المقالات

لقاء بين العاشق والمعشوق| وليد كريم الناصري

1606 2016-08-04

وليد كريم الناصري

هكذا استقبل الشهيد الخالد حبيب روحه الشهيد صالح البخاتي

وإلى اليوم يا صالح؟ أما كفاكم عني بعداً، أما علمتم بقلبي المقطع شوقا كأوصالي؟ أما حان للندى أن يقبل كف أزهاري؟ لثمت الشوق مراً ورأيت البعد جرحا، أسكب بفمي ثناياك، أشمك وتشمني، حبيباً يعانق حبيبه، طال بك الانتظار، وما عادت روحي المثقلة بالهموم، إن تحلق حولك كل يوم، أنسيتني يا قلبي بعد الفراق؟ أم تعالت بكم الهموم والأسباب عني؟ لو أنزلت شوقي على جبل، لرأيته باكياً من ألم الإشتياق.

ما كان للحدي أن يطاوعني، ولا لأوصالي أن تحملني، فأكون الى جنبك، ما كان إلا لروحي، أن تقبل جبهتك كل صباح، وتغفو على ذراعيك مطمئنة، وأنت تشاطر القوم أزيز الرصاص، كما عهدتك، كما تركتك، ذلك الجبل الذي لا تعصف به رياح الدنيا، لم تخطئ تلك الجنوبية السمراء، عندما قالت عنك "صالح" يا قلبي المعتق بالهموم ألماً، أقصدتني بعد طوال غياب، أذكرتني بعد إن عُجنت روحي بالأوجاع، أطفئ بجسدك حرقتي، وأخمد بروحك نيران مشاعري.

غادرني الربيع فتيبست أعوادي، إنتضرتك كثيراً، سألت عنك كل نازل من السماء وكل صاعد، بحثت عن شرفة في الجنة تطل عليك، أطل على دمع يحرسه الليل من نفسي، أبحث بين مواكب الشهداء وهم يصعدون حفاة الى السماء، لعلي اجدك يا صالح بينهم، أبحث عن كسرة، من رغيف خبز أضعتها بين أفواه أهل الأرض، يروادني الجوع كل لحظة، فأتعالى عنها بالصبر، وأكابر بعزة نفسي، رغم كل نعيم الجنان،لكنني أحببت رغيفي، أبحث على هدهد، يأتيني بصورة عنك أقبلها، لعلها تطفئ بيادر روحي الملتهبة بالشوق إليك.

 

صالح يا حبيبي، أثلجت صدري بطلتك، وأرحت قلبي وأنت الى جنبي، لتسامرني وأسامرك كما كنا من قبل، نحكي حكايات الجهاد، وقصص السفر في الأهوار، كلمني يا روح سيدك، أأ وجعتك رصاصتهم؟ هل عذبك الجرح الذي في رأسك؟ أأسقطك الجرح مثل طيراً مذبوح؟ تعالج روحك برجليك، أأمهلوك حتى تصلي لله صلاتك الخاشعة؟ بما تلقيت نبأ وفاتك يا حبيبي، هل فكرت حينها بلقائنا، لماذا لم تخبرني قبل هذا الوقت؟ لكنت أجمع يداي على صدري لأحتضنك، لكنت أجمع رجلاي على جسدي لأستقبلك، لكنت أعالج فمي لأقبلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك