( بقلم : علي عبد الهادي الأسدي )
أطل علينا ـ من على قناة العربية ـ الأستاذ طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، ورئيس الحزب الإسلامي العراقي ليدلي بتصريحات حادة ـ كعادته ـ ، وقد جاء فيها : انه يأنف من ان يكون في حكومة عراقية تعامل أبنائها العراقيين بهذا الشكل المزري ، بل المفجع على نحو يثير الإحباط الشديد في نفسه ، ولأجل هذا فقد طالب ـ بشكل حازم ـ ان يقدم رئيس الوزراء إلى الرئاسة كتابا يتضمن التماسا منه في ان تصدر رئاسة الجمهورية امرأ بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين .
انه لأمر مثير للقرف وللسخرية معا ان تصدر من الأستاذ طارق الهاشمي مثل هذه التصريحات الحمقاء ، بل ويزيدها حمقا وسفاهة ؛ انه يعلم أنها حمقاء وسفيهة . .لقد كانت تصريحات فجة وعقيمة خالية من أي لياقة دبلوماسية . جميل جدا ان يمتلك الهاشمي ـ كما يمتلك الأسوياء من بني ادم ـ مشاعرا نبيلة إزاء الأبرياء من المعتقلين ، لكنه يكون أجمل بعد ان تثبت براءتهم بالطرق القضائية ، والقواعد القانونية ، أما قبل ذلك ، فلانا لا يمكننا التميز بين المتهم والبريء ، ولأجل التمييز بينهما وضعت الطرق القضائية والقواعد القانونية . وإذن لم أسرع الهاشمي إلى منحهم صك البراءة قبل اشتغال أو تشغيل تلكم الطرق والقواعد ؟ ! . الأمر واضح لكل لبيب . .لذلك فإننا لا يمكن إلا ان نضع الشحنة العاطفية التي غلف بها تصريحاته غير المهذبة في خانة المتاجرة بمشاعر أهالي المعتقلين ، والمزايدة الرخيصة بالوطنية وحب العراقيين . .لقد كان على الهاشمي ـ لكي يكون نبيل المشاعر ، رقيق الأحاسيس ـ ان يقوم بزيارة لأهالي الضحايا الذين ذهبوا شهداء على أيدي بعض هؤلاء المتهمين المعتقلين ، وان يخفف عنهم الم الفاجعة ، وحرقة المصاب . .نعم كان عليه ان يزورهم ، وكان عليه ان يقسم أمامهم ، وأمام كاميرات الفضائيات العربية : انه لن يهدا له بال دون ان يجتث الإرهاب والإرهابيين من ارض العراق ، وانه لا يدخر جهدا هو وحزبه الموقر دون ان يقارع فتاوى التكفير الصادرة من شيوخ السوء والرذيلة في شبه جزيرة العرب . وانه لن يستلم بعد اليوم السحت الحرام من مشايخ الخليج ، وانه سوف يبقى وفيا لدماء الشهداء الأبرياء الذين ضرجوا تراب العراق بدمائهم الزكية . .فهل سيقسم طارق الهاشمي على ذلك ؟ أم انه سيظل وفيا مخلصا لمجموعة المتهمين المعتقلين ؟ . الذي أراه انه سيظل وفيا لهم ، لأنهم أبناؤه سيرة ومنهجا وتربية . .
علي عبد الهادي الأسدي / النجف الأشرف
https://telegram.me/buratha