( بقلم : سليم الرميثي )
قبل تاسيس الدولة العراقية الحديثة بقرون من الزمن والغالبية العظمى من الشعب العراقي من شيعة وكرد وتركمان وغيرهم من الطوائف والقوميات يعيشوا حالة من التهميش والظلم وحالة من التمييز الطائفي والعنصري داخل بلدهم ووطنهم.
وبما ان موضوعي يخص الشيعة في العراق فاني ومع احترامي لكل الذين ظُلموا وهُمِّشوا سأُركّز على الحالة الشيعية فقط وكيف تعاملت الحكومات المتعاقبة مع المواطن الشيعي في العراق. وحتى لااطيل على القاريء الكريم سنترك العهدين الاموي والعباسي وماعاناه الشيعي من ظلم و قتل وتشريد بالاضافة الى عهد الاستعمار العثماني المتخلف والذي كان عهدا طائفيا بغيضا ايضا وبامتياز.
ونبدأ الحديث منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في بداية العشرينات من القرن الماضي وعندما تأسست وتوالت الحكومات على حكم العراق ومن الملكية الى الجمهورية والى حكم جمهورية الرعب البعثية. في هذه الفترات المتعاقبة كلها كان الشيعي يعيش حالة من التهميش والظلم والفقر المدقع رغم ثراء ارضه بالخير الوفير من الثروات مثل النفط والزراعة والسياحة وذلك بسبب اهمال الحكومات المتعمد لجميع المناطق التي تقطنها اكثرية شيعية.
فنرى عدم وجود الاعمار لهذه المناطق واهمالها بشكل متقصد بل نجد ان كثير من المساكن والبيوت الشيعية مبنية اما من صفائح التنك او من التبن و الطين وجذوع النخيل . واما الثورات التي حدثت في العراق فكان للمواطن الشيعي وحسن نيته كل الفخر في ان يكون اول من يضحي ليدافع عن عقيدته وعن وجوده. واما الحروب العبثية بزمن البعث كانت الحكومة ترسل وتدفع بالمواطن الشيعي الى خطوط المواجهة الامامية ليتخلصوا منه و ليفوزواهم بالحكم والسلطان.
بعض القومجية يدعوا ويتباهوا بان في الحكومات السابقة كان هناك وزراء شيعة ومسؤولين كبار في الدولة ايضا وكأن العدل يتحقق عندما يكون هنا و هناك وزير او مسؤولا شيعيا. يذكروا كم كان عدد الوزراء ولايذكروا كم كان عدد الفقراء من الشيعة في العراق وعلى مرِّ العصور. يذكروا عدد الاغنياء ولايذكروا كم هو عدد الجياع هكذا هم القومجية يمجدوا اللاّشيء وينكروا كل الاشياء. يروا كل سيئاتهم حسنات ويروا حسنات الآخرين سيئات.يتفاخروا بما كان لهم من سلطة وبنيان ويتناسوا كيف دمَّروا عقل وروح الانسان.
مطالب الشيعة بالنسبة للقومجية خيانة وعمالة وطائفية. وظلمهم وقتلهم وتشريدهم للشيعة عدلا ومساواة ووطنية.تبا لكم ايها القومجية كيف تحكمون . فانا كأنسان وُلدت وترعرعت على ارض العراق ولاني شيعي لم اشعر باني مواطن عراقي يوما بل كنت عبدا ومن كان يحكمني هو سيدي ولم اشعر بالامان يوما وليس لي الحق ان اعترض على اي شيء حتى لوكان قتلي بل علية ان امد عنقي للذباح والا فانا خائنٌ وعميل .لهذه الاسباب وغيرها الكثير اقول علينا نحن الشيعة ان نبحث عن حلول تنقذ رقابنا من سكاكين الذباّحين و جوْر السلاطين.
والفيدرالية هي افضل حل لكل العراقيين وبكل طوائفهم وقومياتهم ومن يملك حلا افضل عليه ان يقدمه.واما من يقول ان الفيدرالية هي تقسيم للعراق فهي حجة واهية لان العراق لم يكن يوما موحدا صحيح ان ارض العراق على الخرائط الورقية واحدة ولكن شعبها كان مقَسَّم الى سادة وعبيد والاكثرية من الشعب العراقي كانت تعيش وترزخ تحت سياط الجلاّدين الذين تعاقبوا على حكم العراق.ومن يدعي بان الفيدرالية تُضعف العراق اقول له ايضا ان العراق لم يكن قويا بشعبه بل كانت هناك حكومات جائرة وقمعية لم تترك للمواطن فرصة للتعبير عما بداخله . والآن جائت الفرصة وليكن الخيار بيد الشعب والناس ليختاروا الطريقة التي تحفظ لهم حقوقهم وكراماتهم وكفى تمسكا باوهام خيالية ليس لها واقع على الارض منذ ان تاسست دولة العراق .
وهناك مع الاسف من يدعي ويقول من الشيعة الان جاءت الفرصة لنا لحكم العراق فلماذا نتخلى عنها اقول له ايضا ليس همّنا كشيعة هو الحكم ونحن نرفض حكما فيه ظلما لايِ كان على ارض العراق ولو كان همنا الحكم والتسلط لكنا حالنا حال من يجرم ويقتل بالابرياء لانه يظن ان كنوز السلطة سقطت من يديه.
ونحن نرى مع كل الاسف الكثير من قيادات اخواننا السنة ليس لها هم سوى الوصول للسلطة وباي ثمن وهم بهذا جعلونا نفكر بالخلاص ليكون لنا كيانا نتدبر امرنا فيه ونبني حياتنا من جديد لعلنا نصل ونحقق مانريد .وكفانا تمسكاً باوهام القومجية والعربجية من الاغبياء والبطاّلين.
https://telegram.me/buratha