( بقلم : عدنان الخفاجي )
طالعت قبل أيام برنامجا عن الكون والفضاء ،حيث إستضاف مقدم البرنامج مختص بهذا الشأن ، أدركت عندها عظمة الخالق وسلطانه وقدرته التي ليس لها حدود ،ادراكاعلميا مدعوما بأدلة صادرة من وكالة فضاء موثوق بها لاتمت باية صلة بدين ولاملة وكم هو مكابر الذي لايعترف بوجود البارىء عز وجل ،ومااصغر عقل من يجسم اللهعزوجل ويضفي عليه صفات المادة٠
فالارض تبعد عن الشمس 150مليون كيلومتر وهي مسافةليست بالطويلة بمقاييس كونية ،وان ابعد كوكب من المجموعة الشمسية يبعد من شمسنا 6000 مليون كيلومتر ومجموعتنا الشمسية هي ذرة صغيرة في مجرة هائلة الحجم ذات شكل قرصي مفلطح يبلغ قطر هذا القرص 100.000 سنة ضوئية ،حيث ان السنة الضوئية هي وحدة قياس فلكية للمساحة وتعني مقدار المسافة التي يقطعها الضوء في سنة من سنينا ولنا ان نتخيل كم هي عظيمة هذه المسافة إذا علمنا ان سرعة الضوء هي 300.000 كيلومتر في الثانية الواحدة، اي ان سرعته في السنة هي حاصل ضرب ثلثمائة الف في 60 في 60 في24 في 365 فيكون الناتج 9.5 مليون مليون من الكيلومترات ، اما سمك هذه الجرة فيبلغ 10.000 سنة ضوئية ،وتعمدت كتابة الارقام دون الكلمات ،لان الرقم يعطي تصورا اسرع من الكلمات ،ويقدر علماء الفلك وجود مايقارب 400.000 مليون نجم في مجرتنا ،كل نجم من هذهله توابعه واقماره ، ويقدر المختصون في مجال الفلك وجود على الاقل 200.000 مليون مجرة في الكون منها ماهو اصغر من مجرتنا ومنها ماهو اكبر وكل ذلك ماهو إلا جزء بسيط من السماء الدنيا ٠
اما السماوات الاخرى فلا يعلم مافيها إلا الله جلت عظمته ، من هنا يدرك الانسان عظمة وقدرة خالق هذا الكون وانه ازلي قبل الازل خالد مابعد الخلود ،ومن غير المعقول ان يكون جبار السموات الارض جسما محدودا ينتقل من مكان الى آخر كما يستنتج بعض المسلمين خطأ من بعض ايات القرآن المجيد كابن تيمية وكما يروي الرحالة الشهير ابن بطوطة في ذكر قضيته والتي سماها حكاية الفقيه ذي اللُّوثة اي الذي به مس جنون إذ يقول ابن بطوطة( كان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام وتكلم في الفنون إلاّ ان في عقله شيئاً ! وكان اهل دمشق يعظمونه اشد تعظيم ويعظهم على المنبر ،وتكلم بأمر انكره الفقهاء ٠٠٠٠ الى ان قال وقال اي بن تيمية في احد مجالسه في يوم الجمعة " إن الله ونزل الى السماء إن الله ينزل كنزولي هذا" ونزل درجة من المنبر ، وذكر هذه القصة ايضا ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة٠ وصحح إبن تيمية كذلك احاديث المجسمة مثل"إن الله يدنو عشية عرفة" و"إن الله ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة"!!! اتسائل وكل من لايركن عقله جانبا، كيف لجسم ينزل ويصعد وطبعا إذا كان في الكان الثاني يخلو منه مكانه الاول ،كيف له ان يخلق مثل هذا الكون الذي يصعب على الانسان ان يتخيله مجرد خيال ،قد يلتمس البعض عذرا وان كان هزيلا
ان ابن تيمية عاش في عصر خالي تماما من التكنلوجيا وان هذا ماتوصل اليه فكره الضيق وفق مالديه من معلومات في ذلك العصر٠ فمالي هذه الجاميع ممن يجعله شيخ الاسلام بلا منازع ولانبع الضافي لتعاليم الاسلام؟؟ ؟ ويكررون نفس كلماته وآراءه ٠
واين هذا الهراء من آراء إهل بيت العصمةعليهم السلام ،سأل رجل الامام جعفر الصادق عليه السلام في زمن قبل ابن تيمية بكثير: يابن رسول الله هل هناك عالم غير عالمنا وآدم غير آدمنا ؟ فاجابه الامام : نعم هناك الف الف عالم غير عالمنا والف الف ادم غير ادمنا٠٠٠٠ ٠واقول فبطبيعة الحال ان لكل ادم شمسهم ومجرتهم وقمرهم ولكن الامام سلام الله عليه يجيب بقدر عقل السائل، وهذا غير مستغرب عن ائمة اهل البيت عليهم السلام يعلمهم عن رسول الله صلى الله عليه واله عن جبرئيل عن الله عزوجل وما اصدقها من سلسلة فائمة اهل البيت عليهم السلام كانوا على الدوام يأمرون اصحابهم بتنزيه الخالق عن الكيف والكم والمكان الزمان وغيرها من صفات الاجسام ولايوجد لديهم رأي يتعاكس مع الحقائق العلمية٠فسبحان الله في خلقه٠
https://telegram.me/buratha