( بقلم : رياض البغدادي )
لابد للعاملين على تنظيم حركة انتفاضة المهجر أن يتحركوا بقوة في طرح مفاهيم الفكر الإسلامي المعتدل الذي يمثلونه , ليتعامل معهم الآخرون في إطار المفاهيم الإسلامية المعتدلة التي على أساسها تفجرت انتفاضة المهجر العفوية , ولكي تقبر كل حركة مشبوهة يقصد من وراءها عزل الإسلاميين المعتدلين في هذا الصراع الإسلامي إسلامي وإخراجهم من حركة التصحيح التي يمارسونها في هذه الانتفاضة المهجرية , وتصوير القضية على إنها حركة علمانية في مواجهة الإسلام المتطرف دون الإشارة إلى الإسلام المعتدل الذي فجر هذه الانتفاضة , بحيث إننا ألان أمام مواجهه حقيقية يمارسها الخط المشبوه من السياسيين القدامى وأتصور أنهم نجحوا في إقناع بعض المحسوبين على الإسلاميين من صغار الكتاب, ليفرغوا انتفاضة المهجر من كل الشعارات التي قد توحي إلى إسلامية حركتها ومنها شعار سامراء الذي رفعه مفجري انتفاضة المهجر .
فهل من الحكمة أن تختفي وراء قناع أخر , يوحي بأنك تخجل من حقيقتك ؟ أو انك تخشى أن تطرح الإسلام , كواجهة فكرية وسياسية؟ فيما يطرحه الآخرون من واجهات علمانية أو لا دينية وذلك بسبب ضغط الإرهاب الفكري الذي يفرضه التيار الأخر ممن وجد انتفاضة جاهزة فزج نفسه فيها لأجل سرقة شرف حركتها أو على الأقل إفراغ اسلاميتها ليوحي بعدم وجود تيار إسلامي ممكن أن يكون تيارا معتدلا يمارس التصحيح في حركة الفكر الإسلامي الذي هم في مواجهته سواء كان معتدلا أو منحرفا .
وقد رأيناهم يلوحون بتهمة الطائفية والرجعية ليدفعوا شجعان الانتفاضة إلى الانهزام أمامهم بالتنازل عن الشعارات والأهداف فيقحمونهم في شعارات أخرى , لا تربح من الآخرين شيئا جديدا في الحجم البشري والسياسي , ولكنها تلغي في داخلهم عمق الشخصية الإسلامية ويتحولوا من مفجري انتفاضة إسلامية تزيل عار الإرهاب والوحشية الذي مارسته التيارات الإسلامية التكفيرية إلى أرقام ضمن انتفاضة شرسة ضد الإسلام برمته .
الخلاصة إن العلمانيين واللادينيين وجدوا في انتفاضة المهجر أنها كفيله بإبراز الجانب المضيء من الحركة الفكرية الإسلامية والتي كانوا قد صنفوها بالرجعية السياسية . فتحركوا باتجاهين ليضمنوا عدم نجاح هذه الانتفاضة بحلتها الإسلامية وشخصوا الأتي :أولا : إذا بقيت شعارات هذه الانتفاضة إسلامية أو توحي إلى اسلاميتها فأن ذلك يعطي للغرب فرصة التعرف على الإسلام المعتدل وفرصة للاسلامين في إبعاد التطرف عن حركتهم وهذا سيشكل ضربة كبيرة لنهج اللادينيين في إبراز الإسلام على انه حركة رجعية .
فعمدوا إلى تغييب سامراء كرمز لهذه الانتفاضة وكل شعار ممكن أن يعطي الصبغة الحقيقية لانتفاضة المهجر .ثانيا : تحركوا على تشتيت جهود المنتفضين في دعوتهم إلى التحرك على جهات أخرى كسورية وإيران مستفيدين من أخبار التدخل السوري والإيراني في حركة الصراع في العراق . فعمدوا إلى استفزاز المنتفضين بأنكم إذا كنتم تقصدون كف الشر عن العراق فهذه ايران وسورية لا يمكنكم نكران ما يمارسونه من شر ضد أبناء بلدكم الذي تدعون الانتصار لهم بهذه الحركة ( الانتفاضة ) .
وقد باءت محاولاتهم بالفشل الذريع عندما أصرت لجان الانتفاضة على اسم سامراء كعنوان لحركتها فنجد ألان لجنة اعتصام سامراء أوربا ولجنة اعتصام سامراء أمريكا ولجنة اعتصام سامراء استراليا وبحركة ذكيه تركت هذه اللجان الحق في اختيار أي اسم أخر ممكن أن يختاره المنتفضون في الدول الأخرى مادامت قد ضمنت شرف تسمية اللجان القارية باسم سامراء . وأيضا وقفت هذه اللجان بكل شجاعة وصلابة أمام الحركة المشبوهة في تغيير مسار انتفاضة المهجر وتشتيت جهود المنتفضين إلى مسارات سياسية هي ابعد ما تكون عن الأهداف الحقيقة لأنتفاضة المهجر المباركة . فجعلوا من شعار ( تجريم الفكر الوهابي عالميا ) شعارا موحدا يرفعه المنتفضون في كل بقاع العالم .
https://telegram.me/buratha