بهذه الجملة صرخ ابو عادل في وجهي عندما عبرت عن أيماني بمفهوم الفيدرالية ومدى فعاليتها فيما لو انها طـُبقت على ارض الواقع ، ابو عادل ، مواطن في الخمسينات من العمر، اجابني بصرخة قبل ان اكمل الجملة وقد استغربت الجواب اكثر من استغرابي من حدة الصوت التي يمتاز بها العراقي وان كان ضيفاً ان خالفته في امر أو فكرة !! ورغم اني قد علمت أطر وأُفق افكار الرجل من خلال جوابه المختصر وحددت الزاوية التي يتكلم بها في زمن تكثر فيه الزوايا الحادة اكثر من المنفرجة ! الا انني احببت ان اسحبه لنقاش ليس حباً في النقاشات والتي بدأنا نملها بعد ان كنا متعطشين اليها في السنين الاولى من السقوط وانما لوضع النقاط على الحروف وتسقيط ما نراه خطأ من افواه قائليه قبل ان يتفاقم وربما اسقطوا ما نؤمن به من خلال نقاش موضوعي وعندها يصبح النقاش ايجابي وهو ما لا نناله الا قليلاً فأغلب النقاشات تترتب عليها احقاد والم وزعل ! .
سألته باهتمام مزجته بقليل من الدهاء من خلال رسم الاستغراب من المعلومات القيمة التي سردها لي عندما سألته عن علاقة الفيدرالية بأسم عمار الحكيم وعن معنى الشاهنشاهية !! فلقد تعمدت الاستماع لا المقاطعة كي لا ينتهي الحوار سريعاً !! وحقيقة ان الرجل قد سرد لي ما اخافني من السذاجة التي يحملها بعض المواطنين وتسألت عن كم الاناس التي تفكر بهذه الطريقة والتي لا تعتمد الا على الترديد لبعض الاقاويل والايمان بها حد النخاع دون التدقيق بها ورفض واضح لاي حل أو فكرة فلقد اتخذوا جانب الرفض لاجل الرفض !! وعدم الثقة بأي شخص أو مبدأ او قانون أو أي شيء والمطالبة بالحق والباطل على حد سواء بدون تميز على الرغم من ان هذه الفئة هي ثلة مؤمنة وطيبة !!.
جل ما فهمته من الرجل خوفه من فيدرالية سوف يقودها السيد عمار الحكيم ليبدأ حملة اعدامات لشيعة امير المؤمنين !! فعمار الحكيم قد اشترى نصف النجف تمهيداً لشراء الجنوب برمته لتحقيق الشاهنشاهية !! وربما تصور الرجل ان الفيدرالية ما هي الا صك مصدق بمبلغ كبير ليس الا ليحذر الناس من تحرير الصك باسم عمار الحكيم !! فلم يعرج على الفيدرلية كمعنى ومصطلح ولا اظن ان لديه فكرة عنها الا كأسم يربط بالسيد عمار الحكيم مالك النجف الاشرف الجديد !!.
وعندما اتم الرجل حديثه وسط مجموعة من الضيوف ساد صمت متنوع فجانب صمت مللاً من النقاشات والبعض صمت بعد الاشارة لي بترك الموضوع والبعض صمت لانه لا يمتلك اجابات وهنا صمت مع الصامتين لاغرق بالتفكير ما الذي اوصل الناس الى هذه الحالة ؟!! وهل وصلوا اليها ام انهم على هذه الحال منذ الازل !! ولماذا عمار الحكيم تحديداً ؟ ولماذا انا من المتفائلين بهذه الشخصية في حين يتخوف منها اخرون ؟ فماذا يعرفون اكثر مني وماذا اعرف اكثر منهم ؟ وان طرحوا ما يعرفون اليس من حقي طرح ما اعرف ؟ وهل هي ازمة شخصيات ؟ وان لم تكن هل من العيب ان يتفائل انسان بأنسان اخر ؟ أم انه سيتهم بأنه عابد لشخصيات وليس متفائل تجاهها ؟ وهل ان ازمة الزوايا الحادة ستستمر الى ما شاء الله دون الانفراج في الافكار .
وسط كم هذه الاسئلة كسرت الصمت بجملة وجهتها لهذا الضيف قائلة بأني احترم واقدر هذا الشخص على قدر ما اعرف وما لمست على ارض الواقع ولم ادخل في أي تفاصيل معه فلقد اطبق عليه الذهول فلقد تصور اني مؤيدة لما يقول منذ البداية !! , واليوم اسحب النقاش الى طاولة وكالة انباء براثا مع القراء الاعزاء محاولة اختزال اسئلتي قدر المستطاع والتي استلها بالسؤال الاتي :
1- شخص السيد عمار الحكيم وكم الاقاويل التي تتداولها الالسن عن هذه الشخصية وهذا الكم يثير الاستغراب وكم يذكرني بكم الاقاويل التي دارت عن شخص السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله أوائل السقوط والتي لم اتفاجأ وانا اجدها تتناقل حتى على افواه الاجانب كما اشرت في مقالتي التي اشرت فيها بلقائي بالصحفية هيلين والتي وضحت لعراقية موالية( وان كان بمنظورها هي ) من هو السيد الحكيم !! بعد ان اطبق علينا النظام الفاشي الخناق حد اننا لا نعرف خيرة ابناء البلد !! وسؤالي تحديداً لماذا السيد عمار الحكيم ؟ دون الاخرين ؟ هل هو تخوف ام تسقيط ؟ ومن وراء ذلك ؟.
2- هل بات التفائل والاعجاب بعمل شخصية معينة أو الاهتمام بدرب تسير فيه هو خطأ يجرنا الى العبودية لقائد ضرورة كما السابق ؟ هذا ما يعتقده الكثيرون ممن اختلط عليهم الامر واتخذوا من الزاوية 180 صديقة لهم في كل فكرة يبنونها فهم يبنون على افكار تخالف الافكار السابقة في الاتجاه !! وهل من الصحيح التركيز على شخصية واحدة ام الانفتاح على خلية نحل تعمل من اجل انقاذ دولة تكالبت عليها كل أوجه الشر؟
اترك الجواب لرؤى القراء الاعزاء الا انني سأجيب عن الاسئلة كوني أول قارئة للمقال !! جواب السؤال الاول سيكون موقف شهدته في جامعة بغداد عام 2003 عندما ذهبت في زيارة لكلية العلوم السياسية وتم الاعلان ان السيد عمار الحكيم قد شرف الجامعة في زيارة وان ثمة ندوة ستعقد في قاعة بغداد في جامعة بغداد والدعوة عامة وهنا انبرى احد الطلبة من زمرة النظام السابق في عملية استهجان واضح وقد اعترض كثيرا كيف لسيد ان يزور الجامعة بملابسه الدينية !! وان يقيم ندوة سياسية او ثقافية !! وصولاً الى مرحلة السخرية من العمامة فتصدينا له بأدبية قائلين لماذا لا نذهب معاً ونسمع ما يقول فلربما ستسقطه باسئلتك ومنطقك المبهر ايها الرفيق!! لقد تناسى هذا الرفيق كيف كان الطلبة يساقون كالنعاج الى تلك القاعة لسماع ما تقوله بيريات البعث في ندوات بعثية وان ثمة من ياخذ الحضور في تلك القاعة وياويل من لا يحضر !! اليست البيرية لباس مخالف للزي الجامعي !!
الا ان هذا الرفيق ابى بشدة ان يحضر واستمر بالشتم والنعيق لوحده للفت الانتباه واهباط معنويات من لديه رغبة في الحضور فكم رفيق لدينا يقوم بذات الدور وليس لنا ان نلوم من باع ضميره لكننا نلوم من يطرق اسماعه اليهم وملامة اكبر لكل من يصمت عن حق يعرفه وان ينصر اخا له ولو بكلمة حق يعرفها .
اما بالنسبة الى جواب السؤال الثاني لا اجد ضيراً بان نعجب بألية عمل لشاب اثبت عقلانيته ومنطقة الراقي في التصرف وفي رسم خطة مستقبلية للنهوض بواقع العراق انطلاقاً من دوره كمواطن عراقي على جميع الاصعدة الاجتماعية والسياسية فبناء الحوزات والاهتمام بالشباب هي من اولوياته ،ببساطة هذا الشاب وصل الينا ولم نصل اليه غير ان جهل الجهلة هو من يصعب الامور علينا ويباعد مسافات بيننا وبين من يتهمونهم ، وهم ذات الجهلة ،بانهم بعيدون عنا رغم كونهم السبب في هذا الابتعاد ولست مع الانغلاق على شخصية واحدة فالانفتاح بكل الاتجهات دليل الوعي وسعة للمدراك .
ربما هذا الموضوع يحتاج حلقات عديدة للوقوف على ثنايا جميع تفاصيله الا ان النقطة التي ارنو الوصول اليها هي كلمة نحن نحن لابد لنا من الايمان بشخوصنا التي تستحق الايمان بها وان نفكر بكل كلمة تنطلق من افواهنا وان لا ننسى قول الامام الحسن ع عن سؤل عن الفرق بين الحق والباطل فاجاب بانها اربع اصابع فاغلب ما نسمع هو باطل وكل ما نرى هو حق وما اروع هذا التعريف فالحرب عالمية ضد مذهبنا الشريف ونحن نعيش واقع مؤلم ،الا نرى ما يفعله الحزب الاسلامي وكم النقود التي تصله لنذبح بها !! الا نرى ما يقوم به جهلتنا !! فهل نزيد الطين بلة بضيق مساحة تفكيرنا ؟
كمواطنة عراقية افخر بشاب موالي بعلم واخلاق السيد عمار الحكيم ولا اطعن بعروبته وولائه للعراق ما دام مساره يرضي الله عز وجل ودربه يـُقرء منه خدمة البلد الجريح وكذا كل شاب ممن قلت مسؤوليتهم ام كبرت ما دامت النية فيها لله والله اعلم بذوات البشر ومعاً نبني الوطن من جديد فقلوبنا لابد لها ان تتألف لا ان تتجافى غير ان الفتها يجب ان تكون على حق لا باطل ومجاملات واخر دعوانا ان يرفع الله الغمة عن هذه الامة وان يحفظ لنا كل مؤمن وخير وهب حياته في سبيل نصرة دين محمد وال محمد والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله الغر الميامين .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha