( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
كلما تدخل البلاد في انعطافات حادة كلما تتبين الحاجة الفعلية لأطراف الاتفاق الرباعي الذي اعلنته القوى الاساسية (المجلس الاعلى والاتحاد الوطني وحزب الدعوة والحزب الديمقراطي) قبل بضعة اشهر.وقد يقع البعض بخطأ فادح فيما اذا ذهب الى التصور الذي يتجه الى ان الاتفاق تبدو مهمته محصورة داخل دائرة الاستدارات او الانعطافات وليست له علاقة بعموم الخارطة السياسية والميدانية والاتجاهات المتحركة والفاعلة والمؤثرة في الملف العراقي، وللتأكيد بان هذا الاتفاق لم يوجد لذلك فاننا نشير الى ان العمر العملي والفعلي لهذا الاتفاق يمتد الى اكثر من ربع قرن من السنين، ونفسه هذا الاتفاق استطاع ان يقود تحرك القوى السياسية العراقية المناهضة لحقبة صدام ونظامه منذ منتصف عقد السبعينيات وحتى لحظة سقوط ذلك النظام حيث لعبت القوى الداخلة في هذا الاتفاق دوراً محورياً ومفصلياً على صعيد الاداء السياسي والآخر الميداني وفي بناء شبكة علاقات سياسية ودبلوماسية متينة ومتطورة مع قوى سياسية ورسمية اقليمية ودولية كانت تمثل الظهير المفترض للتحرك السياسي الذي قادته الفصائل الاربعة المذكورة في مواجهتها للحقبة تلك.قبل ايام التأمت اطراف هذا الاتفاق لوضع السياسات ورسم وتحديد الاتجاهات المفترضة للازمات التي تشهدها ساحتنا العراقية ومن ورائها الاقليمية والدولية.
اطراف الاتفاق الرباعي سجلوا النجاح الاول بتوقيتهم عقد الاجتماع وتحديد مساراته المحلية والخارجية فهم بالوقت الذي اتفقوا فيه على كيفية معالجة التوتر الامني والعسكري على الحدود مع الجارة العزيزة تركيا فانهم لم يغفلوا في ظل هذا التصعيد الخطير بحث المسائل الاساسية الاخرى والوصول الى تفاهمات مثمرة واستراتيجية على طريق توحيد الصفوف وتجنيب البلاد المصاعب والتناحر الداخلي وبالوقت الذي توصل فيه القادة الى وضع اللمسات المطلوبة ازاء القضايا الاستراتيجية فانهم اشبعوا القضايا التنفيذية الاخرى مقترحات وقرارات ورسم آليات تحديد مسارات واتجاهات وعمل الحكومة والعملية السياسية في آن معاً، وتأتي في طليعة هذه الاتجاهات بحث عملية تكوين قاعدة مساندة للحكومة على اساس الدستور من خلال حل الاشكالات وهنا تكتسب تصريحات السيد عمار الحكيم التي ادلى بها بعيد اختتام الاجتماع اهمية خاصة عندما اكد سماحته من ان هذا الاجتماع يندرج ضمن سلسلة من الاجتماعات الدورية لبحث التطورات وتوحيد الرؤى والمواقف والبحث في كيفية ملئ الوزارات الشاغرة ومراجعة اداء الحكومة والبرلمان وتفعيل الاتفاق الرباعي، فما اشار اليه سماحته يؤكد بان اطراف الاتفاق المذكور ليسوا اطراف ازمة انما اطراف تفعيل وتطوير وتجنيب البلاد الوقوع في منزلقات يحاول البعض جرنا اليها بأية طريقة كانت وهذا ما لا يمكن تحقيقه بفضل الحكمة والتفاهم الانموذج الذي يجمع الاطراف الاربعة والمرشحة لان تكون اكثر من ذلك.
https://telegram.me/buratha