المقالات

ازدواجية السياسة الامريكية في العراق


( بقلم : قيس ابو محمد )

ان الولايات المتحدة الامريكية على دراية كاملة بالتاريخ الاسلامي فهي تعي تماما ما حصل من تفتت الرسالة الاسلامية ومن هو وراء هذا التفتت وبنفس الوقت هي على علم من هو حريص على ديمومة الرسالة العظيمة لرسول الكون صلى الله عليه وآله وسلم فاعجبها التفاف مشايخ السوء حول قادتهم ابتداءاً من العصر الاموي حتى وقتنا هذا واصدارهم فتاوي تماشي هوى النفس وحسب مايرتئيه الحاكم لذا تراها دعمت ومنذ تأسيسها كل اساليب الحكم من هذا النوع فابتلانا الله بحكام جور على مر العصور غيّروا مجرى الامور من سيء الى أسوء ليروضوا الملايين تحت حكمهم الجائر ويجعلونهم لايفقهون شيئا وجعلوهم اسارى لفتاوى مشايخ السوء فهم لايدركوا ما ادركته امريكا بشأن تاريخهم الاسلامي فتغلفت قلوبهم وابصارهم واسماعهم بغشاوة تسيرّهم الدعايات المضللة والافتراءات الكاذبة ويغرّهم الاعلام الاصفر وهذا ما تريده قوى الشر لديننا الحنيف .

وفي الحالة العراقية وبعد دخولها للعراق كان في اجندتها سياسة ترويض من نوع ثاني لكي يصبح العراق حالة مطورة عن دول الخليج لامتلاكه كل المقومات لان يكون دولة متكاملة وبرئيس جمهورية من نفس النوع وبطريقة عصرية فقد ولت ايام تجنيد رئيس دولة والجاسوسية والتبعية فهي ارادت لحالة العراق نوع عصري من الانقياد لها لكنها تفاجئت وتحطمت رؤيتها عندما تمرد عليها رجالاً كانت تحسبهم هم من سيتولون زمام الامور في العراق الجديد فلم تستطع تهدئة الامور ولا الحصول على نصر بالعراق لذا جُبرت على اختيار طريق مؤقت على امل الرجوع للجادة التي يروها مناسبة لهم فتم اختيار حكومات لتمشية امور الدولة عبر الانتخابات لاعطاء صبغة عن تحقيق نوع من انواع الديمقراطية بالعراق ليكون جزء من نصرهم المفقود وبعد ان غاب عنهم النصر تماما لاستفحال الارهاب بالعراق ولفشلهم بفهم طبيعة المجتمع العراقي ادركوا انه لا نجاح للحالة العراقية الا بالفيدرالية لكنهم لايستطيعون اقرارها لطبيعة المجتمع بجنوب العراق وهذا مالا ترغب فيه لعلمها كما اسلفنا بتاريخنا المنحرف عن طريقه وعندما شعرت بان طريق الفيدرالية اصبح وشيكا عبر توعية المجتمع العراقي الذي قام به انصار قيام الفيدراليات ولاسيما المجلس الاعلى الاسلامي والدور الكبير لسماحة السيد عمار الحكيم لذا سارعت امريكا ومجلس شيوخها بتبني قرار غريب جدا وهو تقسيم العراق على اساس طائفي عرقي وهذا سبب انفجاراً للمواقف على الصعيد الداخلي اوالخارجي واصبح هناك نفوراً بين الداعمين لرؤيا الفيدرالية وبين معارضيها وبين المتذبذبين مما سبب تدهورا باحصائية الراغبين لها وهذا ما تسعى له امريكا مؤقتا لكي تحاول من جديد من اخذ وقت كافي لكي تعيد برمجة اجندتها من جديد بخصوص الحكم علماً ان هناك فرق كبير جدا بين الفيدرالية كعلاج امين لحالة العراق الجريح منذ عقود وبين التقسيم وهذا سبب بأن تتدافع الحركات السياسية بالدفاع عن نفسها لازالة الشبهة عنها حول مايفهم ان الفيدرالية تقسيم مما ادى الى ضعف في مفهوم الفيدرالية مما يحتاج وقتاً غير قصير لمعرفة الفرق لذا استغل البعض هذه الفرصة فاخذ يصول ويجول عبر رحلات مكوكية بدأت بزيارة امريكا واخرها المملكة العربية الوهابية وقبلها محاولاتهم لعقد صفقة وفاق وطني بمباركة المرجعية الرشيدة لكي تكون صفعة اخرى لطمس مبدأ الفيدرالية لكنهم خابوا وتعسوا لذا استمروا بطريقهم القديم وهو دعم الفوضى عبر الاستجداء من ممولي الارهاب العالمي (المملكة الارهابية ) لكي تبقى امريكا منشغلة بمقتل جنودها وتاخر نصرها وانحسار شعبيتها وتفكك تحالفها لكي يبقى العراق بلداً ضعيفا وخاوياً خيرٌ عندهم من ان تحكمه ملة أسموها صفويين فلن ينفكوا من وضع حجر العثرة امام اي حكومة منتخبة والوقوف مع من انسلخ من انسانيته وتحول الى وحش كاسر لكي لاينعم اهله بالامن والامان وهذا نفسه ينطبق على قوات التحالف التي تستكثر من تسليح الجيش العراقي ومنتسبي الداخلية بمعدات واجهزة من شأنها التقليل من العنف الدائر منذ سنين وممارستها الضغوط السياسية الكبيرة على الحكومة العراقية وفكرة تسليح العشائر ومنع ان يكون للجيش العراقي دور بتصفية تلك المناطق بدل من الاعتماد على العشائر وهذا الارباك الواضح بالسياسة الامريكية كله لانهم لم يختاروا حكامنا الامناء الذي اختارتهم الملايين ولانهم ليس هم من ترغب بهم امريكا ,

 لكن هذا الواقع مفروض عليهم بطبيعة الحال بسبب تاخرهم بترويض ارهابييهم الذين رغبوا ان يكونوا هم حكام العراق الجدد وهذا هو الجواب الشافي للسؤال المحير لكل اصحاب العقول وهو لماذا السكوت الغريب عن المحرضين للارهاب بصورة علنية على مستوى فردي امثال الضار على امة الاسلام (الضاري ) وعلماء الكفر بمملكة الارهاب العالمي وعلى مستوى امم مثل الاردن وسوريا والسعودية وبعض دول الخليج الداعمة للارهاب وعدم ضبط حدودها مع العراق وعدم الكف عن ملاحقة الممولين بالمال والاجساد لقتل النفس والحياة بعراقنا الغالي وهنا اقول لامريكا وساستها اذا كانت تريد النصر وان تعيد مجدها كقطب واحد والحفاظ على ماء الوجه فلتدع الحكومة العراقية تعمل على استئصال الارهاب وهي قادرة عليها بمدة قياسية وهي مستعدة لان توفر الامن والامان لكل فرد عراقي فاهل مكة ادرى بشعابها لكنهم لايرضون بهذا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك