( بقلم : طالب الوحيلي )
مع تصاعد وتيرة العمليات الامنية وتحقيق تطورات ايجابية كبيرة ،تترك ارتياحا كبيرا لدى المواطن العراقي الباحث عن مساحات واسعة من الامن والاستقرار ،ومع تلمسه لعودة متصاعدة لسلطة القانون على مستويات متعددة في الشارع و بعض جوانب الحياة في بغداد بالذات ،فان هاجس القلق يبقى مستمرا مادامت الخطابات الغير متزنة لم تلجم او لم يوضع لها حد ،حتى غدت نغمة نشاز امام التطورات الامنية وانحسار الجرائم الارهابية بشكل يدعو للتفاؤل ،فالقوى السياسية المتأرجحة بين الانخراط في العملية السياسية وبين المواقف المضادة لمسيرة الحكومة وانسحاب بعضها او تهديد الاخرى بالانسحاب ،هذه القوى لم ترعوي اعلاميا في اطلاق كافة ما يخالجها من مشاعر معادية للتجربة العراقية الجديدة ،وفي تصيد السلبيات مهما كانت ضئيلة ،غاضة الطرف عن النجاحات الكبيرة في المحيط العراقي والتي يمكن ان تعد انتصارات كبيرة حتى على مستوى المحيط العرابي او المنطقة ،وكأن نظرة حسد متخلفة تحاصر هؤلاء الساسة فتغيظهم أي مفردة اطراء للحكومة او للمستقبل العراقي ،مما يرمي بظلال الشك على نوايا تلك القوى التي تصر على تصعيد لغة التحريض او النقد اللاذع لبعض الشخوص او التصرفات الادارية او المنعطفات الاخرى ،ولانها تشبعت بريح المعارضة اللاديمقراطية والتي تجذرت كثيرا عبر الفعل الارهابي الذي لا يمكن فصله عن تلك الرغبات الكامنة في بواطن وطيات الخطاب السياسي المستعر لتلك القوى ،فليس بصعب على احدهم وقد ركن موقعه البرلماني جانبا ليتحدث بلغة تطفح دموية وارهابا وتباكيا على الزمر التي تتداعى كل ليوم امام الضربات النجلاء لقوات الامن في بعض المناطق الساخنة التي عدت معاقلا لتلك الزمر فعم شرها على الخليط الاجتماعي لسكانها ،
وحين نحاول ان نحمل تلك التصريحات على محامل شتى وهي تنطلق من منابر عربية او عراقية معروفة بحقدها على شعبنا ومداهنة أصحابها لبقايا النظام الصدامي المشؤوم ،نجد بعضهم وقد لعق أكاذيبه وقذاراته وهي تطفو على دماء الأبرياء ،نجدهم وهم يقبعون تحت قبة البرلمان ويشنون حربا كلامية يستهدفون بها قيم شعبنا ورموزه دون أي عبء بما قد ينالهم من تصدي او عقاب ،وذلك محل استغراب من أعضاء مجلس النواب الذين لم يحركوا ساكنا ازاء من يتجاوز حدوده القانونية والدستورية وكأن الامر لا يعنيهم ..
ويحاول البعض تجيير أي حدث باتجاه الطعن بمصداقية ووطنية القوى المتصدية ،من ذلك تفسير مشروع تقسيم العراق على اسس اثنية الذي اطلقه مجلس الشيوخ الامريكي الغير ملزم حتى للولايات المتحدة ،على انه وجه اخر للفيدرالية التي دعت اليها بعض التيارات السياسية والفيدرالية أصلا من مزايا النظام الدستوري العراقي ،فالفيدرالية كما يعرفها المنصفون هي الطريق الامثل للوحدة الوطنية ،وهي وسيلة للتوحد ولا يمكن ان تكون سببا للتقسيم ،لكن الخطاب المحرض والانماط المتغامزة بالطعن بمصداقية القوى السياسية الفاعلة اباح للبعض الادعاء بالخشية على وحدة العراق في الوقت الذي تعمل جاهدة الى شق صف الشعب وتحويل البلاد الى كانتونات او محميات تلوح فيها باسلحتها وطغيانها الذي يتعمد تغيب القانون والعدالة وسيادة الحكومة .
ربما كثرة الخطابات المناوئة للحكومة العراقية وعكس حقيقة الاوضاع الايجابية على انها اصطفافات طائفية او وجدود حالات من الفصل العنصري او الاثني قد اوهم بعض الجهات الدولية او الاقليمية على تصور واقع اسود للعراق مما يجعلها على الضد من العملية السياسية او التشكيك بصدقيتها ،لذا نرى بعض المواقف العربية وهي تسير على هاجس غير واقعي غذته تلك الابواق الصاخبة بالعنف والطعن بالاصطفاف الموحد والصافي لشعبنا الذي يكابد من تلك المواقف اشد من مكابداته الاخرى ،بل ان المشكلة اليوم هي تاثر المواقف الدولية بما يسمع او يشاهد من وسائل الاعلام ،سواء كان ذلك سلب ام ايجاب ،وقد تكون الارجحية للاعلام المضاد لما جند له من قدرات وطاقات لاقبل للحكومة العراقية او القوى الوطنية في مجاراته ،لانه مبني على الكذب والخديعة والافتراء وطرح كل ما لا تتقبله النفس التي فطرت على الخير وحسن النية ،وتلك معضلة ينبغي تداركها لكي نوصل حقيقة واقع شعبنا الذي تجاوز كثيرا حدود الخوف والتصادم الطائفي بعد ان توضح الخصم الفعلي ،وقد عرف كل منا خصومه واصدقاءه..
https://telegram.me/buratha