المقالات

البلابوش .......


( بقلم : المهندس محمد علي الاعرجي )

منذ أن كنا صغارا أيام زمان ونحن نسمع بكلمة البلابوش من جداتنا وآبائنا، فعندما يريد الكبار توبيخ الصغار على فعل سيء ينعتوهم بــ(عساك بالبلابوش) أو (مال البلابوش) ... ولم نكن نعلم ماهو البلابوش أو لم نجد له تفسيرا من احد وقت ذاك .

ولعلها الأقدار أو الصدفة التي أوصلت الرئيس الأمريكي بوش الأب إلى السلطة في تسعينيات القرن الماضي، وليقوم صدام بغزو الكويت واحتلالها عام 1990ثم حصل ما حصل من بلاء ودمار وخراب وقتل وتشريد لمئات الآلاف من العراقيين ... وتستمر الحالة من سيء إلى أسوء حتى سقوط النظام عام 2003 حيث فرض خلال تلك الفترة حصار ظالم وأرغم البلد على دفع تعويضات خيالية لم ولن تفرض على أي بلد آخر في العصر الحديث ... وبسبب هذا عانى الشعب العراقي كثيرا دون أن يمس ذلك النظام ألصدامي وأعوانه، فأمريكا ساندت النظام ولم تسمح بالإطاحة به خلال الانتفاضة الشعبانية المباركة التي اندلعت بعد هزيمة حرب الكويت عام 1991، مما سمح لصدام أن يبطش وينتقم بشراسة من المدن التي أعلنت تمردها عليه وخاصة مدن الوسط والجنوب العراقي .كما فرضت خلال تلك الفترة المشئومة على العراق التجزئة إلى ثلاث مناطق حسب خطوط العرض (36 و33) فالمنطقة الشمالية (الكردية) محمية من الأمريكان والوسطى ينعم بها صدام والجنوبية مضطهدة ومنسية وتقبع تحت ظلم الطاغية الذي قام بمطاردة المعارضين له واعتقالهم وتغييبهم في مقابر جماعية أو سجون لا يخرج منها احد حي أو سليم الجسم والعقل .

كما تم تجفيف اهوار المنطقة الجنوبية ومورست سياسة التهجير الطائفي دون أن يحرك ذلك الضمير العالمي ومنظمات حقوق الإنسان وأمم العالم المتحدة (التي اتحدت على ظلم ونسيان العراق فقط) . وبعد أن جاء بوش الابن إلى السلطة في أمريكا، تعرض العراق إلى غزو أمريكي جديد وتحت حجج واهية إلا أن ما يهمنا كمواطنين هو أن إحدى نتائج هذا الغزو كان سقوط نظام الجلادين وهروبهم تحت جنح الظلام تاركين البلاد والعباد .تنفس الناس الصعداء وكلهم أمل أن عصر زبيبة والملك قد انتهى وجاء صبح جديد، إلا أن ذلك كان حلما من أحلام اليقظة فقد عاد البلاء بوشيا وبامتياز، فما ان غاب اللعين صدام حتى ظهرت مئات الشياطين بل الآلاف ممن يسمون بالقاعدة والكثير منا يجهل ما تعنيه كلمة القاعدة إلا ان ما نعلمه هو أنها لا تختلف عن البلابوش شيئا فهي أداة تدمير شامل تهلك الحرث والنسل ... وعجبا كيف لم يتم تصنيف القاعدة ضمن أسلحة الدمار الشامل المحظورة .

ولم العجب وهناك منتديات ومواقع انترنيت القاعدة وجوامع وهيئات القاعدة وأمراء القاعدة الذين بلغ عددهم في العراق ما يوازي تعداد نفوسه، وكأن القاعدة قد أحظرت معها مكائن تفريخ الأمراء وبكافة المواصفات والماركات وحسب الطلب !!!!!

والغريب ان ظاهر الأمور توحي بالعداء والبغضاء بين القاعدة وأمريكا، إلا ان الواقع على الأرض العراقية اثبت عكس ذلك حيث شنت القاعدة هجوما شرسا على كل الشعب العراقي وبدون استثناء وان كانت حصة أتباع أهل البيت أكثر ضمن مسلسل العمليات (الجهادية) التي تتبناها القاعدة !

ولو ترك الأمر للعراقيين لتمكنوا وبوقت قصير من اجتثاث القاعدة من العراق والى الأبد، إلا ان سياسة أمريكا المبهمة في هذا المجال لا زالت تحيَر الساسة والعامة عندنا وإذ نقول (الله لا يحيَر عبده) فإننا ندعو رجال الدولة عندنا ممن يمتلكون الشجاعة والجرأة وهم كثر والحمد لله، على كشف المستور وإعلان ذلك للملأ لأننا أصبحنا أمثولة أو أضحوكة العالم مع الأسف ... فهل يعجز الجيش الأمريكي بكل عداده وتعداده من الانتصار على القاعدة في الرمادي وديالى وسامراء والعامرية والسيدية والاعظمية وجرف الصخر والمسيب و و و ... في حين ينجح عدد محدود من أبناء تلك المدن التي جاءتها (الصحوة ) على حين غرة من محاربة القاعدة ومطاردة فلولها ... ليقول لنا احد الحقيقة يرحمكم الله .

إيه يا عراق العجائب والنوائب والمصائب ... هل كان أجدادنا وجداتنا يتنبئون بالمرحلة البوشية هذه وما يمر خلالها على الشعب الممتحن من ويلات والآم حتى تصبح لديهم لعنة البلابوش يرمون بها على كل من أساء الأدب من أبناءهم العاقين .

اللهم ارفع عنا البلابوش وجنبنا ويلاته وأبعده عنا وسلطه على كل من جاء به إلينا، فلم يعد في العمر بقية ... وارحم اللهم أجدادنا وجداتنا لأنهم لم يكن يعلموا شدة بلاء البلابوش هذا ولو علموا ما دعوا به على فلذات أكبادهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جعفر الساعدي
2007-10-26
احسنت يا عزيزي .... فلتكن لدى قادتنا الشجاعة الكافية لأعلان ذلك فهل سمعنا مرة بقيام الطائرات الأمريكية بضرب شارع حيفا عندما كان منافقوا القاعدة يصلون الجماعة في الشارع وضح النهار ويحملون رايات القاعدة وشعاراتها ؟ ولكن سمعنا مئات المرات بقيام الطائرات الأمريكية بالاغارة على مدينة الصدر بدعاوى مختلفة وان الضحايا هم الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال!!! فالطائرات الأمريكية لا يمكنها رصد جماعة القاعدة في ديالى وغيرها ولكنها ترصد شخصاً مختبىء في بيته في مدينة الصدر لأنه يشكل تهديداً للأمن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك