا عينيها واقتادوها الى الى أحد اوكارهم على مسافة ربع ساعة , وهو ذات الوقت الذى استغرقه الطريق من ذلك الوكر الى مقر الحزب الاسلامى فى منطقة العامرية عندما افرج عنها بعد ثلاثة أشهر مما يعطى العارفين بالمنطقة الغربية من بغداد فكرة عن موقع ذلك الوكر.

عقب اختطاف كارول بأسبوع تلقت ادارة كريستيان ساينس مونيتور رسالة الكترونية - عرف فيما بعد أن مصدرها دولة الامارات - مؤداها أن الصحفية بخير وان كتائب الثأر من المقاومة العراقية تحتجزها لأنها خرقت الحظر على دخول الأجانب الى العراق كما أنها متهمة بالتعاون مع الاحتلال الأميركى ولو ثبتت براءتها من تلك التهمة فانها ستنجو من القتل ولكن لن يطلق سراحها الا بعد دفع فدية مالية مقدارها خمسة عشر مليون دولار اميركى , وقد ردت الصحيفة الأميركية على تلك الرسالة بما يفيد استعدادها للتفاوض مسلّمة بمبدأ دفع الفدية ولكنها طلبت دليلا يؤكد سلامتها وكذلك ظهرت كارول على شريط فيديو صامت يوم 2006-1-28 وقد ألبسوها حجابهم ومن تلك اللحظة بدأت مفاوضات غريبة اذ تجرى فى ظلام تام بين أطراف لا تعرف بعضها تتبادل الحديث عبر حجاب الكترونى ينقل الكلمة فى جزء من الثانية ولكنه لا يترك مجالا لتأويل أو لخطأ بالتقدير أو لسوء فهم .

طالت المفاوضات اشهرا ثلاث بسبب التساوم المضنى على قيمة الفدية ذلك ان المبدأ قد ثبت فالخاطفون آمنون وهم يضمنون سلامة الضحية والطرف الآخر مستعد للدفع , واستعمل كل طرف المناورات المعهودة التى تبدأ بتحديد موعد لاعدامها ولاتنتهى برقم من المال تقف عنده الصحيفة بعناد حتى تم أخيرا التوافق على مبلغ عشرة ملايين دولار أميركى اشترطت الصحيفة أن تدفع ثلاثة منها لدى ظهور كارول ثانية فى شريط يؤكد سلامتها وثلاثة ملايين أخرى تدفع فى يوم الافراج عنها ويتم دفع الأربعة الأخيرة يوم وصولها الى أول محطة لها خارج العراق . وعند هذه النقطة برزت عقبتان وتتعلق الأولى بمن يستلم وكيف والثانية بضمانة تسديد الدفعة الأخيرة اذ انها تستحق الدفع والعصفور بات خارج القفص , وقد فوجئت الصحيفة برسالة الكترونية من الخاطفين تتضمن رقم هاتف نّقال عراقى ورقم حساب مصرفى فى امارة عجمان قيل فى الرسالة أنهما يعودان للسيد ناجى النعيمى قنصل دولة الامارات فى بغداد وأنه يتعيّن على الصحيفة الاتصال به لترتيب ضمانات تقبلها وزارة خارجية دولة الامارات بدفع الجزء الأخير من الفدية وقد أرسلت الصحيفة بكتاب رسمى تتعهد فيه بتنفيذ كل بنود الاتفاق مع الخاطفين .

وفى اليوم التالى ظهرت كارول للمرة الثانية فى شريط فيديو اشادت فيه بحسن معاملة خاطفيها لها , وفى اليوم التالى تم تنفيذ الشق الأول من الاتفاق وجرى نقل المبلغ نقدا على الطائرة الاماراتية الخاصة التى تتنقل ما بين دبىّ وبغداد فى اطار متابعة شؤون السفارة والنشاط الانسانى لحكومة الامارات فى العراق وقام النعيمى بتسليمه للخاطفين يدا بيد فى منزل القائم بالأعمال فى حى الداودى , وفى اليوم التالى اقتيدت كارول - محجّبة دائما - الى مقر الحزب الاسلامى فى حىّ العامرية - معقل الارهاب السلفى - لتجد رئيسه طارق الهاشمى بانتظارها مع ادعاؤه بأنه فوجىء بحضورها بسيارة أجرة , ولقد كان اخراج القصة سمجا وساذجا يكشف بأكثر مما يموّه ذلك أن مقر الحزب تجهله الأكثرية الغالبة لأهل بغداد فضلا عن أميركية يلقى بها خاطفوها فى سيارة أجرة فلا يخطر ببالها التوجه الى سفارتها أو الى اقرب مركز عسكرى بل يطيب لها شكر الهاشمى على حسن الضيافة !

والحاصل أنه فى ساعة وجودها فى حضرة الهاشمى أعيدت آلية دفع الفدية وتسلّم الخاطفون الملايين الثلاثة الأخرى و فى اليوم التالى أعلن عن وصولها الى المانيا وشاهدها العالم وهى تهبط سلّم الطائرة وقد عاد مظهرها الى سيرته الأولى فنبذت حجابها وكالت لخاطفيها تصريحات تليق بهم .

انتظر الخاطفون فى ذلك اليوم اشعارا من النعيمى بوصول الجزء الأخير من الفدية ولكن انتظارهم طال أياما امتدت الى أسابيع ادّعى فيها النعيمى أن ادارة الصحيفة قد أخلّت بوعدها الذى قدمته له ولوزارة خارجيته وحتى عندما وصلت رسائل تهديد ووعيد الى الصحيفة تنذرها بسداد بقية الفدية وردّت الصحيفة بتأكيد تنفيذها لالتزاماتها فقد اصرّ النعيمى على انكار دخول المبلغ فى حسابه , ولكن الموضوع انقلب رأسا على عقب وتوصّل الخاطفون الى قناعة بأن الدبلوماسى الوسيط قد دخل شريكا فى الغنيمة وذلك عندما أبلغهم أحد شيوخ هيئة علماء المسلمين بأن مصدرا له فى وزارة خارجية الامارات قد أكد له بأن الصحيفة وفت بالوعد الذى قطعته للوزارة وأن كامل المبلغ قد حوّل الى مصرف عجمان .

وفى يوم مشهود كان فيه القنصل الاماراتى مدعوا الى جلسة أنس فى منزل زميله القائم بالأعمال تحييها فتيات ست وقد توجه الى هناك متخففا من موكب حّراسه ويرافقه سائقه السودانى الذى لبث منتظرا عند مدخل البيت , و قبيل العصر فوجىء بثلاث سيارات تتوقف عند الباب ليهبط من اثنتين منهما مجموعة لم تتكلف حتى وضع اللثام ولما امتدت يده بحركة لا ارادية الى سلاحه سبقت الى قلبه رصاصات منطلقة من مسدس كاتم للصوت ومن ثم توجهت المجموعة الى هدفها دونما أية ضجة واقتادته ربما الى ذات الوكر الذى استضاف الصحفية الأميركية , وبقية القصة معروفة بل لعلهم أضافوا الى المبلغ الأصلى غرامة توازيه جزاء وفاقا للعبه بذيله مع المجاهدين .

ولقد رويت لى هذه الحكاية الغريبة من مصادر اثق بها فى وزارة الداخلية وأكدها لى صديق رفيع المسؤولية فى وزارة الخارجية والمدهش أن الكل كان يعرف والكل تواطأ على الصمت وهذه مصيبه بل كارثه ولربما ما خفي أعظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
على الفتلاوى
2007-10-31
اكللكم بالله بيناتنه مو يستاهل سفير الامارات النعيمى الى سووه بى شعباله هذا الى تسوله نفسه يلعب بذيله ويه العرافيين رغم اختلافنه معهم بس انى واخوى على ابن عمى وانى وابن عمى عالغريب الله يهدى العرافيين ويتوحدون ويراوون الغرب العجايب عفيه براثا انشرو وشكرا
مريوش
2007-10-30
صام وفطر على جرية.......انتظرنا 35 سنة لنتخلص من صدام وبالتالي جاؤا اعوان صدام ليحكمونا وباشد قسوة وغدروعنف منه لانهم تلاميد نجباء لسيدهم والله حرمات الدليمي نائب لو عليه اخلي سايق تاتا ولو كان عند ابنه كابرس ويشتغل يوم على عمان ويوم يبيع بانزين .والعليان عندي اله خوش شغله دشداشده ويبيع سمج لان هاي الشغله تلوكله وبركبتي راح ينجح بيهه..والهاشمي زين شويه مرتب مومثل الباقين يصلح يصير مدرس رياضه والباقين الله يعلم خوب ظافر العاني مو نائب تكول وكيل تموينيه بس شيخرج صدام العار غير عاريه ومجاريه
عراقي شيعي شريف
2007-10-30
اذا همه قادتنة الي انتخبناهم مايكدرون يسون شي بس المطلبة والتنديد والاستنكار وهمة يمثلون الاغلبية الساحقة ..وعايفينزهلثلكية تتحكم بارواح الشعب متكلولي شنسوي ....باقي املة بس بالله ورسوله وال البيت ............لانه لايوجد مغيث للعراق من سكان الارض يبقى املنا بسكان السماوات يبينون حوبتة اذا بينة حوبه
محمدالوائلي
2007-10-30
عار علينا وعار على بلدنا وعار على الانسانيه ان كان هؤلاء المجرمين هم سياسينا وممثلينا الى متى هذا الضعف يامالكي ويا طالباني والالاف من البشر يقتلون وانتم في عروشكم قبل ايام حكم على مجرم من اهالي اللطيفيه ارهابي ومعترف بقتل 700 مسلم شيعي وعلى الهويه .اي هوان واي جبن هذا اين الدوله والسيديه والعدل والعامريه والدوره تحكمها القاعده وامام انضار الدوله اين الشيعه في ديالى والرمادي والموصل وصلاح الدين .كلهم ذبحوا لانهم شيعه اين العداله واي ضلام هذا الذي نعيشه وانا لله وانا اليه راجعون
هاشم
2007-10-30
هل من شك بأن هؤلاء ليسوا بسياسيين وانما هم عصابات وارهابيين ساقتهم الاقدار -في غفلة من الزمن- ليكونوا ممثلين لطائفتهم بعد ان اغدقوا الوعود لناخبيهم مزينين لهم صورتهم البشعة.. وألاّ ما الذي تجدونه عند الموتور طارق الهاشمي او الهزاز او العليان او ظافر العاني او الكذاب الدايني غير اللؤم والغدر وسوء السريرة..أرأيتهم كيف يمتدحون ملوك الجوار نفاقا طمعا بسقط المتاع دونما شعور بالكرامة ويستكلبون على ابناء وطنهم من قادة البلد قدحا وتجريحا بالباطل دليلا على خبثهم والله سبحانه يقول:ومن خبث لا يخرج الا نكدا
علوان
2007-10-30
طالما الكل يعرف القصه وبهذا الوضوح بالاضافه الى ما كتبته الصحفيه وادخلت اسم عدنان الدليمي باختطافها واطلاق سراحها ارجوا ان نعرف موقف كل من الادعاء العام العراقي من هذه القضيه وكذلك هيئه النزاهه واللجنه في مجلس الامه وعلى رأسها الشيخ صباح الله يحفظه
ليث حسن
2007-10-30
لا حول ولاقوة الا بالله .. الى متى السكوت على رؤوس الشيطان ووجه النفاق الكالحة من زازها الى سيادة النائب طارق العثماني .. الى متى يا شرفاء .. الى متى يا من خرج الشعب وسط المفخخات ليختاركم ممثلين عنه .. الى متى وفي الحلق غصة من كثر العتاب .. طال صبر المعذبين .. فإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل.
مؤيد العلوي
2007-10-29
نسخه منه الى \هيئة الرئاسه والبرلمان للنظر في أهليه النائب الثاني لرئيس الجمهوريه فالشعب العراقي لا يرضى ولن يشرفه أن يمثله من يخون الامانه بالتعامل مع الارهابيين الخاطفين أو من يبيع الاسئله للطلبه..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك