المقالات

ادوات امريكية ضد مشروع الفيدرالية في العراق


بقلم المهندس والاعلامي :حازم خوير

في قراءة بسيطة للاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط نجد ان الغزوات التي قامت بها في عدد من دول العالم قبل دخولها العراق واسقاط نظام الطاغية المقبور قد اخذت اشكال كنتورية (ان صح التعبير) ولكن بطريقة عكسية ابتدات فيها من القاعدة با تجاه القمة ،وهنا فقد اخذت تلك القواعد اسماءا متنوعة تمثلت في:الصومال وافغانستان والقمة هو العراق .

ورغم ان الادارة الامريكية لطالما ادعت انها تطبق القوانين الاممية في العراق ولتامين القضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية وخطرها على جيرانه والعالم ،تغيرت تلك الشعارات واصبحت باطر مختلفة منها: حفظ امن العراق ومحاربة الارهاب والقاعدة وتدريب القوات الامنية والاعمار . ان هذا التغيير في الخطط والاستراتيجيات الامريكية في العراق مبالغ فيه حتى اننا نقيمه للوهلة الاولى انه حس وطني ينبع من اناس اجانب!!ويالسذاجتنا ...فالخروقات المستمرة من قبل القوات متعددة الجنسية وتاخير تسليم الملفات الامنية للكثير من المحافظات وضعف اداء تلك القوات وهيمنتها على كثير من المرافق الحيوية في العراق وتركها للحدود العراقية مفتوحة على مصراعيها امام الارهابيين والنوايا الحقيقية التي بانت كقرص الشمس للناظرين بعدما اصطدمت الادارة الامريكية بجبال الاستحقاقات الانتخابية وما افرزته العملية السياسية وكتابة الدستور والنجاحات المتوالية للحكومة العراقية على كل الاصعدة حتى مارست شتى انواع الابتزاز والتحكم بمصادر الطاقة والوقود والمساهمة الفاعلة في خلق الفتن والاحتراب الداخلي ومعارك الظلام الشرسة بين نظمها الاستخبارية وبين عناصر لنظم اخرى منها السورية والسعودية والقطرية والاماراتية وحتى مغربية في سابقة ينأى الاعلام العراقي والعربي والدولي عن ذكرها بالتعيين ويكتفي بالاشارة الغير دالة .

ان احدث حلقة لمسلسل الفتن والاحقاد ضد الحكومة العراقية المنتخبة ودستورالشعب العراقي الذي صوت عليه اكثر من اثني عشر مليون مواطن هي افتعال ازمة حزب العمال التركي في شمال العراق،ولعل الاصرار التركي هذه المرة في نية الهجوم على مواقع جيش العمال في شمال العراق قد جاء متاخرا ولايبدو ذا منفعة حقيقية في مقايضته للدعاية الانتخابية للرئيس التركي –رجب اردوكان – في حملته القادمة مقابل الحملة العسكرية على شمال العراق، في الوقت الذي تبدو فيه الادارة الامريكية صامتة رغم بعض التصريحات هنا وهناك ،ووقوف الامم المتحدة ومجلس الامن في دور المتفرج .

ان عدة اسباب واهداف لمعطيات هذه الاحداث والوقائع يمكن ان تشخص اذا ما فهمنا مبتغى الارادات الدولية في العراق ،فالحكومة الامريكية لها اليد الطولى في هذه الازمة كذلك العديد من دول الجوار العراقي وحتى العدوة اسرائيل، لافشال قانون الفيدرالية الدستوري في العراق خصوصا بعدما ضجت وسائل الاعلام المختلفة بردود الافعال القوية ضد قانون التقسيم الامريكي للعراق على اساس طائفي وعرقي الغير ملزم الذي اقر في مجلس الشيوخ الامريكي ورفضه جميع العراقيون وحكومتهم ومجلس النواب العراقي ،كما جاءت ازمة كوردستان في وقت فيه القوات الامنية العراقية والجيش لاطائل لهما في الدخول في حرب اقليمية في الوقت الذي يمكن حل تلك المسالة دبلوماسيا بالتالي فهي بمثابة احراج للحكومة العراقية وبيان حاجتها الماسة الى بقاء القوات متعددة الجنسيات خصوصا وحاجة الحكومة الى القوات العسكرية العراقية في مناطق السط والجنوب لتعزيز تطبيق خطة فرض القانون.

اما على المستوى الاقليمي فقد بان للعيان مدى التعاون والتنسيق الامنى والاستخباراتي والعسكري بين انقرة وتل ابيب وسعي اسرائيل الخبيث الى افشال العملية السياسية في العراق خصوصا وتصريحات مسؤوليها في نهاية اب اغسطس الماضي حول رغبة وامال اليهود في تسلم العرب السنة لمقاليد الحكم في العراق دون اعتبار مقاييس ومعايير العملية الانتخابية الديمقراطية وبالخصوص تخوفها من انشاء الاقاليم من خلال تطبيق النظام الفيرالي المستند على الستور العراقي.

وهنا لابد من الاشارة الى ان الدور العربي قد انحسرايضا و بالذات في هذه المرحلة التي يمر بها العراق مايجعل نقاط الضوء تلقى على غفوتهم حتى ما جعل يناى مجلس التعاون الخليجي بنفسه عن هؤلاء ليعقدو ا اجتماعهم الامني في الكويت برئاسة وزير الامن السعودي ونتيجة هذا الاجتماع تبدو للوهلة الاولى انه لحماية دولهم من انتقال الارهاب من العراق الى بلدانها ولكن كيف ياترى؟ بتطوير اجهزتهم الامنية وبناء الجدران الفاصلة على الحدود ام بارسال المرتزقة من الارهابيين والسلفيين الى العراق ومدضعاف النفوس وفاقدي الاحساس الوطني والخونة بالمال والسلاح؟!

اما الجانب الامريكي فكان احد اهم اهدافه من وراء رعاية هذه الازمة وتغذيتها هوارتفاع اسعار النفط الخام في العالم حتى وصلت الى اعلى مستوياتها حيث بلغ سعر البرميل الواحد (90دولارا) من اجل انعاش البورصات وسوق المال والمستثمرين والقطاعات المصرفية في الولايات المتحدة الامريكية حتى مهد ت تلك الازمة الطريق للرئيس جورج بوش بان طلب من الكونكرس مبلغا قدره (30مليار دولار) لتمويل قواته في العراق التي وصفها بانها ضرورية وملحة.

واخيرا فان من اهداف هذه الازمة هو افساد حلم القومية الكردية الذي طالما سعى الاكراد الى تحقيقة بالطرق المشروعة ووفق المعايير الدولية المعترف بها،هذه القومية التي حفل تريخ شعبها بالاضطهاد والقتل والتشريد حتى تفرقوا في البلدان ، وخوفا من نشوء فيدراليات مماثلة في دول الجوار العراقي لما تحقق من نجاحات في فيدرالية الاكراد في شمال العراق لذا مورست ضدهم جميع تلك الاساليب .

ورب صدفة خير من الف ميعاد ،فعلى مدى خمس سنوات لم يتفق العرب والغرب في قضية واحدة من قضايا الشعب العراقي الا في هذه الازمة ولو لم تجمعهم اية قبة اممية ،فكل تلك الاساليب وافتعال الازمات هي ادوات امريكية ضد مشروع الفيدرالية في العراق وسيخيب ان شاء الله ما كانوا يأفكون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك